المقالات

مؤتمرات الحكيم ..المغزى والتوقيت

1361 00:41:59 2015-02-03

ليست هي المرة الاولى التي يتكفل فيها زعيم المجلس الاعلى السيد عمار الحكيم بجمع القادة السياسيين والرموز الوطنية بطاولة واحدة من اجل تجاوز محطة صعبة او تفكيك ازمة او دفع خطر محدق بالعراق وشعب العراق. في الثلث الاول من عام 2013 وصلت العلاقة بين بعض القادة السياسيين التنفيذيين في العراق الى حد الاحتراب والتطاحن والتقاتل انجر على اثر ذلك هذا الخطاب السلبي الى الشارع والى مكونات الشعب العراقي ودخل الارهاب على خط الازمة وتفنن في استباحة الدم العراقي وكان امر وقف هذا النزف وهذا التداعي امرا مهما وواجبا يتحمل مسؤوليته الجميع فكان ان انبرى السيد الحكيم الى تحمل المسؤولية والى القيام بجولات مكوكية بين الفرقاء السياسيين من اجل تقريب وجهات النظر والتوقف عن شحن الشارع العراقي طائفيا اكثر مما هو محترق ومشحون فكان ان انعقد الاجتماع الرمزي في الاول من حزيران من نفس العام بحضور جميع القادة التنفيذيين والسياسيين وعلم الجميع خلالها ان ما يحدث في الشارع العراقي انما هو انعكاس ورجع لصدى الخطاب السياسي التحريضي والطائفي من قبل هذا الطرف او ذاك.

ولان مشاكل العراق تتكاثر وتتوالد ازدادت التحديات ودخل البلد في اخطر ازمة يشهدها منذ سقوط بغداد على يد هولاكو بعد ان تسبب القادة السياسيين والعسكريين في الحكومة السابقة بسبب استهتارهم واستهانتهم بالدم العراقي وعدم تحملهم كامل المسؤولية الى دخول التنظيمات التكفيرية والارهابية"داعش" الى بعض مناطق العراق بفكر دموي متحجر اراق الدماء واستباح الحرمات وهدد المقدسات وشكل تهديدا حقيقيا لجميع مكونات الشعب العراقي دون ان يستثني طرفا واحدا فكان ان قتل الشيعة وغنم اموالهم واستولى على بيوتهم وانعامهم وممتلكاتهم واستباح دماء وحرمات المسيح والايزيدين والتركمان والشبك واذل السنة وقتل شيوخهم وحلل نكاح بناتهم ونسائهم واذاقهم الذل والهوان.
ان تسارع الاحداث وخطورتها الحقيقية جعلت المرجعية تعلن موقفها الحازم الذي اعاد التوازن بعد ان افتت بفتوى الجهاد الكفائي فكانت هذه الفتوى زبر الحديد الذي تمكن فيه داوود من قتل جالوت الدواعش.

ان فتوى المرجع الاعلى غيرت موازين القوى على الارض واعادة ملك سليمان الى اهله،غير ان احداث المنطقة والعالم لم تكن بمعزل عن العراق الجريح فعاش العالم خلال اشهر وايام ارهاصات التجاوز والتعدي على شخصية الرسول الاكرم وعاش على احداث ردات الفعل المشابهة في المعنى للتجاوز والتطاول وحتى هذا الوقت لا زال العراقيين بعيدين عن تحديد حجم الاخطار المحدقة بهم .

ان الاختلاف المذهبي والطائفي في العراق وصل في تباعده الى مديات مخيفة من شانها ان تمزق جسد البلد الواحد ومن اجل وقف هذا النزف فان على الجميع التمسك بخيمة العراق والاعتراف بالتنوع والاختلاف لكن ليس من اجل الخلاف انما من اجل الاحترام والتعايش ومن هنا كانت هذه المنطقة مساحة خصبة للسيد الحكيم لان يعود من جديد وفي توقيت استثنائي وكما هو الحال في كل مرة لان يجمع كل العراقيين تحت خيمة عباءته فكان ان انعقد مؤتمر الحوار بين الاديان والمذاهب في وقت استثنائي.

ان مشاركة الجميع في مؤتمر الحوار بين الاديان اطلق رسالة واضحة الى الارهاب والى المراهنين على وتر الطائفية والاختلاف والفرقة ان ابناء العراق اكثر فطنة وذكاءا وان المشتركات التي توحدهم اكثر من نقاط الخلاف التي تفرقهم.
ان بوصلة الحكيم كانت حكيمة وواقعية في تقدير المخاطر التي تحيط في العراق وكانت حكيمة في تحديد العلاج الذي من شانه ان يقلل مضاعفات هذه المخاطر او اثارها المستقبلية والجانبية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك