المقالات

إِعْلامُ الأقْوِياءِ

958 14:42:05 2015-03-15

شيئاً فشيئاً بَدأَ الاعلامُ العالمي يميلُ بأخبارهِ وتقاريرهِ لصالح الإنجازات العظيمة والنّجاحات الباهرة التي تحقّقها القوّات المسلّحة العراقيّة في مختلف جبهات الحرب على الارهاب مدعومةً بالحشد الشعبي البطل والُمثابر بالاضافة الى قوات البيشمرگة المضحّية.

فخلال الامس واليوم نشرت ثلاث من ابرز وسائل الاعلام العالمي الا وهي محطة (سي ان ان) و (بي بي سي) وصحيفة (نيويورك تايمز) تقارير من ساحات القتال تصبُّ كلّها لصالح إنجازات المجاهدين والمقاتلين الأبطال. وهي التفاتةٌ مهمةٌ من الحكومة، فسحت المجال وهيّأت الظروف لحضور الاعلام العالمي في جبهات القتال، لينقل الحقائق فيُلقم الاعلام الطائفي حجراً!. ولعلّ من أروعِ ما قرأتهُ من عناوين تقارير في اليومين الاخيرين، هو عنوان (سي ان ان) الذي قالت فيه (انّهم يكسِبون العقولَ والقلوبَ) وتقصد بهم المقاتلين.

ولعلّ هذا الامر هو سرّ النّصر الذي يتحقّق اليوم في مختلف جبهات الحرب على الارهاب، وهو جوهر ما ارادتهُ المرجعية الدينيّة العليا عندما وجّهت تعليماتها الى المجاهدين، والتي رسمت فيها حدود الله تعالى واخلاقيات الحرب في الاسلام على ضوء مدرسة اهل البيت عليهم السلام، فكسْب العقول والقلوب هو أخطرُ سلاحٍ يواجهُ فيه أهلُ الحقِّ أَهْلَ الباطل، فبمقدار ما يكسب أَهْلَ الحقّ قلوب الناس وعقولهم بنفس المقدار يخسر اهل الباطل من قلوب وعقول الناس.

انّهُ السّلاح الذي يحقّق النّصر المستقر، وهو من نعم الله تعالى على عباده المؤمنين، والذي أشار اليه الامام علي بن الحسين السجاد زين العابدين (ع) في خطبته في مجلس الطاغية يزيد بالشّام بقوله {أيّها النّاس، أُعطينا ستاً وفُضّلنا بسبعٍ؛... والمحبة في قلوب المؤمنين}.وبذلك يَكُونُ أهل الحقّ قد بدأوا يحقّقون النّصر الحقيقي، النّصر المُستقر، وجوهر الهدف الّذي من اجله يضحّون بالغالي والنفيس في سبيل الله والوطن.

انّ ما يُحقّقه المقاتل، اي مقاتل، في ساحة المعركة لا معنى له اذا لم تُلامس آثاره قلوب الناس وعقولهم، فلقد حقق الامويّون (نصرًا) ميدانياً في كربلاء في يوم عاشوراء على السبط الشّهيد الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام وأهل بيته واصحابه الميامين المنتجبين، ولكن؛ لمنْ كانت الغلبة في نهاية المطاف؟ ولماذا؟ لانّ الباطل ربح المعركة وخسر قلوب وعقول الناس، امّا الحق فقد خسر المعركة الا انه ربح عقول وقلوب الناس، ولذلك خلُد فعل الحقّ وظلّت اللّعنة تلاحق (نصر) الباطل الى يَوْمِ يُبعثون، وصدقت مولاتنا عقيلة الهاشميين زينب بنت علي عليهما السلام عندما خاطبت الطليق ابن الطليق الطاغية يزيد بن معاوية بقولها {فكِدْ كَيدَكْ واسعَ سَعيكْ وناصِبْ جَهْدكْ، فوالله لا تمحو ذكرَنا} لانهّا كانت ترى النصر الحقيقي يستقرّ في عقولِ الناس وقلوبهم، وان كان مؤجلاً، ولم يتقصر نظرها عماً وقع في ساحة المعركة فحسبْ، فذلك أمرٌ اني، امّا التربع في قلوب الناس وعقولهم فهو أمرٌ يستمرُّ مادامتِ السّماوات والأرضين.

