هل كان حقاً السيد محمد باقر الصدر ( قدس ) يبحث للوصول إلى منصب رئيس الجمهورية أو منصب رئيس وزراء أو أي منصب تنفيذي أخر ؟!!!
أم أنه كان يعتقد بأهمية وضرورة إقامة حكومة إسلامية رشيدة ، تحكم بما انزل الله عز وجل تعكس كل جوانب الإسلام المشرقة وتبرهن على قدرته في بناء الحياة الإنسانية النموذجية ، بل وتثبت إن الإسلام هو النظام الوحيد القادر على ذلك .
يحاول الكثير أن يخدع نفسه ويخدع الآخرين ، حيث يدعي انه من تلاميذ ومحبي ومؤيدي فكر السيد محمد باقر الصدر .لكن لو نظرنا إلى الكثير من المتصارعين على المناصب وكسب الأموال العامة وهدر حقوق الشعب الذي لا زال يعاني من سياسة الفئوية والمحسوبية وأيضا العائلة الحاكمة وسياسة حرمان عامة الناس والتفرد بالمال والحكم والقرار، وعدم العدل في تقسيم الثروة ...الخ..
إن السيد الشهيد الصدر محمد باقر الصدر كان يقف بوجه الأنظمة الظالمة والسياسات الجائرة على عامة الناس ...فهل ينتبه السياسيون أصحاب الرواتب الخيالية والبيوت الضخمة والسفرات المستمرة والرحلات العلاجية الخاصة لهم ولعوائلهم وإتباعهم من الدرجة الأولى ، أنهم أعداء السيد الشهيد (قدس سره ) .
فما الفرق بين من قتل السيد الشهيد الصدر وبين من قتل أفكاره ؟!!
فأن الناس على وعي ودراية بأنه كل من أهمل الناس وخدعها وهدر المال العام لا يختلف عن قتلة السيد الشهيد فحكومة البعث قتلة جسد الشهيد وهذه المجموعة القائمة الآن من السياسيين الذين يدعون أنهم تلاميذ السيد الشهيد ، وإنهم مخاتير العصر ، بأنهم قتلة أفكاره .
هل قرأ هؤلاء السياسيون الذين يدعون أنهم من محبي وأنصار وتلاميذ السيد الشهيد الصدر نص رسالة السيد الصدر الى طاغية العصر صدام حسين واتعظوا منها ، أم أنهم تركوا تلك الأفكار وبدءوا يبحثون عن المناصب والكراسي ، وكأنما السيد الشهيد الصدر كان يبحث عن منصب رئيس وزراء أو رئيس جمهورية من خلال معارضته للحكومات الظالمة .
ارجعوا الى تلك الرسالة واتعظوا منها ، واعرفوا جيداً أنفسكم هل الوصف الذي وصف فيه السيد الشهيد الصدر طاغية العصر ينطبق عليكم ؟!!! أظن أن ذلك الوصف ينطبق على البعض من يدعي أنه من الدعاة ، وانه أحد تلاميذه ، بل نجده يسعى بكل السبل غير المشروعة وبالتزوير والخداع والحيلة ومستغلاً أسم السيد الشهيد الصدر ليضعه جلباباً على ظهره ليغطي عيوبه ، ولكن الأيام كشفت حقيقية الأمر ((قد ركبتم ظهور الأهواء فتحولت بكم في المهالك، واتبعتم داعي الشهوات فأوردكم أسوأ المسالك، قد نصبتم حبائل المكر وأقمتم كمائن الغدر، لكم في كل ارض صريع وفي كل دار فجيع تخضمون مال الله فاكهيين وتكرعون في دماء الأبرياء شرهين )) .
سيدي الشهيد الصدر ...
لقد نسوك في كل شيء ،حتى في ذكرى يوم استشهادك 9 /4 من كل عام ، يوم سقوط طاغية العراق ، لن يمنحوها عطلة رسمية لتعزيز ذكراك ، خوفاً على المناصب والكراسي . فقد أصبحت صورة تعلق خلفهم ، وإما أفكارك فقد نسيت من أمامهم ، وأصبحوا يفكرون بالمنصب الفلاني .. والفلاني بحثاً عن المنافع والمصالح ، فهل أنت علمتهم البحث عن المناصب والمنافع ؟!! أم انك طلقة الدنيا وما فيها وابتعدت عن مغرياتها ، وخاطبت صدام ((تريدون مني ان أبيع الحق بالباطل وان اشتري طاعة الله بطاعتكم وان أسخطه وأرضيكم وان اخسر الحياة الباقية لأربح الحطام الزائل، ضللت إذا وما انأ من المهتدين، تباً لكم ولما تريدون، أظننتم إن الإسلام عندي شيء من المتاع يشترى ويباع؟ أو فيه شيء من عرض الدنيا يؤخذ ويعطى آي تعرضون لي فيه باهظ الثمن جاهلين، وتمنونني عليه زخارف خادعة من الطين، أتعدونني عليه وتوعدون وترغبونني عنه، فوالله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا اقر لكم إقرار العبيد )) . فما للذين يبحثون عن المناصب ويجيشون الجيوش ويسرقون الفلوس ، ويهدرون الأموال .. أليسوا من قرؤوا رسالة السيد الشهيد الصدر !!!
https://telegram.me/buratha