المقالات

مَعاً مِنْ أَجْل ِالعِراق

951 01:04:46 2015-03-13

هُوَ ليسَ عنوانٌ للمقال، وان كان يصلح ان يكون لافتةً كبيرةً جداً وعريضةً تظلِّلُ سماءَ العراق من اقصاه الى اقصاه، الا انّه إسمٌ لمجموعة متخصّصة تضمّ نخبةً من العلماء والأساتذة والخبراء والمتخصّصين العراقيين في الولايات المتحدة الأميركية وبمختلف الاختصاصات العلميّة، يرأسُها الدّكتور العراقي من بين الأشهر في العالم بانجازاته العلميّة الاستاذ البروفيسور عبد الهادي الخليلي، بينهم البروفيسور حسين طعمة والبروفيسور عادل شَمّو والبروفيسور وائل خمّاس والبروفيسور أُميِد اسماعيل والأستاذة رفيعة الياسري والمرشّح السّابق لنيل جائزة نوبل العالمية البروفيسور صالح الوكيل.
انّها مجموعة رائعة تبذل كلّ جهدها الأكاديمي والمعرفي لخدمة العراق بالتعاون مع المؤسسات العلميّة والاكاديميّة في داخل البلد بما يحقّق نهوضاً علمياً في مختلف المجالات، خاصّة في مجال التعليم العالي والبحث العلمي.

وفي مؤتمرها التخصّصي الذي تعقدُه عصر اليوم، ستحضر جهات دوليّة عدة كتعبير عن دعمها للعراق في جهود اعادة البناء والتنمية، منها منظمة أطباء بلا حدود والصليب الأحمر الدولي والبنك الدولي وجامعة جورج واشنطن والامم المتحدة.

وكان السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي قد بعث برسالةِ تحيّةٍ نقلها الى المؤتمر سفير جمهورية العراق في واشنطن الاستاذ لقمان الفيلي.
والمجموعة هي إسمٌ على مسمّى، فهي عراقية بامتياز تجاوزت كل الاطُر الضيّقة التي ابتلي بها العراق، الدينيّة والمذهبيّة والحزبيّة والإثنيّة والمناطقية والعشائريّة، لتحتضن المتخصّص العراقي بمعيارٍ واحدٍ فقط لا غير، الا وهو علميّتُه وتخصّصه الذي تتحدث عنه إنجازاته المسجّلة في المحافل العلمية والاكاديمية هنا في الولايات المتحدة الأميركية، واندفاعه للمساهمة في التنمية وإعادة البناء كمظهرٍ راقٍ من مظاهر حب الوطن.

واذا كان المقاتل في ساحات الوغى يبذل الغالي والنّفيس من اجل تطهير العراق من الارهاب الأعمى، ومن هذه الهجمة البربريّة الشّرسة التي قلّما شهِد التاريخُ مثلها لتدمّر كلّ شيء، التاريخ والحضارة والثقافة والمدنيّة ووحدة النسيج الاجتماعي، فانّ هذه المجموعة تُقاتل الارهاب وتبذل كل ما بوسعها من اجل المساهمة في اعادة بناء العراق، بالعلم والمعرفة والتكنلوجيا والخبرة الأكاديمية والتجربة العملية، وتسخير النجاحات والامتيازات في جبهات البناء والتنمية في العراق.

انّها كنزٌ لا تقلّ قيمته عن البترول، بل هو أغلى ثمنٌ، فالبترول ينضب او تقلّ قيمته، امّا العقليّة العلميّة الاكاديميّة العراقية فلم ولن تنضب او تفقد من قيمتها ابداً، بل انّها تتضاعف يوماً بعد آخر.
لقد اعجبني اليوم خطاب السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي الذي ادلى به امام حشدٍ من الأساتذة والطلبة في الجامعة التكنلوجية التي نظمت وقفة تضامنيّة مع قواتنا المسلحة الباسلة، عندما قال في معرض حديثه عن شمولية المعركة ضد الارهاب: انّ نجاح الطالب في جهده العلمي، ونجاح الموظف في عمله، وتقديمه الخدمات للمواطنين، وجهد الفلاح، وما يقدّمه الاستاذ الجامعي والتدريسي والمعلم يمثل دعماً للجهد العسكري.

ومن هذا المنطلق، فانا ألفت عناية السيد رئيس مجلس الوزراء الى ما يلي:
اولاً؛ الاهتمام بمجموعة [معاً من اجل العراق] واخواتها في دول العالم المتحضر، والتّواصل معها وتهيئة الظروف العلمية لها لتمكينِها من خدمة البلد، فهي عادةً لا تكلّف ميزانية الدولة شيئاً، بل على العكس فهي ستدعمها بشكلٍ كبيرٍ جداً اذا ما تمكّنت من تقديم خبراتها للعراق، وحصلت على الارضيّة العلميّة المناسبة والحاضنة المتخصّصة المطلوبة.
انّ الكثير من دول العالم أعاد المغتربون بناءها بعد ظروف التّدمير التي تفرض عليها التخلّف، فبالعلم والمعرفة والتعليم تبني الشعوب أوطانها، ولن يُستثنى العراق من هذه القاعدة الثابتة ابداً، فلماذا نفرّط، او على الأقل، لا نعيرُ اهتماماً للطاقات والخبرات العراقيّة المنتشرة في مختلف دول العالم؟ خاصة التي اثبتت تفوّقاً وتميّزاً ونجاحاً دولياً؟.
ثانياً؛ تبنّي موضوع ابناءنا الطلبة المُبتعثين الى الخارج والّذين هم أوّل ضحايا (التقشف الحكومي) للاسف الشديد.

انّهم مستقبل العراق، وهم الأمل الذي ننتظره ليساهم في اعادة بناء العراق وتنميته بشهاداتهم واختصاصاتهم، فلماذا يتعرّضون لمثل هذه (المجزرة) التي تُلغي حتى الغرض الذي أُبتُعِثوا من أَجله، والذي صرفت الدولة بسببه اموالا طائلة لحد الان؟.

وانّني اذ احيّي موقف المرجعية الدينية العليا الداعم والمساند والمتبنّي لقضيّة المبتعَثين، وكذلك أُثمّن موقفك المشابه والمتطابق لموقف المرجعية بهذا الصّدد، اتمنّى عليك، ملحّاً، ان تبذل كلّ ما في وسعك من اجل تحويل هذا التّبنّي النظري الى قرارٍ يغيّر الواقع بشكل ملموس، فيُطمئِن المبتَعثين ليطرد عنهم القلق الذي يساورهم الان جرّاء القرار المجحف، فالله الله بمُستقبلنا! والله الله بطلبتِنا، والله الله بطاقاتِنا الخلّاقة والواعِدة!.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك