المقالات

تَضْليلٌ!

1086 06:25:14 2015-03-11

على الرّغم من انّ الاعلام الطّائفي يعلمُ، عِلمَ اليقينِ، أنَّ التّصريحات المنسوبة لاحد مستشاري الرئيس الإيراني الشيخ روحاني بشأن العلاقة بين بغداد وطهران، جاءت في إطار الحرب النّفسيّة وحرب الاعصاب التي تشنُّها طهران ضد خصومها في المنطقة تحديداً، وهي بالمناسبة فنّانةٌ جداً وذكيّة ومبادِرة وناجِحة بامتياز على هذا الصعيد، الا انّه، الاعلام الطائفي، حاول توظيف التصريحات بطريقة مفضوحة ليحشّد خلفه المرعوبين، في وقتٍ تخوض فيه القوّات المسلّحة العراقيّة، ومعها قوّات الحشد الشّعبي البطلة وقوات البيشمرگة المقتدِرة، أشرس المعارك ضِدّ الارهاب الذي بيّض وفقّس ونما وترعرع وانتشر برعاية نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية تحديداً.

من جانب آخر، تجاهل هذا الاعلام الطائفي التّصريح الوطني الموزون الذي صدر عن وزارة خارجية جمهورية العراق والذي شدد على انّ العراق دولة مستقلّة وذات سيادة، وذلك في معرض ردّه على تصريحات المستشار المشار اليه. وليس غريباً ان يتعامل هذا الاعلام بهذه الطريقة الطّائفية المفضوحة مع العراق الجديد، فبعد كلّ الجهد السّلبي والمدمّر الذي بذله نظام القبيلة الفاسد ضد العراق منذ سقوط نظام الطّاغية الذّليل صدّام حسين في التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣ ولحد الان لتقويض سلطة الأغلبيّة، الا انه فشلَ فشلاً ذريعاً في كلّ مساعيه، خاصّة تلك التي حاول بها تضليل الراي العام العالمي من ان طهران تبتلع بغداد! على حدّ وصفه، فها هي سلطة الأغلبية في النظام البرلماني الفيدرالي والديمقراطي الدستوري تشتد قوّتها وعزيمتها وشكيمتها يوماً بعد آخر، بل انها تحوّلت الى مصدر الهام للكثير من شعوب المنطقة، حتّى بات نظام القبيلة الفاسد يراها في مناماته وأحلامه وكوابيسه المزعجة! وهي تحاصره من كل الجهات!.

لقد أرادوا توظيف عملية (تمدّد الفقاعة) وبسط الارهابيين لسلطتهم على اكثر من ثلث مساحة البلاد، للضّغط على سلطة الأغلبية، لابتزازِها، في عمليّة سحريّة خائبة، اذا بالمرجعية الدينية العليا تقلب الطاولة على رؤوسهم فينقلب السّحر على السّاحر، ولسان حالهم؛ يا ليتنا لم نفعلها! فبدلاً من ان يسخّروا تمدّد الارهابيين لضرب واضعاف سلطة الأغلبيّة، او تقويضها اذا ما تمكّنوا، اذا به يتحوّل الى اداةٍ بيدها لتوحيد صفوفها وتعبئة قواها لتكريس سلطتها، ثم جاءت الانتصارات الباهرة المتلاحقة والتعامل الإنساني والوطني في هذه الحرب على العكس من كلّ التوقعّات والاحتمالات التي ظل الاعلام الطائفي ينفخ بها ويضخّمها لارهاب الاهالي من خطر الانتقام وما أشبه! لينقلب السحر مرة اخرى على الساحر، اذا بقيادات (سُنّيّة) سياسيّة وعسكريّة وعشائريّة ووجهاء كثيرون جداً يُعلنون انضمامهم الى الحشد الشّعبي تحديداً، وإعلانهم انهم جنود تحت إمرة (النائب حسن العامري) على حدّ قولهم!.

وصدق من قال (رُبَّ ضارّةٍ نافعةٍ) و (الخيرُ فيما وَقع) فمن أراد تفتيت العراق بالارهاب، وظّفهُ العراقيون لرصّ صفوفهم وشدّ آزرهم وتوحيد كلمتهم وردم الفجوات العنصريّة والطائفيّة والمناطقيّة خلف المرجعية الدينية العليا وخلف القيادة الميدانية التي نظّمت الحشد الشعبي في حربٍ مقدّسةٍ حقيقيّةٍ وليست استعراضيّةٍ، كما فعل الاْردن، أحد رُعاة الارهاب ومنابعه، عندما ذرّ الرّماد في عيون الراي العام الأردني وامتصّ غضبهُ! بعدّة طلعات جوّية وهميّة، قال انّه دمّر فيها نصف قوّة الارهابيين، لازال يتاجر بها هنا وهناك، يقبض المال ويستدرّ عطف المجتمع الدولي!.

انّ العراقيين لا يتاجرون بدمائهم الا مع الله تعالى والوطن، فهم يدافعون اليوم عن بلدِهم وأنفسِهم وحضارتهِم وثقافتهِم وتاريخهم من هجمة بربريّة مدعومة بفتاوى التّكفير والبترودولار والاعلام الطائفي، تسعى لتدمير كلِّ شيء، ولكن هيهاتَ هيهاتَ باذن الله تعالى، فلقد لاحت في الأفق بشائر النصر العراقي المؤزر.
{وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك