تستخدم الخدع في الحروب، عندما يكون الخصم قوي، للإطاحة به، كما يستخدم في الحرب الشائعات أيضا، ويستخدم الاثنين معا كسلاح، ربما صداها أقوى من صوت الرصاص، وتطلق متى ما توفرت الفرصة، والظروف الملائمة لتنفيذها، وهذا ما فعل، في أسطورة حصان طروادة، وقصتها الشهيرة.
قبل أكثر عام، رفعت شعارات في ساحات الذل والإرهاب "قادمون يا بغداد"، واستمرت تلك الهتافات، حتى تبلورت وأصبحت، رائحة الطائفية النتنة، تزكم أنوف الشرفاء من أبناء البلد.
"تروي الأسطورة أن حصار الإغريق لطروادة دام عشر سنوات، فابتدع الإغريق حيلة جديدة، حصاناً خشبياً ضخماً أجوفا بناه إبيوس وملئ بالمحاربين الإغريق بقيادة أوديسيوس، أما بقية الجيش فظهر كأنه رحل بينما في الواقع كان يختبئ وراء تيندوس، وقبل الطرواديون الحصان على أنه عرض سلام. وقام جاسوس إغريقي، اسمه سينون، بإقناع الطرواديين بأن الحصان هدية، بالرغم من تحذيرات لاكون وكاساندرا، حتى أن هيلين وديفوبوس فحصا الحصان فأمر الملك بإدخاله إلى المدينة في احتفال كبير.
احتفل الطرواديون برفع الحصار وابتهجوا، وعندما خرج الإغريق من الحصان داخل المدينة في الليل، كان السكان في حالة سكر، ففتح المحاربون الإغريق بوابات المدينة للسماح لبقية الجيش بدخولها، فنهبت المدينة بلا رحمة، وقتل كل الرجال، وأخذ كل النساء والأطفال كعبيد".
بعد أكثر من سنة، تحققت شعارات قادمون يا بغداد، لكن بطريقة تداعب المشاعر الإنسانية، كنازحين تاركين أموالهم وبيوتهم، ليلجئوا الى بغداد السلام، بغداد الكاظمين عليهما السلام.
هذه الأيام، يدخل بغداد آلاف النازحين، بعد مضي أشهر عديدة من استيلاء عصابات "داعش" على ثلث الأراضي العراقية، في منتصف العام الماضي، حيث نزح جراء ذلك اغلب العوائل من الموصل وصلاح الدين، وبعض المدن، لكن أولائك النازحين من الوان قد استهدفت مسبقا وبعض الأقليات، وأبقيت العوائل الموالية لهم دون المساس بهم.
دخول النازحين لبغداد، تحت مظلة النزوح، هنا غموض بالأمر وأسئلة تدور بالخاطر، أين كانوا وقت دخول "داعش" في حزيران؟ كما نزحت العوائل في المحافظات الأخرى لمناطق الوسطى والجنوبية من البلاد، لماذا بهذا الوقت والتوقيت، وبهذه الكثافة؟ جاء توقيتهم في شهر رجب، الذي فيه من اكبر المناسبات الدينية لدى الشيعة، فهل هذه المناسبة ستكون ساعة الصفر؟، فهناك مخاوف أن العوائل النازحة هم حصان طروادة!
على الحكومة أن تأخذ، أقصى درجات الحيطة والحذر، من تفاعل الخلايا النائمة، من البعثيين، ومنافقين خلق الذي هم في قلب بغداد، بالتعاون مع دواعش السياسة، و حصان طروادة لتنفيذ شعاراتهم السابقة "قادمون يا بغداد".
https://telegram.me/buratha