اذا ما اجرت مجلة فورين بوليسي استفتاءها السنوي بحيادية عن من يتصدر قائمة اقوى السياسيين لعام 2015 ... لا يراودني ادنى شك من انه سيكون من نصيب محمد جواد ظريف ... ولا اجد ما يغضب فلاديمير وتن الذي ضل يتصدر عرش العشرة الاقوياء ولفترة اربعة اعوام متتالية عن من سيخلفه في تصدر القائمة هذة المرة ليكون سائس بمرتبة وزير !!
ظريف الذي تمكن من اعادة طرح مفاهيم وتصدير مهارات اصبحت في خانة الماضي في ظل تطور الادوات والفنون السياسية فيما بين الدول، فالسياسة اصبحت ملازمة للقوة وساد منطق تريد ارنب خذ ارنب تريد غزال خذ ارنب !! حتى اضحت السياسة بلا قوة كالبطة العرجاء تسبق الاصحاح لتفترش مائدة الثعلب الجائع ...
اليوم استيقضنا على عكس ما اعتدنا عليه .. ورأينا البطة العرجاء عادت من معترك الغاب وسنان الثعالب سالمة مبتسمة دونما خدش!!!
هذا ما قام به ظريف الوزير الظريف عندما تمكن من اطعام الثعالب من ما يشتهي وليس مما يشتهون عندما قدم لهم وليمته التي مازج فيها الدهاء بترياق الصبر و قدمه على طبق من جنس الابتسامة ...
ما ارت الاشارة له ليس ما سبق .. وانما بيت القصيد يدور حول انسجام فريق المفاوضين الايرانيين، لم نلمس ولو مؤشر عن صراع حول من يخطف الاضواء في داخل الفريق .. لا بل كانت التصريحات تأتي من الاعضاء وكأنها سلسلة مترابطة تدور حول محور واحد متمثل بالدفاع عن حقوق الامة الايرانية ..
وانتهت المفاوضات بما انتهت اليه .. عاد الفريق الى ايران وكان في استقباله في المطار ارامل وايتام علماء الذرة الذين اغتيلو على يد المخابرات الاسرائيلية ... رسالة تبعث عن المعنى الحقيقي للحياة و الفخر والاعتزاز لمن ضحى بنفسه دون اهدافه النبيلة ..
لا بل استمر التواضع وتفاجأت الامة على صورة انتشرت في وسائل التواصل عن المكافأة التي حصل عليها ظريف عقب نجاح المفاوضات، واي مكافأة كانت ... خدمة في حرم الامام علي ابن موسى الرضا ( ع ) لمدة ثلاثة ايام !!!
كنت اتابع الاحداث عن كثب .. افرح تارة واحزن تارة اخرى .. اغبط الامة الايرانية على ما وصلت اليه .. واحزن على امتي .. وكنت احيانا اذهب بمخيلتي الى حدود المستحيل واسجل جدلا هذا الانتصار لفريق عراقي .. واترك لخيالي استحضار اسماء المفاوضين والقابهم ... مختار العصر، عيسى آل محمد، يوسف اهل العراق ، ابطال الكرة الارضية ، ولافتات شتى وبالوان مختلفة .. شكراً للمفاوض العراقي ، مرغتم انف العالم في التراب، هوه يكدر إلنه العالم حتى يفاوضنة !!!!
https://telegram.me/buratha