انّ ما يُنجزُه المقاتلون في طول جبهات الحرب على الارهاب هو نصرٌ مستقرٌّ هذه المرّة لانّه وجد طريقهُ الى عقول الناس وقلوبهم، ولذلك سيباركُهُ الله تعالى لأنّ منبعهُ الصّدق مع الله والمرجعية الدينية العليا والنّفسُ، وانّ الإنجازَ الذي ينبعُ من الصّدق يَكُونُ مسدداً بالغيبِ كما أشار الى ذلك امير المؤمنين عليه السلام متحدثاً عن سرّ النّصر الإلهي {وَلَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ(صلى الله عليه وآله) نَقْتُلُ آبَاءَنا وَأَبْنَاءَنَا وَإخْوَانَنا وَأَعْمَامَنَا، مَا يَزِيدُنَا ذلِكَ إلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً، وَمُضِيّاً عَلَى اللَّقَمِ، وَصَبْراً عَلى مَضَضِ الاْلَمِ، وَجِدّاً عَلى جِهَادِ الْعَدُوِّ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ مِنَّا وَالاْخَرُ مِنْ عَدُوِّنا يَتَصَاوَلاَنِ تَصَاوُلَ الْفَحْلَيْنِ، يَتَخَالَسَانِ أَنْفُسَهُمَا، أيُّهُمَا يَسْقِي صَاحِبَهُ كَأْسَ المَنُونِ، فَمَرَّةً لَنَا مِنْ عَدُوِّنَا، ومَرَّةً لِعَدُوِّنا مِنَّا، فَلَمَّا رَأَى اللهُ صِدْقَنَا أَنْزَلَ بِعَدُوِّنَا الْكَبْتَ، وَأَنْزَلَ عَلَيْنَا النَّصرَ، حَتَّى اسْتَقَرَّ الاِْسْلاَمُ مُلْقِياً جِرَانَهُ وَمُتَبَوِّئاً أَوْطَانَهُ}.

انّ اندكاكَ المقاتلين بمنهجِ المرجعيّة الدينيّة العُليا والتزامهم بوصاياها وذوبانهم بتوجيهاتها هو سرُّ النّجاحات والانجازات الطّاهرة التي تتحقّقِ اليوم والتي خلت بحمد الله من ايّ تجاوزٍ شرعيّ وحقوقيّ ومن ايّ نوع كان، الانتصارات التي فرضت نفسها على الاعلام العالمي لينقلَ الصّورة الصحيحة والسليمة لكل هذه الإنجازات، كما هي، واذا ما حصلَ، صُدفةً، ايّ خرقٍ او تجاوزٍ للحدود فهو لا يعدو أنْ يكونَ حالةً شاذّة ًبسبب ردّة فعلٍ آنيّة لا تمتُّ الى النّهجِ بصلةٍ، يستهجنُها الجميع ولا يقبل بها حتى صاحبها، وهذا ما تذكّر به وتشيرُ اليه وتنبّهُ عليه المرجعية الدينية العليا في كلّ خُطبةِ جُمُعة بالصحن الحسيني الشريف، فضلا عن القيادات الميدانية وزعامات الحشد الشّعبي، بالاضافة الى توجيهات وأوامر شخص القائد العام للقوّات المسلّحة رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي، والتي يكرّرها في كلّ مناسبة، كما ورد ذلك على لسانهِ في خطابة الاخير في الجامعة التكنلوجيّة في العاصمة بغداد.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك