المقالات

الديمقراطية تصحح نفسها.. و"داعش" تدحره التعبئة العامة والوحدة الوطنية

1302 02:01:07 2015-04-02

يردد البعض في هذا "المكون" اهمية التشبث بالسلطة بكل الوسائل القانونية وغير القانونية، السلمية والعنفية.. ويقولون "ان فقدنا الحكم.. لن نعود ثانية". بالمقابل يروج البعض في "المكون" الاخر، بشيء مقابل، معتقدين ان ازاحة افراد، بالوسائل المشروعة او غير المشروعة، بالعنف او بالتآمر سيسقط كامل المكون.. وسيحرمهم السلطة الى الابد.

فقط من يحمل عقلاً تآمرياً او ساذجاً يفكر بهذه الطريقة.. فقوى السلطة الحالية لم تصل بانقلاب عسكري ليضعها في الحكم البيان رقم واحد، وليزيحها بيان اخر.. بل جاءت، وتغادر، عبر الانتخابات ومنح الثقة. سيقول قائل لكن الدبابات الامريكية هي التي اسقطت النظام السابق وجاءت بالحكم الحالي.. وهذا غير دقيق الا بمعنى رصاصة الرحمة على صدام. فالاطروحة الامريكية فرضت الاحتلال، وخططت لبناء نظام يقوم على دستور تعده المجمعات الانتخابية المعينة، يقود بالضرورة لان تمسك نخبة معزولة عن الشعب مقاليد الامور، كما في نظام المضابط التي اتبعها الاستعمار البريطاني عند احتلال العراق بعد الحرب العالمية الاولى.

صحيح ان السلطة هي هدف القوى السياسية، بلحاظ اعتبارات متعددة.. ولكنها اليوم لا تستطيع فعل ذلك الا عبر الانتخابات.. فلو كانت السلطة الهدف الاول والاخير للاطراف العراقية المتصدية، لما قادوا بانفسهم معركة اسقاط اطروحات الاحتلال، والمجمعات الانتخابية، واصروا على اجراء الانتخابات لجمعية وطنية منتخبة تعد لدستور دائم وحكومة تنتخب ديمقراطياً ويصروا على انهاء الاحتلال والتمهيد لانسحاب القوات. لم تؤسس القوى والاحزاب التي قادت معركة الدستور قاعدة تضمن لها الحكم، وإلا لذهبت لنظام رئاسي مطلق، ولقيود وضوابط شتى تضمن لها البقاء باسم القانون. فهي كانت تعلم طبيعة العراق التعددية.. ولم ترَ من نظام انسب من النظام البرلماني واللامركزي والفيدرالي لتحقيق ذلك.. فتصرفت بوعي وشرف، ودافعت واحترمت المكونات ومكانتها بما فيها اقلها عدداً.. واحترمت الاديان ومذاهبها.. واحترمت العقائد والحريات والحقوق، ولم تتحايل كما في دساتير اخرى لضمان حكم نخبة او طبقة او قومية او طائفة او دين.

ان نزعة السيطرة على السلطة والتفرد بها هي ممارسة طويلة واغراء شديد غالباً ما تسقط فيه القوى السياسية.. لذلك توضع الدساتير والنظم الانتخابية والمؤسساتية والديمقراطية لتطويقها والحد منها. ونزعة التفرد في العراق عبر حزب او فرد او مكون او نخبة تجربة وتربية طويلة.. والتجربة الدستورية والديمقراطية تجربة فتية.. وان نزعات التفرد التي تظهر في صفوفنا تسعى للالتفاف على الدستور وتجميده، وعلى الانتخابات وتوجهاتها.. وعلى حكم المؤسسات وتعطيل عملية التداول.. واختراق القضاء والتأثير عليه لتحقيق مآرب بعيدة عن استقلاليته وعدالته ونزاهته.. وان مواجهتها لا يكون الا عبر الدستور والمؤسسات والانتخابات النزيهة والقضاء المستقل العادل. وقد قاومت هذه النزعة ليس المكونات الاخرى فقط، بل اساساً القوى الكبرى من المكون ذاته وعلى رأسها المرجعية الدينية العليا. لهذا فرض التغيير نفسه، وانتصر مفهوم التداول، وهذا امر مهم في بلد لم يعرف او يمارس الديمقراطية طوال تجاربه الماضية.. واستطاع ان يفرض الكثير من ممارساتها، ولو احياناً باشكال قلقة ومرتبكة وناقصة.
فالاهم اليوم حماية الديمقراطية، فهي ستصحح نفسها عبر ممارستها..

والاهم اليوم دحر الارهاب وداعش، والوسيلة الاهم هي الوحدة الوطنية والتعبئة العامة.. فالوحدة الوطنية ان كانت تحمل عواملها الموضوعية فستفرض نفسها، كذلك ان كان لحلول اخرى حقيقة موضوعية فستفرض نفسها ولن تنفع معها الدبابات والحروب..  وسيعكس الواقع الشعبي والاجتماعي نفسه بتلاوينه ومركباته في المجتمع والسلطة والدولة والحكومة، ولا سبيل اخر غير ذلك.
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك