العراق قديمهُ وحديثهُ, متطرف ولم يكن يوما وسطياً, نحن متطرفون في الدين, في الحب, الكراهية, والعمل السياسي, ولانعرف قيمة أنفسنا الا بعد وقوع البلاء علينا.! كيف نجحت سياسة السيد عمار الحكيم الوسطية , في أكتساح قلوب محبية, بسهولة رغم أن الشعارات والأحزاب الحاكمة في العراق , أسلامية ذات أبعاد طائفية؟. مما دعا بعض الكتل السياسية, أن ترفع شعار الوسطية وأدعائها له, فهل يعود ذلك الى أرتباطة بالعواطف الدينية, أم لأنه يحمل أشارات الى نبذ العنف, والتطرف والتعامل بعقلانية , مع الاحداث الجارية في البلاد.
يرجع تاريخ الوسطية في العراق, بعد التغير الى شهيد المحراب,(رض), بعد دخولة الى العراق, كانت خطاباتة تدعوا الى الوحدة ,والتلاحم ونبذ الطائفية, واللجواء الى القضاء في حل الأشكاليات والخلافات, وسار على خطاه عزيز العراق(قدس) الذي كان قطب الرحى في العملية السياسية, وكان المحرك لها, أنذاك وكان ملجاء الكتل في حل نزاعاتها ورسم خارطة طريقً لعملها.
بعد تولي السيد عمار الحكيم, رئاسة المجلس الأعلى سار على نهج اسلافة , وأخذ يجمع بين الوسطية الدينية, والدولة المدنية العادلة. والذي كان مثار أعجاب العراقيين, فبعد نتائج الأنتخابات البرلمانية الأخيرة, وتقدم المجلس الأعلى فيها بنسب عالية, بينت الهوة العميقة, بين خطاب الوسطية وخطابات التطرف, مما حدى ببعض الكتل ذات الخطاب الطائفي, الى مراجعة خطاباتها, وشعارتها, وأدعائها الوسطية السياسية, في محاولة منها لتجميل صورتها, امام الرأي العام, رغم أن الوسطية ابعد عنها.
فالوسطية ليست مجرد موقف, بين التشدد والانحلال, بل منهج فكري, وموقف أخلاقي وسلوكي, فهي الملائمة بين ثوابت الشرع, ومتغيرات العصر, وهي الحرص على الجوهر قبل الشكل, ودعوة المسلمين بالحكمة والحوار,والواقع ان السيد عمار الحكيم قد فهم الوسطية في الأسلام, فهماً حقيقياً سليماً وشاملاً, ودقق في جزئيتها, ودرس تلك الجزئيات, فوجد أنها تشمل الحياة في كل جوانبها, ومعانيها, وأنها تترك أثارها في نفسية المواطن العراقي, وبالتالي تكون ذات أثر واضح في بناء دولة المواطن, وبذلك يمكن للبلد أن يزدهر ويستقطب الكفاءات, والخبرات التي تساهم وتوضف في بناء الدولة.
نجح السيد عمار الحكيم, في فرض نهجج واسلوب الوسطية, في قيادة دفة الدولة الى بر الأمان رغم الصعاب والمعقوات من شركاء الوطن الواحد, وضع لمسات واضحة في عملية التنظيم, وبناء علاقات سياسية, متميزة, مع كافة الجهات السياسية الداخلية, والخارجية, وعلى جميع الأصعدة, وأعاد الى الأذهان نهج أسلافة من زعيم الطائفة السيد محسن الحكيم (رض) وعمه شهيد المحراب و والده عزيز العراق, ليثبت أن الحكيم هو مشروع أمة, وليس طائفة, ومشروعهم السياسي يلبي تطلعات العراقيين جميعاً في بناء الدولة العصرية العادلة.
https://telegram.me/buratha