المقالات

حصيلة اتفاق فيينا : انتصار للحق والارادة

1123 03:27:02 2015-07-15

لم يعد بالامكان تجاهل دور جمهورية إيران الإسلامية، في الشرق الاوسط، بسبب المكانة التاريخية والحضارية التي تتميز بها وعمقها السياسي و الإقليمي، الذين تتجذرفيه . ولم يعد هناك من احد يستطيع قرع طبول الحرب. فالجو العدائي الذي كان خُلِق حولها قد زال، وأدرك العالم أن الحوارالمنطقي و المصالح المشتركة يمكن ان تؤدي إلى اتفاق مع وجود النوايا الحسنة والصادقة.( و التفاوض بحد ذاته، مع القوى العالمية الكبرى دليل مهارة وابداع) كما قال عنها الرئيس الايراني حسن روحاني .

لاشك ان نتائج الاتفاق التاريخي في فيينا هو صمام الامان لهذه المنطقة ومفتاح وحدتها وسعادتها وينعكس على الاوضاع في سورية والعراق ولبنان واليمن ومستقبلها. في ظل وحدة الامة والقيادة ، انتصرت ارادة الشعب الايراني ( بعدا عن الضجج الاعلام للانظمة السلطوة والمتخاذلة )، لانه لا يهتم إلا بالضمانات الحقوقة لتنفذ الاتفاق ولايتاثر بالتوهمات والتفاؤلات الهشة . الاتفاق الرائع مع الدول الست بعد مخاض استمراثنا عشر عاماً من الصراع والاخذ والرد نال مكاسب لها اهمية كبيرة ضمن اختيارات صحيحة وبنفس عميق وصبر جميل عن طريق الحوار والسلام بعيداً عن سلوكيات الحرب والتدمير والتهديد التي اعتمدتها الولايات المتحدة الامريكية " وهي من اكمل مصاديق الاستكبار العالمي " ( كما عبر عنها السيد قائد الثورة الاسلامية الايرانية ) مع القوى الكبرى في اوقات مختلفة ضد الشعوب المناهضة لسياساتها وفي دول عديدة من العالم بسبب الحسابات الغير منطقية والبعيدة عن السلم العالمي وسعت الى كبح اصوات الشعوب المظلومة والمطالبة بحقوقها واستقلالها واحرقت اليابس والاخضر في العقود الماضية كما في فينام وفلسطين وافغانستان وسورية والعراق واليمن وليبيا ومصر.ودعمت الكيان الصهيوني في اعتداءاته ضد شعب فلسطين وسورية ولبنان.
ومزق هذا الاتفاق جميع التوقعات التي كانت تدور في اذهان شعوب المنطقة والعالم وابعدها عن شبح حرب جديدة كانت تدق نواقيسها لتنفجرفي اي لحظة .

ان الاتفاق قلب الموازين وسوف يفرض توازنات جديدة وتُغير الخارطة السياسية لامحال منها وتعطي الارجحية لأيران الاسلامية في المسارات الحقيقية وبشموخ وبان مدى ثقلها التاريخي و الحضاري . ان اخطاء استقواء بعض دول الخليج الفارسي بالولايات المتحدة الامريكية في السنوات الماضية اصبحت الان غير مجدية لمواجهة طهران التي رفضت مشاركتها في المباحثات مع الدول 1+5 ((وقد قررت هذه الدول اخيراً تجنب القضايا الخلافية ورحبت بتوجهات الحكومة الايرانية وتأملت ان يتحول الاتفاق مع والدول الست الى اتفاق دائم واكدت على وجود مؤشرات ايجابية تقود الى ثقة متبادلة بينها والاطراف الاخرى في الشرق الاوسط )).

كما حاول اللوبي الصهوني داخل الادارة الامريكية لإظهار هذا الاتفاق على أنه توافق سلبي من خلال النفوذ والتحم الذ مله على وسائل الإعلام واستطاع من امرار قرار بموجبه اعطاء الحق للكونغرس بالموافقة او رفض الاتفاق رغم انها من صلاحية الرئيس الامريكي اوباما.
و كذلك عملت العديد من القوى على عرقلة أي اتفاق حول الملف النووي الإيراني.
وقد أعرب الجمهوريون في الكونغرس الأميركي عن قلقهم إزاء الاتفاق-الإطار الذي تم التوصل إليه في لوزان الخميس بين الدول الكبرى وإيران حول برنامجها النووي، مؤكدين تمسكهم بحقهم في أن تكون لهم كلمة في أي اتفاق نهائي يتم التوصل إليه بهذا الشأن.
رئيس مجلس النواب الجمهوري جون باينر في بيان إن "معايير اتفاق نهائي تمثل فارقا مقلقا بالمقارنة مع الأهداف الأساسية التي حددها البيت الأبيض" وأعرب عن قلقه إزاء إمكانية رفع العقوبات عن طهران في المدى القصير.

وتصدرت هذه القوى حكومة اليمين الإسرائيلي . وأكثرية الحزب الجمهوري الأمريكي، وعدد من أعضاء مجلس الشيوخ وبعض الدول العربية السائرة في ركاب الغرب. ومن هذا الباب فقد أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني في تصريح له "أن معارضة أو موافقة الكيان الصهيوني أو بعض دول المنطقة على نتائج المفاوضات النووية "لا تأثير لها" في تقييم النتائج النهائية لهذه المفاوضات.

ولا مناص من ان الاتفاق يوحد الرؤى بين بلدان العالم للتوجه لكبح الارهاب والقضاء على بؤر انطلاقه وعلى التصدي للمخاوف والسعي لأجل ايجاد سبل لمعالجة المشاكل الموجودة وتخفيف حدة الازمات والصراعات ويعطي الاطمئنان لبلدانها وشعوبها بحسن نوايا طهران بأستثاء المملكة العربية السعودية التي منفكت تهتز من اي تقارب و محاولاتها المميتة ومساع جمة في سبيل عدم حصول اي تقدم في خلال فترة المحادثات بين اطرافها لانها تعتبر ذلك انتصاراً حقيقياً لطهران وفشل احلامها وسقوط هيبتها.

في عرس فيينا الاخيرعلى العكس من ذلك حيث شاركتها المحبة العديد من بلدان العالم الرافضة للهيمنة والداعية للسلام.... 
لقد تحدت ايران " التي سوف تساهم في النظام الدولي كجهة فاعلة وحيوية ومسؤولة " جميع الدول التي وقفت ضدها واصبحت شوكة في عيون تلك المنظومة الغربية والكيان الصهيوني والتي وصفت ايران بالدولة الخطيرة والراعية للارهاب وقد وصف نتنياهو الاتفاق( بانه خطأ تاريخي اصبح العالم في ظله اشد خطراً) وطلب من الكونغرس الامريكي دعمه من أجل فرض عقوبات جديدة ضد إيران بهدف نسف المفاوضات النووية التي كادت على وشك أن يتوصل الاطراف إلى اتفاق نهائي حوله .

و سبق وان هاتف رئس وزراء الكيان الاسرائل الرئس الروس فلادمر بوتن : "وطالبه بعدم اتمام صفقة صوارخ ارض جو الروسة وعدم تنفذ صفقة صوارخ s300 المتطورة مع الجمهورة الاسلامة الارانة " ،والت قد تم تاجلها ف اثر من مناسبة ف السنوات الماضة بسبب الحصار التسلحي عليها. هذا التحرك لنتانياهو قد سماها بكل ثقة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ( بالجهود الغير مثمرة لان هذه السياسة اصبحت قديمة تهدف الى منع الهدوء في المنطقة عبر بث المخاوف ونشر الأكاذيب) والتي اصبحت لاتنطلي على احد ، طبعاً هذا الحقد الناجم عن وقوف ايران الى جانب ودعم المقاومة الفلسطينية ، لانها لا يمكنها التغاضي عن الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، ولم تسكت عن الدور الإسرائيلي في اضطراب المنطقة ومدت ( الجمهورية الاسلامية الايرانية ) يدها في مساندة الشعبين السوري والعراقي في محنتهم وفي مقاومتهم للارهاب الاسود المدعوم اسرائيلياً الى جانب السعودية ودولة قطروتحت غطاء تركي حسب اخر الوثائق المسربة من مكتب نتانياهو في شراء الاسلحة من اوروبا الشرقية ونقلها عبر تركيا والاردن الى سوريا والعراق التي غزتها هذه الحركات التكفيرية الخبيثة .

وقد ذكّر قائد الثورة الإسلامية الإيرانية، السيدعلي الخامنئي، رئيس وزراء الكيان الصهيوني ، بنيامين نتانياهو، بعد الكلمة التي ألقاها داخل الكونغرس الأمريكي،بالقول: "خلال السنوات الخمسين الماضية، كم من الأموال والمواقف الأمريكية أنفقت لدعم الجرائم الاسرائيلية " ، واضاف"المسؤولون الأمريكيون مجبورون على إظهار التعاطف مع إسرائيل والتغطية على جرائمهم. وتعامل الصهاينة بالمال والسلطة أوقعتهم بالمشاكل ، من الذي دفع تلك الأموال غير الشعب الأمريكي؟" ، واكد على ان "لا يمكننا التغاضي عن الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، لا يمكننا أن نسكت عن الدور الصهيوني في اضطراب المنطقة".

ايران الوم تستحق ان تعش فرحة عارمة بانتصار الدبلوماسة الإرانة ف الوصول إل إثبات حقها ف التنولوجا النووة السلمة بعد قرابة اثنت عشرة سنة من المفاوضات الشاقة والصعبة والت أثبتت من خلالها إران أنها مستعدة لتحمل ل الصعاب والمشاق ف سبل إحقاق الحق وأنه لا نفع معها ، لا الحصار ، ولا العقوبات ، ولا التهدد بالفتن ، ولا الحروب ، وتؤكد عل تعزز وتطور العلاقات الاخوة وحسن الجوار مع الدول العربة والاسلامة الشققة وعل حق الشعوب ف تقرر مصرها دون ا تدخل خارجي ، وان اي خلاف او تباعد بن الدول العربة والاسلامة صب ف مصلحة العدو المشترك. كما ان الجمهوريةَ الاسلامية الايرانية تُعيرُ اهميةً بالغة لتمتينِ علاقاتِها مع الدولِ الجارة.
الشعب الايراني اثبت ان الامم قادرة تماماً على تجاوز سلبيات الهيمنة التي تمارسها القوى الكبرى في العالم. وهي لا تظهر عاجزة عن تدبيروتجاوز اختلافاتها الحضارية والمجتمعية اذا ما اعتمدت على قوى شعوبها.
وانتصارايران يعني انتصار الحق وارادة الشعوب التي تدافع عن حقها وعزتها.وهو لاشك انتصار للشعوب المظلومة والمدافعة عن استقلالها وحريتها. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك