المقالات

متى ينسحب السنة من حكومة الحالية ؟؟

1322 17:39:25 2015-01-22

رغم ان تشكيل حكومة الدكتور ألعبادي تم في المدة الدستورية المحددة وعلى خلاف تشكيل الحكومة السابقة التي تراسها السيد نوري المالكي ورغم ان حكومة ألعبادي حظيت بإجماع وطني على خلاف نظيرتها الحكومة السابقة ورغم ان فريق ألعبادي حصل على دعم عربي وإقليمي ودولي لم يشهد له مثيل الا ان كل هذه الفضائل لم تمنع الشركاء السنة من تكرار استخدام ورقة التهديد والانسحاب من الحكومة من جديد.

الحقيقة التي على أصحاب القرار في البيت السني ان يعرفوها جيدا ويتوقفوا عندها مليا هي ان صوتهم في هذه المرحلة غير مسموع بالدرجة التي يعتقدونها مؤثرة وليس مدويا بشكل كبير كما هو الحال في الحكومة السابقة لاسباب متداخلة يشترك فيها الارهاب والسياسيين على درجة واحدة من التأثير ويقف بالضد منها قوة المكون الشيعي وتوفر البدائل والحلول.

ولان صوت السنة وموقعهم في الساحة السياسية ليس كما هو في المراحل التي سبقت حكومة العبادي الا انهم "اي السنة "لم يقراوا الواقع ولم يتمكنوا من تفكيل طلاسم الخارطة السياسية العراقية الجديدة فاستمروا على ما انتهوا عليه في حكومة المالكي والتي مع كل مساوئها الا انها لم تتوقف كثيرا عند انسحابات السنة كيف والحال مع حكومة قوية يشترك فيها الجميع وتتمتع بحصانة داخلية وخارجية.
ان تجارب الانسحاب وخلق المشاكل واللجوء الى التهديد لم تصنع مجدا ولم ينتزع حقوقا بل تسبب بتعطيل مصالح الناس وتوسع هوة الخلاف والانشقاق بين مكونات المجتمع العراقي الواحد،الا ان هؤلاء لم يغادروا بعد مرحلة المراهقة ولا زالوا غير مؤهلين لان يكونوا ضمن فريق القيادة للمرحلة الحالية.

ان تهديد بعض المكونات السنية بالانسحاب من الحكومة الحالية رغم مشاركتها مشاركة حقيقية في حكومة السيد العبادي امر لا يخلو من النفاق السياسي ومن التدافع من اجل الحصول على مكاسب شخصية وحزبية ولا يخلوا ايضا من وجود اجندات داخلية وخارجية هدفها عرقلة العملية السياسية وادخال البلاد في متاهات الفوضى والظلام .

ان تفكك المكون السني وغياب القيادة الحقيقية القادرة على تفكيل حلقات المرحلة الحالية والبصيرة باحتياجات وحقوق ابناء المكون السني يجعل مطالب البعض بالانسحاب نقطة ضعف وليست نقطة قوة خاصة وان الاطراف السنية لم تتفق على موقف موحد حقيقي ،وعلى البعض من ابناء المكون السني ان لا يذهب بعيدا في الاعتماد على قياداته التي تهدد وتتوعد لان خلف الابواب المغلقة يكون للتهديد لونا وطعما اخر يشبه طعم العلقم ولون ااوراق العملة الامريكية وهذا ما اثبتته حقيقة مشاركة وانسحاب بعض الاطراف السنية من حكومة المالكي.

ان وضع العراق في المرحلة الحالية وضع استثنائي خاصة مع استمرا الحرب ضد العصابات الاجرامية المتمثلة بارهاب داعش السني الدولي وما تسببت به هذه الهجمة الارهابية من تدنيس ارض طاهرة واستهداف وتجاوز على الحرمات والمقدسات وإراقة دماء الالاف من الابرياء،تحتم على ابناء هذا المكون التوقف عن الاستمرار بلعبة التلاعب بدماء ومشاعر ملايين المسلمين في العراق لان من يقوم بمثل هذه التصرفات لا يختلف كليا عن منهج العصابات الاجرامية وهي تستبيح ارواح ودماء واموال العراقيين.

بإمكان السنة الانسحاب من حكومة ألعبادي وهذا حق طبيعي كفله لهم الدستور طالما ان المكون الشيعي بامكانه تشكيل حكومة أغلبية او تشكيل حكومة ضامنة للثلثين من خلال مشاركة الكرد وعندها يستطيع السنة ان يكونوا في المعارضة وهم في هذا العمل يقدمون خدمة كبيرة للعراق لان وجه الديمقراطية سيكتمل بوجود المعارضة الحقيقية،وهنا بامكانهم الحديث عن مطالبهم وعن اعتراضاتهم بكل اريحية ومصداقية اما ان يكونوا في الحكومة وخارج الحكومة في ان واحد فان الامر لا يخلوا من ازدواجية وفوضوية يجب ان نتخلص منها فورا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك