فقيدنا الشهيد السعيد السيد محمد باقر الحكيم، أحد أنجال الإمام السيد محسن الحكيم، زعيم الطائفة المرجع الديني الكبير (قدس سره)، وهو أيضا مؤسس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، القوة الرئيسية في المعارضة العراقية، التي قاتلت النظام الصدامي البغيض قتال الأشاوس، ويعد من أبرز القادة الشيعة في العراق والمنطقة.
كان شهيد المحرابرضوانه تعالى عليه، يجمع بين أثنين العلوم الدينية والعمل السياسي، وتراه مواضباً ومجداً في المجالين بتميز وإقتدار، وبالرغم من انشغالاته بالتحرك السياسي المعارض لنظام صدام المجرم، فأنه أولى الدراسة الحوزوية اهتماماً، يتناسب مع حجم انشغالاته السياسية.
كما ساهم وبصورة مستمرة في المؤتمرات الفكرية، والندوات واللقاءات العلمية والثقافية التي تناولت بحوث، التفسير والفقه والتاريخ والاقتصاد والسياسة، والاجتماع والفكر الإسلامي حتى عودته إلى العراق .
الى جانب هذا فإنه كان مهتماً ومبادراً في التقريب بين المذاهب الإسلامية، وكان كثير الاهتمام بأحوال المسلمين وأوضاعهم، فكان يقوم بالنشاطات الاجتماعية ويزور المدن ويلتقي، بالجماهير ويمارس دوره في التبليغ والتوعية .
سلك السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) ،طريق جهاده الشاق والطويل فضحى بكل نفيس، وشق أمواج المؤامرات وظلمة الفتن، وتعرض مرات عديدة للاغتيال من قبل المخابرات الصدامية، ورغم كل الصعوبات فقد رفع صوت العراق، عاليا في المحافل الدولية، وكان يرى ويؤسسس من خلال مشروعه السياسي العسكري الذي طرحه، أن يكون تغير النظام منبثقاً من الشعب العراقي لا من طرف اخر.
لقد كان أباً وقائداً وأخاً وصديقاً لجميع أبناء العراق، وعلى اختلاف مذاهبهم لأنه ناصر المظلومين، ونراه يكرر دائماً كلمات هزت عروش الظالمين (هيهات من الذله ).
في التاسع والعشرين من آب الموافق 1 رجب ،1424 وعلى مسافة عدة أمتار من مرقد جدة أمير المؤمنين (عليه السلام)، أستهدفته يد الغدر الوهابي البعثي، وبعد أداء صلاة الجمعة أصبح جسده الطاهر أشلاءا، وارتقت روحه إلى السماء، مخلدا للعراق والعراقيين الإخلاص والوفاء، داعياً اتباعه تحمل المسؤولية من بعدة، متمسكين بخط المرجعية الرشيدة .
السلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت، ويوم تبعث حيا وسلام على جميع الشهداء، الذين سقوا بدمائهم أرض العراق، أرض الأنبياء والأوصياء.
https://telegram.me/buratha