المقالات

الابعاد المستقبلية لانتصارات الحشد الشعبي

1556 02:19:35 2015-03-24

راهنت اكثر الأطراف الدولية والإقليمية, على تصور تبلور لديهم بعد سقوط النظام البعثي عام 2003, نابع من انطباع عن الجيش العراقي بشكل عام, وعن الشعب العراقي بشكل خاص, بأن هذا الشعب لا يستطيع ان يدير أمور نفسه, وأن جيشه وأبنائه لا يستطيعون الدفاع عن قضايا بلدهم المصيرية, بلا تدخل ومساعدة خارجية مباشرة وكبيرة! لذا كان الجانب الدولي الذي كان في نيته أن يشكل قوة دولية, لتحرير اراضي العراق من عصابات الإجرام الإرهابي, يعتقد جازما بأن تدخله هو من سيحسم مصير المعركة!.

تشكيل قوات الحشد الشعبي البطلة بعد فتوى سماحة الإمام السيستاني, وضع معادلة جديدة على أرض العراق, معادلة العقيدة (الوطنية الدينية), أي ان المقاتل من الحشد الشعبي, ومن فصائل المقاومة الإسلامية المختلفة ومن أبناء جيشنا, لم يعد قتالهم على أرض المعركة, نابعٌ عن روح وطنية فقط, أو عقيدة دينية فقط, بل ان هناك حالة امتزاج قوية وواضحة بين المعنيين, أدت وستؤدي في المستقبل, الى بروز حالة اجتماعية واضحة, نابعة من موقف وأزمة قوية مرت بالبلد, تم التعاطي معها بشكل ايجابي من مختلف فصائل المجتمع العراق, انتجت وحدة صف وموقف, ووحدة أسس تستطيع أن تقف عليها قضية انشاء الدولة العصرية العادلة.
ملامح القوة التي برزت بعد انتصارات الحشد الشعبي, والتي نتج عنها ملامح قوة في توحيد المواقف, لدى اغلب مكونات الشعب العراقي, كما هو الحال في وقفة أبناء العشائر السنية في المنطقة الغربية, مع المتطوعين من أبناء الحشد الشعبي, كل ذلك أجبر الأطراف الدولية على تغيير قرائتها للموقف, خاصة وان هذه القوة الدولية بكل امكاناتها وعدتها, وضعت خطة مرسومة للقضاء على داعش, في مدة أمدها سنتين, بينما نجد أن الحشد الشعبي استطاع ان يكسر معادلة الزمن, وتمكن من قطع شوط كبير عبر انتصارات متواصلة على أرض المعركة, وهذا الأمر خلق الكثير من حالات التعجب والذهول لدى القوى الدولية, حيث ثبت مرة أخرى خطأ قرائات مراكز بحوثهم الإستراتيجية!

انتصارات معارك الحشد الشعبي, مع انها معارك حصلت بالسلاح, إلا أن تمازج الروح الوطنية والعقائدية فيها, جعلها تسير بطريق تطوير خطاب التسامح والتقارب, خاصة بعد أن لمس اهالي المناطق المحتلة من قبل عصابات داعش, حسن أخلاق وتعامل أغلب قوات الحشد الشعبي والجيش العراق, الذين حرروا هذه الأراضي, وكذلك ستؤدي لغة التسامح الناشئة الآن, إلى إعطاء فرصة لبعض القيادات السياسية السنية, خاصة بعد إفلاس اغلب خطاباتهم ووعودهم السياسية, بعد سيطرة داعش على أراضيهم, حيث ان هناك فرصة مهمة لهم, لإعادة انتاج خطاب أكثر اعتدالا وتلائما مع المفهوم الجديد للدولة العراقية.

ما يؤكد هذا التوجه لدى البعض, منهم هو ما أتى على لسان رئيس البرلمان سليم الجبوري, والذي أكد على ضرورة وجود توافق من أجل امضاء وثيقة الإتفاق السياسي, حيث تعد هذه إحدى الرسائل المهمة الى رغبة الكثير من سياسيي السنة, البدأ بصفحة جديدة وتبني خطاب أكثر وطنية, بعيدا عن الطائفية والتطرف.

اذا تغافلنا عن الدور الإقليمي والدولي في هذه المعركة, فإننا سوف نبني قراءاتنا على أسس مخطوئة؛ والسؤال الذي يطرح نفسه في هذه اللحظة الحرجة: هل ستوافق القوى الخارجية, بما تحقق على الأرض ؟!


*ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالآديولوجيات السياسية المعاصرة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك