المقالات

حكام الخليج ونقيصة الهوية !

854 21:18:48 2015-04-17


باسم العروبة يشنون عدوانهم على أصل العرب. وبذريعة حماية الأمن القومي العربي يحشدون الدعم الدولي- وإن كان صهيونيا- بهدف اخضاع وتركيع الشعب اليمني، وتمزيق وحدته ونسيجه الاجتماعي.

يشتكون ليلا ونهارا من إيران، ويندبون حظهم العاثر مع أمريكا، ثم لا يجدون متنفسا سوى اليمن العربي ليصبوا عليه جام غضبهم وحقدهم الأسود ، في عدوان لم يتورع حتى عن استهداف النساء والأطفال في بيوتهم ومخيماتهم. بل إن إحدى الغارات استهدفت مصنع " يماني" للألبان والعصائر، كدليل على عقدة نقص خليجية تجاه "أبو يمن".

ما هي مشكلة السعودية ودول الخليج مع اليمن؟ ولماذا فرضوا على اليمنيين لسنين طويلة طوقاً من الحصار الاقتصادي، وتخلوا عن واجباتهم القومية تجاه شعب وبلد طالما زعموا أن أمن المنطقة من أمنه واستقرارها من استقراره؟

ولكن من قال أن لحكام السعودية والخليج مشاعر قومية وعروبية يمكن الرهان عليها؟

في ذروة المد العروبي كان للرياض موقف مختلف، حيث عمدت إلى انعاش الرابطة الإسلامية في مقابل القومية العروبية، مع أنه لا تصادم بالضرورة بين الخيارين، فكما أن المسلم الباكستاني مثلاً يعتز بأصوله القومية، وكذلك يفعل المسلم التركي، والإيراني، والماليزي..إلخ، فإن المسلم العربي له أن يفاخر ويعتز بعروبته هو الآخر دونما تعصب أو غلو.

كان بإمكان السعودية – لو فقهت ذلك – أن تجمع بين التيارين القومي والإسلامي، وتقود المشروع النهضوي العروبي، وتحرير فلسطين من الكيان الصهيوني الغاصب، لكنها بدلاً من الاستثمار الإيجابي لعائدات النفط، ولمكانتها الدينية، نحت إلى اشعال الفتنة في اكثر من قطر عربي وإسلامي، وذابت أكثر وأكثر في الحضن الأمريكي ومشاريع البيت الأبيض بخصوص المنطقة.

ولما اكتشفت الرياض أن العباءة الإسلامية أكبر من حجمها، اتجهت مع الدول والإمارات الغنية بالنفط إلى إعلان دول مجلس التعاون الخليجي كرديف للجامعة العربية. ومع الأيام تمايزت الهوية الخليجية شيئا فشيئا عن الهوية العربية، وغدت قضايا الأمة العربية، أشبه بالعبء على نادي "الأغنياء"!

وحتى عندما تقاطرت الأيدي العاملة إلى الخليج، وأضحت بعض دولها في مرمى الخطر الديموغرافي، فإن حكام الخليج صموا آذانهم عن توصيات لباحثين عرب وخليجيين، تنصح بالانفتاح على اليمن كعمق عربي استراتيجي لدول الجزيرة والخليج، بدل الاعتماد على العمالة الآسيوية، التي غزت مدن ودول الخليج، حتى غدا المواطن الخليجي في بعضها كالغريب في وطنه.

مجلس دول التعاون أيضاً ظل مغلقا على الدول الست، ولم ينفتح أمام صنعاء بدعوى أن اليمن تحتاج إلى "إعادة تأهيل"..وعندما هبت رياح الربيع العربي في 2011، عرضت الرياض من تلقاء نفسها توسعة المجلس، فدعت بلدا في اقصى المغرب العربي للانضمام، لكنها تجاهلت عمداً جارها الأكبر اليمن.

التطورات الأخيرة في المنطقة تكشف هي الأخرى عن مفارقة تستحق المزيد من التأمل والبحث، فدول المنطقة ذات العمق الحضاري والعروبي، ترزح تحت وطأة التدخلات السعودية الخليجية، يحدث ذلك مع العراق وسوريا، كما يحصل الآن مع اليمن.

مصر كذلك تعيش وضعا حرجا في ظل الترغيب والترهيب الخليجي. ووحدها اسرائيل من ينعم بالأمن وراحة البال..ووحدها من يصفق للسياسات السعودية/ الخليجية، وللتحالف "العربي"، والقوة العربية المشتركة..ثم يزعمون أنهم لا يزالون عربا.

ليس ذلك فحسب، فمن ينتشي منهم متفاخرا بعروبته يقول باعتزاز: أنا أصولي من اليمن!

لا عبرة للأقوال..أفعالكم دليل على زيف إدعاءكم..ومن كان منكم عربيا، فليتوقف عن خطيئته أولا وآخراً.. أما اليمن فهي منكم ومن أمثالكم براء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك