المقالات

عاصفة الحزم, وتشرذم حلف العرب!

1893 21:26:12 2015-04-23

قلناها سابقا, ان الحرب التي تشنها السعودية بمعية عدد من الدول العربية والأجنبية, هي حرب ارادت منها السعودية أن تخرج بثوب المنتصر, بعد إنكسار هيبتها في المنطقة , بظهور قوة اقليمية حقيقية, لا يمكن لنظام القبيلة مواجهته أو التنافس معه, وهي الجمهورية الإسلامية الإيرانية (النووية ) الجديدة, بعد إتفاق لوزارن الذي ابرم مؤخرا بين الجمهورية, وبين دول 6+1.

تنصل الدول المشاركة في الحلف السعودي المشؤوم للإعتداء على اليمن, يعيد الى طاولة العلاقات الدولية, مفهوم فشل الحرب التقليدية النظامية, في التعاطي مع أي دولة, خاصة وأن آليات السياسة المعاصرة, أخذت تنحى بإتجاهات جديدة, جعلت من كل الدول أما أن تكون أعضاء في السلم, عبر تبني سياسة الحوار السياسي, وامتلاك آليات التفاوض الدبلوماسي؛ وإما أن تكون معادية للسلم العالمي, من خلال تبنيها المستمر لأدوات الحرب والسلاح في تعاطيها مع قضايا المنطقة.

السعودية ليست كإيران, ايران تملك أدوات دبلوماسية تفاوضية قوية, تمكنها من الجلوس مع أعدائها على طاولة واحدة, تفاوضهم, وتحاورهم, وتغنم منهم المكاسب التي ترتضيها؛ وفي نفس الوقت لها أدواتها العسكرية, التي تمكنها من الوقوف بوجه أي مشاريع أو مخططات تهدد أمنها الوجودي؛ السعودية لا تملك سوى لغة الدم والسلاح والقتل, كأدوات لتبيان مواقفها السياسية الدولية والإقليمية والداخلية, لأن فكرها السياسي بني أصلا على مفهوم الأخذ بالقوة!

السعودية بدأت في عد تنازلي, تتجه بعيدا عن مفهوم السياسة الدولية المعاصرة, أو أدوات هذه السياسة, والتي بدأت تميل نحو أدوات الدبلوماسية, ووسائل الضغط والحرب الباردة, على أدوات القتل والدم والموت والدمار؛ فكان انسحاب باكستان, وتردد تركيا, وتخاذل مصر, عن نصرة السعودية في حربها المشؤومة, كلها دلائل تشير وبوضوح, إلا أن الدول المنسحبة, لم يرق لها أن تخرج عن اطار العامل بأدوات الدبلوماسية الدولية المعاصرة.
بقيت السعودية لوحدها, وحفاظا على ماء الوجه, ومرة أخرى , تتدخل الولايات المتحدة, بدفع مجلس الأمن, لإصدار قرارات تصب في خدمة حربها الظالمة على اليمن, ومع ذلك حتى هذه القرارات, لم تكن بتلك القرارات التي ستفتح أبواب النصر للسعودية, وإمالة كفة ميزان الحرب في صالحها, لأن الأساس الذي قامت عليه هذه الحرب, هو أساس ضعيف واهي, لا يصلح أن يكون متكأً لحرب عادلة!
لا يهمنا أن تسقط السعودية أو تفشل في هذه الحرب, ما يهمنا هل أنها ستخجل من انكساراتها المتتالية؟ أم أن مفهوم الحياء منزوعٌ دوما من أجلاف الصحراء !
*ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالآديولوجيات السياسية المعاصرة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك