المقالات

سنة العراق بين واقعية طهران وخبث واشنطن

1472 03:21:07 2015-03-16


تعرض العراق منذ عام 2003 وحتى هذه الأيام الى محاولات متعددة داخلية وخارجية من اجل اعادة رسم الخارطة السياسية بالطريقة التي تتلاءم مع توجهات عدد من الدول العربية والإقليمية والدولية دون ان يدركوا معانات الشعب العراقي وتضحياته المتواصلة ودون ان يتركوا له فرصة تقرير مصيره بطريقة حقيقية وبعيدة عن الوصاية والمتاجرة بدماء ومعانات أبناءه.

وحتى نقترب من المؤامرة بشكل حقيقي فان واقع الحال يفرض علينا القول إن أكثر من يتعاطى مع موضوع افتعال الأزمات وتعقيد الوضع بألف طريقة وطريقة هم بعض ساسة وشيوخ وقادة المكون السني ممن يرتبطون بأجندات ودول متعددة فمنهم من يرتبط ارتباطا مباشرا بتركيا وقطر ومنهم من يرتبط ارتباطا مباشرا بالسعودية ومنهم من يرتبط بالبعث وإجرامه ومنهم من يرتبط بأمريكا.

ولو أردنا ان نعود الى الخلف قليلا ونستعرض صور الانتهاكات والجرائم التي قام بها ممن ينتمون الى المكون السني لوجدنا انها جرائم وفجائع مرعبة تبدا من محاولات اشعال الفتنة الطائفية في اللطيفية واليوسفية وسلمان باك وحزام بغداد مرورا بتفجير قبة الامامين العسكريين في سامراء وصولا الى منصات الفتنة والتحريض على قتل الشيعة في المحافظات السنية انتهاءا بالتواطؤ مع مغول ومجرمي العصر جرذان داعش وتسليمهم معظم المناطق السنية مع امنيات ان يتم استرجاع بغداد واعادة اللعبة السياسية وحكم الاقلية وكما كان عليه العراق قبل 2003.

ان ما يؤشر طوال تلك السنوات هو ان جميع جيران العراق كانوا ينظرون الى تجربة العراق الديمقراطية بريبة وحقد باستثناء جمهورية ايران الاسلامية والكويت بدرجة اقل مع ما يحدث في الكويت بين فترة واخرى من انفلات لبعض التنظيمات الارهابية الوهابية اما الدول الاخرى فكانت منطلق ومستقر للقتلة والمجرمين ومحلا وبيئة مناسبة للدسائس والمؤامرات.

هذه المفارقة العجيبة الغريبة في تعاطي الدول العربية والاقليمية مع العراق تشابهها حالة من التناقض في توجهات مكونات الشعب العراقي ففي الوقت الذي يرى اكثرية ابناء الشعب العراقي دورا ايجابيا لايران في مستقبل العراق كانت الاقلية ترى العكس بل ترى في ايران دولة باغية ومعتدية لا لشي الا لانها تساند العملية السياسية في العراق التي لا تروق لهم ولا تمثل خيارا استراتيجيا لهم.

نقمة المكون السني على ايران لا يمكن ان تنتهي او تتلاشى مع موقف او مرحلة محددة انما هي حالة متاصلة وتعود جذورها الى اكثر من الف واربعمائة سنة وتتداخل فيها عوامل الجهل والحقد والطائفية وليس لها صلة بالاسلام لا من قريب ولا بعيد.

اليوم يكون المكون السني اكثر الاطراف العراقية تضررا بعد ان فقد الامن والاستقرار وفقد مدنه وقراه وبعد ان استبيح شرفه وكرامته ومن صنع يديه لكنه مع ذلك لا زال يتعامل مع الاحداث بعقلية العصور الحجرية ولازالت ايران عدوته في نظر الاطراف التي اشرنا اليها ،ولا زالت امريكا صديقة وموثوقة الجانب ولا زال قتلة ومجرمي السنة ابطالا ورجالا طالما انهم يقتلون الشيعة حتى وان اطاحوا بهيبة عرب الغربية وشرف رجولتهم.

لا توجد مقارنة حقيقية بين الطرفين لان ايران تساعد العراق في التخلص من خطر الارهاب وتساهم مساهمة مباشرة في تخليصه من جرذان داعش بالسلاح والعتاد والمستشارين اما امريكا المخاتلة الخبيثة فلازالت تقدم قدما وتأخر اخرى لغاية في نفس اوباما ورغم ان أمريكا تساهم في اطالة امد معانات السنة بما تقدمه من دعم واسناد لداعش.

ان صوت سنة العراق لم يعد مؤثرا وفقد كل بريقه حتى من اقرب مريديه ولن يكون رفضه او قبوله هو العامل الاساس في مستقبل العراق بعد ان اطاح بكل حقوقه وسلمها الى الدواعش والأمريكان.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك