أصبح شغاتي شيخاً عشائرياً, يتنقل بين القرى والعشائر, لغرض حل المشاكل التي تحصل فيها, فقد كانت المدن تنشأعلى مقربة من الانهار, لغرض أستعمالها في ري الاراضي الزراعية, التي يعتاش عليها الفلاحين .
كان شغاتي أسمر البشرة, وغير مهتم بمظهره الخارجي, أينما يذهب يأخذ معه خادميين أثنين حسنا الهندام والمظهر, حتى انهما يحضيا ببالغ الاحترام من قبل العشائر الاخرى, وقد تزيد الحفاوة بهما أكثر من شغاتي في أغلب الاحيان.
ذهب شغاتي ومرافقيه الى أحدى العشائر المجاورة من أجل حل مشكلة, فأنقطع شسع نعله, فتأخر عن الدخول, فدخل مرافقيه الى المضيف قبله, فظن الجميع أنهم (مشايه), وشيوخ معروفين, وعندما دخل شغاتي لم يجد الحفاوه التي تليق به, ولم يجد مكانًا للجلوس سوى قرب الباب, فعندما علم الحضور بأن الشيخ هو الذي يجلس قرب الباب, وأن المرافقين الذين جلسا في صدر المجلس, هم خدامه, صاح علية رجل كبير في السن قائلاً ؛
(ما عندك غير الاثنين يفترون وراك شنهو مونسين الشط ).
هذه الجملة أطلقها الرجل, عن معرفة وفراسة عشائرية, قصد فيها أنك تركت أهلك ووجهاء عشيرتك وفضلت هؤلاء, حتى وصل بهم الحال الى الدخول قبلك الى المضيف, ولم يحترما من كان سبباً في وجاهتهم.
بعد الثمان سنوات التي قضتها الحكومة السابقة, وسط جو عام من عدم الرضا والقبول, كان لابد من حصول تغيير عام في الاداء والاشخاص الذين كانوا في موقع المسؤولية, لكي يتم تصحيح ما خلفته الحكومة السابقة, لكثرة المشاكل والأرهاصات .
الا أن الحقيقة, غير ما كنا نتمنى, أغلب الشخصيات التي كانت مسيطره على مفاصل الدولة, في تلك الفترة, تم تعينهم في رئاسة الوزراء, والجمهورية, والبرلمان, كمستشارين ومساعدين, بعد فشلهم في الانتخابات الاخيرة .
أخر المطاف وليس أخيره, من تم تكليفه بأدارة هيئة الحج والعمرة, وهيئة النزاهة, وبطريقة رياضية رشيقة, تنسجم مع كل زمان ومكان وهي (الوكالة), قد أثارت حفيظة القوى التي ساهمت بتشكيل هذه الحكومة, قبل أن تثير المواطن الذي ينتطر التغيير مثلما ينتظر الجفاف المطر, وهذا التكليف يذكرنا بالشيخ شغاتي والـ( الاثنين المونسين الشط ) .
حكومة العبادي, ينتظر منها كثير من المهام, والقيام بهكذا خطوات غير مدروسة سوف يوثر على دعمها شعبياً ويقلل من نسبة نجاحها, لان تكليف الشخصيات التي أثبتت فشلها في التشكيلات السابقة ليس هناك جدوى من تكليفها مجدداً, ويضع المتتبع في دوامة من الاسئلة الاستفهامات؟
هذه الرؤوس, لايمكن ان تبقى من دون مناصب تعتاش عليها لفترات من الزمن, حتى أنها تمادت وأصبحت مسيطرة كسيطرة خادمي الشيخ شغاتي, اللذان يدخلان المضيف ويتصدران المجالس لانهم مرافقي الشيخ, ونسوا فضله وتضحيته بأهله واولاد عمومته, من أجلهم, وعبروا تلك المرحلة منذ وقت طويل.
يجب على شغاتي مأسسة عشيرته, التي أوصلته لكي يكون شيخاً, وتكون منطلقاً لقيادة القرى والمناطق المحيطة بها, وأختيار أبناء عمومته الذين أبعدتهم سياسات تقريب الخادمين الذين فرضوا أرائهم وشخصياتهم علية في يوم من الايام, والانطلاق نحو مرحلة وقيادة جديدة, تقدم للعشيرة وابناء العمومة ما فقدوه في الفترات السابقة.
https://telegram.me/buratha