الداعية السياسي يستخدم أساليب إعلامية هابطة, لا تخدم عقلية الشعب, بل تزيد من غفلته وسذاجته, بخلق حالة من عدم الإكتفاء والقناعة, فتجده لا يشاور أحداً في مشاكل البلاد, ويعطل تقدمها بحجج واهية.
حب الوطن ليس بشراء المصفحات, وكثرة ملفات الفساد, وتعطيل القوانين, وإقصاء الآخر, وإنما حب الوطن, هو أن تنحني لتحمل علبة زجاجة فارغة, وتضعها في سلة المهملات.
سلاح الدكتاتور التفرد, وحجب الراي الآخر, وإستعمال اللف والدوران, وعرض المعلومات وكأنها حقائق, لايرقى إليها الشك والتقليل, من قيمة الحدث والجدل, فضلا عن كثرة الخطابات, التي تدعو الى الكراهية القومية والطائفية, التي أصبحت سمة ملازمة للحاكم المستبد وأزلامه.
الحكومة السابقة, بدى عملها كأنه إعلان يهدف الى خلق فعل شراء, فكانت شعاراً تجارياً, ولم يقابله أي فعل سياسي, وسبب ذلك أن الترويج للسلع؛ أيسر كثيراً من الترويج للمبادئ, والمعتقدات, والجماهير تتذكر جيداً البرامج الحكومية التي وعدنا بها, وأذا بالدولة تقول للمواطن خذ الباص, وأترك لنا مهمة القيادة.
العبادي بمناقشته وخطواته, نحو تحقيق رؤية صادقة عن التجربة السابقة, وسلبياتها ونتائجها المريعة, باتت حكومته متماشية مع روح الشعب العراقي, لأنه أستعمل نشاطاً إنسانياً مركباً مستمراً, لفهم تطلعات المواطن بكافة إتجاهاته ومظاهره.
المهارة التي أدار بها العبادي جلسة ممثلي المحافظات في البصرة, كانت رسالة تحمل دلالات ومعان واضحة, للمصالح المستقبلية, لكل أبناء الشعب, كما تميزت بالمرونة والإنسجام والقدرة على تجنب الرسائل المتناقضة والمتضاربة, والتي تجعل من حواره طائفياً, بل على العكس كانت مضامين جلسته ملائمة, وطبيعية للمحافظات التي تفكر بالاقاليم, لأن حقائق التاريخ ووقائع الأمس تشير الى أرض الواقع, بأن هناك مراحل لصحة تنفيذ وتطبيق المادة 21 بكل بنودها
عرض السيد العبادي للقانون الخاص بتوسيع صلاحيات المحافظات, وفق إتجاه دقيق صريح وصادق ثابت, بعيد عن التحيز والاأهواء, والأغراض الفئوية والشخصية, فكل ما أنتجته الجلسة هو إحترام عقلية المتلقي, والبساطة والإبتعاد عن التعقيد والغموض, بعيداً عن التشويش, لذا فالقانون سيلاقي رواجاً مناسباً, من خلال قنوات مناسبة, ذات فاعلية بعيدة عن الجدل والمعارضة
إننا لا ندّعي الثقافة بكل محاورها, ولكن على الأقل وجهنا الأنظار لفهم مقتضيات المصلحة العامة, وبهذا يستحق موضوعنا الإنتباه, فالعبادي نجح في الجمع بين مفهوم الكسب والمبادرة المنتج السياسي للعبادي الخالي من العواطف الكاذبة, والرغبة الحقيقية لمكافحة ظواهر التراخي والفساد, جاءت من خلال ثلاثة أبعاد, وهي إنفتاح العملية السياسية الديمقراطية, وحالة الرؤية العميقة للسياسات الخاطئة السابقة, وزيادة نتيجة الترابط الصادق بين البرنامج الحكومي وتطبيقه.
https://telegram.me/buratha