المقالات

بين حديثة والفلوجة قصة صمود وسقوط

1796 06:24:51 2015-07-17

وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ 
إن تلك الأمثال القرآنية تعيد نفسها، وكأنها تتحدث عن عصرنا الحالي، بعد أن تحولت مدن كبيرة في العراق، كانت تنعم بالأمن وسعة الرزق، فهي أشبه بالجنان، إلى مدن خاوية ومهجورة.

مدينتا حديثة والفلوجة، تجمعهم مشتركات مذهبية وعشائرية واحدة؛ ولكن شتان بينهما، فحديثة إختارت الصمود والصبر، ومقاومة الإحتلال الداعشي، رغم الحصار وقلة المؤن، والأخرى ذابت في الدواعش، وأختلطت معهم في إناء واحد، يصعب الفصل بينهما. تكمن أهمية حديثة في سدها، الذي يعتبر من أكبر السدود في العراق، ويمكن أن يشكل تهديدا على بغداد، إن سيطر عليه الدواعش، كذلك فيها قاعدة عين الأسد العسكرية، فهم يحاولون ضم الأنبار، إلى المناطق التي يسيطرون عليها في سوريا، فلم يتبق لهم إلا حديثة؛ لهذا كانت الهجمات بكثرة، على تلك المدينة، إذ صد الأهالي أكثر من (300) هجوم.

إن رباطة جأش أهالي حديثة، وثباتهم وصمودهم رغم الحصار، الذي فرضه عليهم أبناء جلدتهم، مع الغرباء من شذاذ الأرض وأشرارها، فهم يعانون نقصا، في الغذاء والماء والدواء، ولم يتبق لهم إلا رحمة السماء، فكانوا يقتاتون على ما يصل إليهم، من مؤن عن طريق الطائرات، إلا أن النصر سيكون حليف الصابرين، وليست آمرلي ببعيدة عنهم. 

أما الفلوجة فهي الجانب المظلم، فكانت عاصمة للتطرف الديني والحقد الطائفي، فكانت تسمى بمدينة المساجد؛ لكثرتها فتحولت تلك المساجد، إلى معاهد لتخريج المتطرفين جيلا بعد جيل، فمنذ سقوط صنمهم وإلى اليوم، لم ينسجموا مع إخوتهم في الوطن، والعيش بسلام معا، إذ لا يزال الحلم، بعودة الحكم البائد في مخيلتهم.

إن العمليات الجارية في الأنبار، تميزت عن سابقاتها، بالتنظيم الإعلامي وعنصر المباغتة، الذي كان مفقودا، فلم نعلم قبل أيام، أي الجبهات ستكون المعارك، في الفلوجة أم الأنبار، فكانت المفاجئة أن العمليات، إنطلقت في الجبهتين معا.

إن بشائر النصر لتلوح في الأفق؛ لأن الحشد الشعبي، والقوى الأمنية الساندة له، لم يشتركوا بأي معركة، إلا وخرجوا منها منتصرين، مهما كانت طبيعة الأرض وصعوبتها، وشراسة المعارك وشدتها، كجرف النصر وديالى وصلاح الدين والأنبار، ستنظم إلى تلك المناطق، المحررة بإذنه تعالى.
إن دحر قوى الظلام والتطرف، في عاصمتهم المعنوية(الفلوجة)سيجعل إنهيارهم، من أرض العراق أمرا حتميا، وسيلاحقون حتى في خارج الحدود(وإن غدا لناظره لقريب).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك