المقالات

معركة تكريت: نهضة عراقية في زمن الضعف..!

1566 16:08:20 2015-03-09

يشهد العراق هذه الأيام عملية عسكرية واسعة لتحرير مدينة تكريت, يقوم بها الجيش العراقي بمساندة قوات الحشد الشعبي وفصائل المقاومة الإسلامية, في مدينة تكريت لتحريرها من احتلال تنظيم داعش الإرهابي. وقد توفرت في هذه المعركة عناصر كثيرة جدا , خلقت حالة التأهل الكامل , للقيام بالدفاع عن أراضي العراق وطرد العصابات الإجرامية الإرهابية منها.

المعركة في تكريت تدار بجهود عراقية, وهذا خلاف السنين السابقة, إذ لم يتم الإستعانة بأي جهد عسكري لأي قوة خارج العراق, عدا ما كان يمثل فقط دور الإستشارة العسكرية؛ المتحدث بأسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" ستيف وارن، اشار الى أن واشنطن "لم تشارك باي شكل من الأشكال" في العملية التي شنتها القوات العراقية, من أجل استعادة مدينة تكريت من أيدي عصابات داعش، ونقل عن المتحدث نفسه: نحن لا نشن غارات دعما للعملية في محيط تكريت، وأوضح ان الولايات المتحدة وحلفاءها لم يتلقو طلبا من العراق لشن غارات دعما للقوات الحكومية لإستعادة تكريت". 
الحكومة العراقية تمر الآن بحالة نضج وتطور, في تعاطيها مع القضايا الداخلية والخارجية, وحالة تعافي من خلال تمكنها من تحقيق وحدة صف, والتي جاءت مدعومة بدعوات المرجعية الدينية الشريفة, بفتوى الجهاد الكفائي, ودعوات وتضامن الشركاء في العمليات العسكرية, لتحرير الأراضي من احتلال هذه العصابات, فقد كانت القوى السياسية في العراق وعلى مدى سنين طويلة, تمر بحالة تباعد وتنافر في الرؤى والمواقف والتصريحات, ولكن اليوم نجد أن المعركة مع عصابات داعش, جعل كل القوى السياسية تقف عند نقطة منتصف واحدة وتتفق عليها.

ومن جانب آخر, جاءت نتائج المعارك بين الطرفين, بصالح القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي, والتي ضربت أرقى صور البطولة في هذه المعارك, بل وكانت سببا رئيسيا في انتصاراتنا, مما شكل صدمة لدى القوى العالمية والإقليمية, والتي كانت تتوقع بأن هذه المعركة, لن يتم حسمها الا على أيدي تلك القوات, هذا الأمر ألقى بظلاله على القضايا الإقليمية, وأعطى رسالة واضحة لدول المنطقة, بأن هناك حالة تعافي ونهوض في العملية السياسية العراقية.

رافق كل ذلك, حصول حالة من اليأس لدى الجانب السعودي والجانب الإسرائيلي, حيث تمت قراءة مشهد الإنتصارات العسكرية العراقية, على أنها بداية لنشوء قوة ستتحالف في المستقبل مع القوة الإقليمية الإيرانية, وبحساباتهم أن هذا الأمر سيشكل مشكلة كبيرة على أمنهم, لذا نجد أن نتنياهو سارع الى واشنطن, لإلقاء خطاب تحشيدي تحريظي ضد ايران, محاولا مغازلة عواطف الكونغرس الأمريكي (الجمهوري), من أجل التهيئة لمرحلة قادمة, يكون فيها دور كبير لأمريكا واسرائيل والسعودية وقطر, في ملفي العراق وإيران وسوريا.

السعودية من جانبها, سارعت الى الإعلان عن اتفاقها مع شركات كورية, ستقوم ببناء عدد من المفاعلات النووية فيها, في اشارة واضحة لمحاولة غربية لخلق نوع من أنواع توازن القوى في المنطقة, في حالة تمكن ايران من اكمال برنامجها النووي, خاصة بعد الإعلان الأمريكي الأخير, والذي أظهر عزم أمريكا وضع خطة للدفاع عن أمن الخليج, ضد النووي الإيراني؛ جاء ذلك تزامنا مع انتصارات الجيش العراقي والحشد الشعبي في مدينة تكريت, مما أعاد في أذهان السعوديين تجربة الحوثيين في جنوب مملكتها.

إذا استمرت وتيرة الإتفاق والتعالي على الصغائر, وتوحيد المواقف الوطنية, من أجل هدف مشترك يمس مصالح السياسيين قبل مصلحة العراق, فإن ذلك سيشكل بادرة أمل, من أجل نهوض العراق من سباته الإنفعالي لفترة تجاوزت الـ11 عاما.
هذا ما نأمله ونرجوه!


*ماجستير فكر سياسي امريكي معاصر- باحث مهتم بالآيديولوجيات السياسية المعاصرة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك