عندما كنا صغاراً, أول مارسمناهُ كوخ فلاحٍ على ضفافِ نهراً و ثلاث نخلات, فمن المحزن والمضحك, أن نقراْ في التاريخ, أن العراقيين قد ماراسوا مهنة الزراعة قبل سبعة الأف سنة ق.م,وفي بلد مثل العراق بموارده الطبيعية, ومساحة الكبيرة, وكثافة السكانية, والتي تمتد من الفاو الى زاخوا, نجد أن العراق يستورد جميع الماصيل الزراعية.
كل ما موجود في أسواقنا, من خضروات ولحوم وفواكه وتمور, مستورد أضافة الى اللبان, حتى أن سكان الأرياف باتوا يشترون البيض والدجاج, ومشتقات اللبان. النخلة هي هوية العراق, وعنوانه وشموخة,وحضارتة, نحن بلد السواد, بلد المليون نخلة, لكننا نستورد التمر,نحن بلد تمن العنبرالذي كانت رائحة العطرة تفوح من كل منزل, لكننا نستورد الفيتنامي, نلاحظ التدهور الواضح في وضع الفلاحين, طبعا" الفلاح المسكين تكثر لديه كلمة ,(لا ماء,لابذور,لامعدات,لاسماد,لاأستصلاح لاوجود للخطط الواضحة للنهوض بلواقع الزراعي, لاحماية للفلاح وتشجيعهُ على الزراعة والأنتاج), حتى عندما يزرع الفلاح, ويصل الى نهاية الموسم, وقطف الثمار والحصاد, يجد السوق المحلية غارقةٍ بالمحاصيل المستوردة, والتي تباع بأقل من المنتج المحلي,
الحكومات المحلية وبسب الفساد المستشري,غير متعاونةٍ بأستلام المحاصيل, من الحنطة والشعير, بحجة مخالفة الجودة والنوعية.
يقال ان الرئيس المصري, انور السادات, قرا في كتاب القراءة لمحو الأمية العراقية في السبعينات,(راشد يزرع, زينب تحصد), فقال بأستهزاء راشد يزرع ايه؟ وزينب تحصد أيه؟, وهم يستوردون الحنطة والشعير, من أمريكا واستراليا, وأكيد أنه نقد لاذع في ذلك الوقت, لكن التاريخ يعيد نفسه, فنحن اليوم لانزرع ولانحصد, ولانبيع كيف لبلد زراعي, أن ينهض والمهندس الزراعي, يحمل اسم الهندسة, دون ان يتمتع بأمتيازاتها.
بسب عدم تسخير الأمكانيات الهائلةِ, لتطوير الواقع الزراعي المتدني في بلدنا, حتى أننا وصل بنا الحال الى استيراد البصل والطماطة, فمتى نطبق ماتعلمناهُ, في درس القراءة, ويكون الفلاح يزرع, والفلاح يحصد,والعراق لايستورد بل ينتج.
لو تم الاهتمام بهذا القطاع وبشكل مخطط ومدروس لأمكن النهوض بهذا القطاع الحيوي ولأمكننا أن نوفر لشعبنا الأمان الغذائي المنشود، ونكون قد وفرنا فرص عمل كبيرة تسهم في القضاء على أزمة البطالة المتفشية في العراق وخصوصاً في المناطق الريفية، بالإضافة إلى توفير رافد قوي من روافد الاقتصاد العراقي, الذي يجعل من العراق مصدراً للمحاصيل الزراعية ,ولأمكن تحويل البلد من مستورد للمحاصيل الزراعية, الى منتجاً لها ولحققنا الإكتفاء الذاتي وبسنوات قليلة.
نداء استغاثة الى وزارة الزراعة التي لاتزرع ولاتهتم في الزراعة!
متى يرجع راشد الى أرضه التي هجرها!,وأصبح من أصحاب معارض السيارات, ومتى ترجع زينب تحصد وتعود بصحبة راشد, بعدما أشترت (اي فون), فهل من منقذ لهذه العائلة التي كنا نتغى بها في الطفولة, ونعيدها الى موطنها الأصلي وهو الأرض.
https://telegram.me/buratha