ثمة تعاون وثيق امني وعسكري بين الطغمة الوهابية الحاكمة في الحجاز والكيان الصهيوني ضد الشعب اليمني الهدف منه فتح المجال لاسرائيل من اجل السيطرة على مضيق باب المندب الاستراتيجي.
طرح امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه الاخير موضوع في غاية الاهمية وهو موضوع احتلال الكعبة من قبل الفئة الصهيو وهابية الحاكمة في الحجاز.
فهذا الامر ينطلق من توجس السيد حسن نصرالله ازاء التحالف الصهيو وهابي ضد الشعب اليمني بدوافع طائفية واستراتيجية حيث ان هذا التحالف يشكل خطرا على محور المقاومة في المنطقة وفلسطين .
فثمة دلائل تشيرالي ان وفدا سعوديا يتألف من كبار المسؤولين كان يتراسه بندر بن سلطان الرئيس السابق للاستخبارات السعودية ذهب خلال شهر ايلول الماضي الى تل ابيب.
والتقي بنىر بن سلطان كبار المسؤولين في الكيان الصهيوني ومنهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الحرب موشيه يعلون ورئيس الاركان العامة غادي ايزنكوت ورئيس جهاز الموساد تامير باردو حيث شرح لهم الاوضاع في اليمن.
والمعلومات تشير الى ان بندر بن سلطان حاول الى ترسيم صورة مخيفة عن انصار الله والحوثيين ومدى خطورتهم على الامن القومي الاسرائيلي .
وبما ان الكيان الصهيوني يحتل منذ حرب حزيران عام 1967 الجزيرتين السعوديتين تيران وصنافيرالواقعتين في البحر الاحمر فالوفد السعودي حاول الى تخويف قادة الكيان الصهيوني مما سماه التمدد الحوثي في مضيق باب المندب.
فالكيان الصهيوني يمتلك الان قاعدتين بحريتين كبيرتين في جزيرتي تيران والصنافير وهنالك تعاون عسكري وثيق بين السعودية و اسرائيل للحفاظ عن امن القاعدتين منذ اكثر من 10 اعوام .
ولهذا السبب اي من المجموعات الارهابية في اليمن ومنها القاعدة على سبيل المثال لم تتعرض لهاتين القاعدتين خلال السنوات الماضية وذلك بايحاء من السعودية.
ومنذ ذلك الحين اي بعد ذهاب بندر بن سلطان الي تل ابيب تم تشكيل حلف صهيو وهابي لضرب الشعب اليمني بحجة ان انصار الله هم امتداد لحزب الله اللبناني ويشكلون خطرا على امن السعودية.
ولكن في الحقيقة اسرائيل هي الاكثر تخوفا من نفوذ انصار الله في اليمن مقارنة بالسعودية .
ففي هذ الوقت والطائرات السعودية والاسرائيلية تغيرعلى الشعب اليمني انطلاقا من جزيرتي تيران وصنافير وهذا التعاون الصهيو وهابي هو الخطر الداهم الذي يهدد الامتين الاسلامية والعربية ويسمح للكيان الصهيوني ان يتمدد في المستقبل في المنطقة العربية.
والامر لا ينحسر في هذا التعاون فحسب بل السعودية منذ احداث ايلول عام 2001 في اميركا حاولت الى استمالة اللوبي الصهيوني والذي لعب دورا هاما في تسوية الخلافات بين السعودية والادارة الاميركية ابان حكم الرئيس الاميركي السابق جورج بوش.
فاحد شروط اللوبي الصهيوني للتوسط بين السعودية والادارة الاميركية أنذاك هو ان السعودية يجب ان تقيم تعاون امني وعسكري مع اسرائيل.
وبما ان جل الذين شاركوا في عملية الحادي عشر من ايلول هم من اتباع السعودية مما اثار كراهية الشعب الاميرلاكي تجاة السعودية فان الرياض قبلت على السمع والطاعة بمبداء التعاون مع اسرائيل .
فهذا التعاون بداء بالفعل بين الطغمة الوهابية الحاكمة والصهاينة حيث تعاونت السعودية مع اسرائيل خلال حرب تموز عام 2006 وقدمت معلومات استخباراتية هامة الى اسرائيل حول تحركات عناصر حزب الله في الجنوب.
وخلال العدوان الاسرائيلي في اعوام 2008 و 2012 و 2014 على سكان قطاع غزة كان التعاون الاستخباراتي والعسكري والمالي بين النطام الوهابي والكيان الصهيوني قائما حيث النظام الوهابي قدم المليارات من الدولارات الى اسرائيل وشجع هذا الكيان على استمرار العدوان ضد سكان غزة.
فاسرائيل كانت ومازالت ترصد الاحداث في اليمن وتحركات انصار الله بالتحديد اكثر من السعودية باعتباران تنظيم انصار الله طرح لاول مرة شعار الموت لاسرائيل والموت لامريكا في اليمن وهذا الشعار هو نفس الشعار الذي يستخدمة حزب الله في كل المناسبات.
فالعدوان المشترك السعودي الصهيوني ضد الشعب اليمني لا يتعلق بالخطر الذي يشكله انصار الله ضد السعودية بل ياتي بسبب تخوف الكيان الصهيوني من تاسيس حزب الله جديد في مقربه من قواعده البحرية في جزيرتي تيران والصنافيرفي البحر الاحمر.
فالسيد حسن نصر الله بما انه خلال خطابة الاخير تحفظ على هذا الجانب من التعاون العسكري بين الوهابيين والصهاينة ضد الشعب اليمني ولكن اشار الى جانب عقايدي هام وهو احتلال الكعبة من قبل المجموعة الوهابية.
فهذا امر واقع اذ ان الفكر الوهابي الذي هو اخطر من الفكر الصهيوني بات ينتشرفي العالم الاسلامي بسبب البترودولارات السعودية واجهزتها الاعلامية الضخمة .
فالوهابيون الان ينفقون سنويا اكثر من 10 مليارات دولارمن خلال امتلاكهم اكثر من 100 قناة فضائية اعلامية في ارجاء العالم لنشر الفكرالوهابي وتفتيت الوحدة الاسلامية وتهميش القضية الفلسطينية التي كانت يوما ما تعتبر القضية الاولى للمسلمين والعرب.
فاما الكعبة الان لم تكن الكعبة السابقة حيث انها محاطة بقصور الامراء الذين يتسامرون ويقيمون سهرات واحتفالات بذخة يشارك فيها شخصيات من اليهود والنصارى من شتي بقاع العالم وذلك على بعد امتار من الكعبة المشرفة.
فامراء الحجازوالمجموعات الوهابية بالتحديد من خلال سيطرتهم على الموارد النفطية وحرمان الشعب الحجازي من مقومات الحياة الاجتماعية والسياسية وبناء قصور فخمة حول الكعبة المشرفة ينتهكون كل الاعراف والتقاليد الاسلامية السائدة في الحجاز ولهذا السبب محاربتهم بات فرضا عينا على المسلمين .
فالوهابية والصهيونية وجهان لعملة واحدة لا بل الوهابية الان باتت اكثر خطورة على الشعوب المسلمة والعربية والشعب اليمني الاعزل بالتحديد ولهذا السبب الشعب اليمني يستعد لخوض معركة طويلة مع القوات الصهيووهابية على الارض خلال الايام القادمة .
كما ان الطائفة الزيدية هي الاكثر عرضة لبطش المجموعات الوهابية واذا ما استمر العدوان الصهيو وهابي على الشعب اليمني فالايام القادمة سوف تثبت فان السعودية قد وقعت في مستنقع اليمن لا تسطيع الخروج منه الا باثمان باهظة.
حسن هاني زاده رئيس وكالة مهر للانباء تحرير
https://telegram.me/buratha