المقالات

الى أين يأخذنا الحكيم بوسطيتة

1742 00:44:23 2015-05-01

العراق قديمهُ وحديثهُ, متطرف ولم يكن يوما وسطياً, نحن متطرفون في الدين, في الحب, الكراهية, والعمل السياسي, ولانعرف قيمة أنفسنا الا بعد وقوع البلاء علينا.! كيف نجحت سياسة السيد عمار الحكيم الوسطية , في أكتساح قلوب محبية, بسهولة رغم أن الشعارات والأحزاب الحاكمة في العراق , أسلامية ذات أبعاد طائفية؟. مما دعا بعض الكتل السياسية, أن ترفع شعار الوسطية وأدعائها له, فهل يعود ذلك الى أرتباطة بالعواطف الدينية, أم لأنه يحمل أشارات الى نبذ العنف, والتطرف والتعامل بعقلانية , مع الاحداث الجارية في البلاد.

يرجع تاريخ الوسطية في العراق, بعد التغير الى شهيد المحراب,(رض), بعد دخولة الى العراق, كانت خطاباتة تدعوا الى الوحدة ,والتلاحم ونبذ الطائفية, واللجواء الى القضاء في حل الأشكاليات والخلافات, وسار على خطاه عزيز العراق(قدس) الذي كان قطب الرحى في العملية السياسية, وكان المحرك لها, أنذاك وكان ملجاء الكتل في حل نزاعاتها ورسم خارطة طريقً لعملها.

بعد تولي السيد عمار الحكيم, رئاسة المجلس الأعلى سار على نهج اسلافة , وأخذ يجمع بين الوسطية الدينية, والدولة المدنية العادلة. والذي كان مثار أعجاب العراقيين, فبعد نتائج الأنتخابات البرلمانية الأخيرة, وتقدم المجلس الأعلى فيها بنسب عالية, بينت الهوة العميقة, بين خطاب الوسطية وخطابات التطرف, مما حدى ببعض الكتل ذات الخطاب الطائفي, الى مراجعة خطاباتها, وشعارتها, وأدعائها الوسطية السياسية, في محاولة منها لتجميل صورتها, امام الرأي العام, رغم أن الوسطية ابعد عنها.

فالوسطية ليست مجرد موقف, بين التشدد والانحلال, بل منهج فكري, وموقف أخلاقي وسلوكي, فهي الملائمة بين ثوابت الشرع, ومتغيرات العصر, وهي الحرص على الجوهر قبل الشكل, ودعوة المسلمين بالحكمة والحوار,والواقع ان السيد عمار الحكيم قد فهم الوسطية في الأسلام, فهماً حقيقياً سليماً وشاملاً, ودقق في جزئيتها, ودرس تلك الجزئيات, فوجد أنها تشمل الحياة في كل جوانبها, ومعانيها, وأنها تترك أثارها في نفسية المواطن العراقي, وبالتالي تكون ذات أثر واضح في بناء دولة المواطن, وبذلك يمكن للبلد أن يزدهر ويستقطب الكفاءات, والخبرات التي تساهم وتوضف في بناء الدولة.

نجح السيد عمار الحكيم, في فرض نهجج واسلوب الوسطية, في قيادة دفة الدولة الى بر الأمان رغم الصعاب والمعقوات من شركاء الوطن الواحد, وضع لمسات واضحة في عملية التنظيم, وبناء علاقات سياسية, متميزة, مع كافة الجهات السياسية الداخلية, والخارجية, وعلى جميع الأصعدة, وأعاد الى الأذهان نهج أسلافة من زعيم الطائفة السيد محسن الحكيم (رض) وعمه شهيد المحراب و والده عزيز العراق, ليثبت أن الحكيم هو مشروع أمة, وليس طائفة, ومشروعهم السياسي يلبي تطلعات العراقيين جميعاً في بناء الدولة العصرية العادلة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك