المقالات

سرق الاموال فحاكموا المدان.

1570 21:58:19 2015-08-11

الراشي والمرتشي في النار!، قول للرسول الاكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم، يعرفه الجميع حتى صغارنا، نظرا لكثرة تواجد هذه اللوحة، والشعار في اي دائرة من دوائر الدولة، وتهلهل بها محاجر الجميع من الموظفين، حتى باتت تملئ الاماكن حتى دور العبادة منها!، تردد هذه العبارة لها اصل وليس عبثا، ووجودها كناية عن وجود اندادها او استشرائها.

الفساد السياسي هو الاستخدام الخاطئ للسلطة، او هو توظيف المناصب السياسية والادارية في الدولة لخدمة المصلحة الشخصية، على حساب الصالح العام، وتتعدد اوجه وممارسات هذا الوباء القاتل، ولكن الفتاك منه هو المحسوبية، والرشوة والابتزاز، ومحاباة الاقارب، لتسيير المناصب حسب الاهواء، وخاصة الحزبية منها، والشخصية على وجه الخصوص.

عادة ما يكون الوسط الناقل هو السرية في هذا الامر، والتعتيم الشديد خوفا من انعكاسه سلبا في العلن، ولكن الآية قد انعكست، ومخرج الاحداث تلاعب بمشاهده، فراح معلنا مجريات ما وراء الكواليس، ليصبح الامر طبيعيا، وان ما كان محرم، قد اصبح مباحاً، لا بل من المستحبات في تطبيقها.

توالت على العراق حكومات عديدة منذ سقوط الصنم، واتهم في بدايتها بول بريمر، بأنه اكثر شخص قد اهدر المال العام، ولكن من وصفه بذلك كان قد سبق الحدث، فحين تسلم المالكي رئاسة الوزراء، تربع على عرش السلطة لثمان سنوات، سيطر بها على جميع مفاصل الدولة، ومارس فيها جميع اشكال الفساد السياسي والاداري، فراح محتكرا المناصب الرئيسية لاعضاء حزبه فقط.

هدر للمال العام تجاوز بريمر بقوة، فساد اداري مستشري في جميع الدوائر، تسابق على نهب ثروات البلد ورصدها في البنوك العالمية، فالجميع راح مراهناً على ملئ جيبه اكثر من أقرانه، وقائد الكتيبة مثالاً يُحتذى به لذلك الامر.

اعترض بعض سماسرة المالكي على تصنيف منظمة الشفافية العالمية، واعتبروه غير واقعي، حين صنفوا العراق في المرتبة الرابع من ضمن الدول الاكثر فسادا في العالم، وصوروا الامر بانه مشوه، وبأن العراق مدينة فاضلة، تنام على السحاب والامل والخير، ويجب الشكر لهم، لان لهم الفضل في هذا، اذ جاهدوا في ايصاله الى بر الامان.

كان منطلق المنظمة ربما واضحا، فمن خلال صفقات الاسلحة الكاذبة، والاموال المختلسة من قبل الوزراء والمسؤولين الكبار في الدولة، والمشاريع الموجودة فقط في الصكوك المصرفية، ومنح المشاريع مقابل المبالغ المالية الخيالية، وتسيير معاملات المراجعين بمقابل الرشوة، حتى في ابسط دائرة من دوائر الدولة، كان كفيلا بإيضاح الامر برمته.

اطلاع المنظمة من الداخل، وتقييمها على اساس الملاحظة والاستبيان لو كان حاصلا، لكان العراق يتربع على عرش الدول في الفساد السياسي، والمالي والاداري.

كل بلد يسعى رئيسه الى تطويره والنهوض به، اما العراق ففي حكم نوري المالكي، قد خسر(اي العراق) اموال كلفت شعبه مرارة العيش بشظف, واودت به الى الهلاك، فأدخل الارهاب، وفقد مدن كبرى من شماله وغربه.


زف البلد قرابين الشهادة من ابناءه في عمر الورود، وبأعداد ربما لم تكلف شعوبا خاضت حرب لسنوات، اصبح البلد يعيش على الركام بفضل رعونته، وحماقته في ادارة الدولة، نطالب بأسترداد حقوق الوطن، والارض، والشعب بمحاكمته، والاقتصاص منه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك