المقالات

ما بَعْدَ الكِذْبَةِ!

843 21:12:14 2015-03-30

من السّهل جداً ان تنشر كذبة [خبر، صورة مفبركة، مقطع فيديو تضليلي] ولكن من الصّعب جداً ان تمحو اثرها في الساحة.
والغريب في الامر انّنا نتسرّع ونتسابق ونتباهى في نشر الكذبة، فقد نتناقلها أياماً وليالي من دون ان نعير للتنويه والتنبيه والتحذير والتكذيب الذي قد يصلنا من اقرب الناس إلينا، اي اهتمام، فنواصل نشرها وتوزيعها عناداً ومكابرة، ولكنّنا عندما نكتشف الحقيقة، في نهاية المطاف، ونقتنع ونسلّم بانها بالفعل كانت كذبة انطلت علينا وساهمنا في نشرها إمّا غفلةً او جهلاً او عناداً، لم نبادر الى الاعتذار مثلاً او التنويه ابداً، ولهذا السّبب تضخّمت عندنا ظاهرة (تراكم الاكاذيب) والاغرب في الامر، من دون ان تؤثّر قيد انملة على وثوقيّة المصدر واعتباره وصدقيّته! وكأننا استمرأنا الاكاذيب وبتنا نتعايش مع حملات التّضليل كما نتعايش مع الهواء والماء مثلاً!.

قد أسامحك اذا نشرت كذبة، ولكنني لن أسامحك ابداً اذا اكتشفتها ولم تعتذر عنها او تنوّه اليها او تنبّه عليها، فالنشر قد يكون من باب الغفلة او الاستعجال، اما سكوتك عنها بعد ان تكتشف الحقيقة، فهذا يعني انك تعمّدت التضليل وهذه جريمة لا أسامحك عليها ابداً.
فليبادر كلّ واحدٍ منّا الى التّنويه، على الأقل، عن الكذبة التي ينشرها ثم يكتشف حقيقتها، امّا اذا اعتذر منها فذلك هو خير الناس، وهو دليل احترامه لعقله وللاخرين.

اننا الان نمرّ في مرحلةٍ خطيرةٍ جداً، فالعراق الذي يسير باتجاه النصر المؤزر على الارهاب بسواعد القوات المسلحة وقوات البيشمركة وابطال الحشد الشعبي والعشائر الغيورة، تجمّعت في سماء (شرم الشيخ) غيوم فتنة عمياء يقودها نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية، والذي لم يتقدم بمبادرة كلّ عمره الا وجاءت نتائجها ضد مصالح الشعوب وتطلعاتها وآمالها!.

امام كلّ هذا، تشخص أمامنا كعراقيين مسؤولية حماية منجزاتنا في الحرب على الارهاب، فبالنسبة لنا الان (العراق اولاً) فاذا خطّط الآخرون كيف يستدرجوننا الى مشاكلهم وأزماتهم، فعلينا ان نتعامل بذكاء وحكمة ووطنية عالية من اجل ان يفشل الجميع في استدراجنا، ولنضع التاريخ القريب نصب اعيننا فلا ننسى ولا نتناسى ولا نغفل ولا نتعامل بسذاجة، فعندما قاد الطاغية الذليل صدام حسين العراقيين لخوض حروبه العبثيّة، الداخلية منها ومع الجيران والمجتمع الدولي، كل المنطقة أدارت ظهرها لنا، وعندما انتفض العراقيون ضد النظام الديكتاتوري كلهم نفضوا ايديهم، وعندما سقط الصنم كلّهم بعثوا جراثيمهم ودوابّهم لقتلنا وتدميرنا، فلا تحدثني الان بغير منطق الروح الوطنية.
دعونا من الشّعارات التافهة التي لا تغني ولا تسمن من جوع، وحدثني فقط عن العراق لنراكم الإنجازات والانتصارات حتى تحرير اخر شبر منه من أيدي الارهابيين. لننشغل جميعاً بالتنظير والتفكير والبحث في كيفية حماية العراق وتعزيز انتصاراته.

لقد اخطأ بعض زعماء (المكون السني) عندما ذهبوا بها عريضة وهم يصفون العدوان على اليمن بانه بشائر خير ستصيب العراق قريبا! فأين تذهبون أيها الطائفيّون؟ الى اين تسيرون؟ لو كان في نظام القبيلة ذرّة خير لكم لحرر اعراضكم في الموصل من انتهاك الارهابيين! ولوقف بوجه مجازرهم ضد الارض والعِرض والنفس والرّوح والثقافة والحضارة والتاريخ!.
ان اغبى الاغبياء في العالم هو الذي ينتظر من نظام القبيلة خيراً! فمتى لمستم منه ذلك لتنتظروه اليوم او حتى تتوقعوه منه؟!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك