المقالات

ما هي علاقة السيد السيستاني بالبيشمركة ؟؟

1723 22:06:30 2014-12-26

تركت الإحداث السياسية والأمنية والاقتصادية التي ضربت العراق طوال عقود من الزمن ظلالا معتمة على طبيعة العلاقة بين مكونات الشعب العراقي غابت معها في كثير من تفاصيلها اليومية روح الولاء والوحدة والمحبة والانتماء الى الوطن،ولم تترك الصراعات والحروب وفيما بعد المحاصصة فرصة حقيقية للتقارب او القضاء على الفجوات الطائفية التي صنها البعث وتركها ألغاما تنفجر واحدا بعد الأخر.

التغيير الذي حدث عام 2003 لم يمنحه بعض الشركاء الوقت والفرصة لالتقاط الأنفاس وإزالة العقد والألغام التي زرعها البعث ألصدامي لإعادة اللحمة الوطنية الى طبيعتها العراقية الأصيلة بل تعمقت جراح الفرقة وتوسعت مساحة الاختلاف وكثرة نصال التجريم والتخوين والانتماءات الوهمية فكان ان لجا كل طرف الى طائفته او قوميته وابتعد قدر ما يستطيع من مساحة الطرف الاخر عله يجد في انتمائه ووجوده وطنه وحقيقته بعد ان فقد الانتماء الى الوطن الاب.

مع كل هذه الفوضى في الانتماء استمر البعض في تغذية الروح العدوانية وبطريقة مدروسة للاطراف الاخرى حتى ان تنزيه مكون سياسي على اخر الا ما رحم ربي امر مستحيل لان كل طرف من الاطراف الشركاء كان يختزن في وجوده أشخاصا كأنه أدخرهم لمثل هذه المهمة حتى برع في هذا المسلك رجال ونساء حملوا في رقابهم اثام ودماء الاف الابرياء من العراقيين دون ان يراعوا حرمة للعراق ومائه وسمائه وهواءه.
من بين كل هذا الضجيج وهذه الفوضى كانت هناك نافذة من الامل تعمل باتجاه اخر يختلف كليا عما ينسج عليه معظم الفرقاء السياسيين من فرقة وسعي حثيث لخلق الفوضى والفتنة واستباحة الدم العراقي والارتهان الى الاجنبي،هذه النافذة كانت تنطلق من رؤية المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف لوضع العراق واحوال العراق وشعب العراق بجميع مكوناته،حتى انها سمت السنة انفسنا ورفضت ان يكونوا اخوتنا واعتبرت الكرد اهلنا وشركائنا الحقيقين في السراء والضراء وفي لقمة العيش.

وللتاريخ فان انفسنا السنة لم يكونوا بمستوى هذا المعنى لانهم لازالوا محكومين بارقام التاريخ ونشوة الحكم وكانوا حتى اليوم يقابلون هذا النفس العراقي الخالص بكل الوان الاتهام والتسقيط والمؤامرات والارتهان الى الخارجي وحلم العودة الى السلطة حتى لو ابيد اكثرية العراقيين بما فيهم المرجعية الدينية وزعيمها المرجع الاعلى الامام السيستاني.اما الكرد وان كانوا اقل تاثيرا وحقدا الا انهم غير معنيين بتوجيهات المرجعية التي افتت في يوم ما وبوجه اعتى طاغية بحرمة الدم الكردي وكل ما يهمهم هو مصلحة الكرد ولا شيء غير ذلك حتى لو تطلبت هذه المصلحة الدخول في حرب مع الاكثرية ومرجعيتهم الدينية التي لا تفرق بين عبد الزهرة وكاكه حمه.

في الأشهر الأخيرة ابتلى العراق بطاعون داعش الإرهابي ولولا المرجعية الدينية وفتوى السيد السيستاني باطلاق الجهاد الكفائي للعراقيين لكان داعش اليوم في كل ركن وزاوية ولم يبق شبر من العراق الا واحتله ولم تبق غيرة او شرف او ناموس الا وانتهكه.فتوى المرجعية كما وصفها أصحاب العقل والحل الهام الهي اوقفت داعش بل بدأت بتحطيم أسطورة داعش وما هي الا ايام قليلة وتطهر كل أراضي العراق من رجس البغاة والإرهابيين.
الامر الأكثر روعة في توجهات المرجعية هو أبوتها ومساواتها للجميع لا تفرق بين سني او شيعي عربي او كردي مسيحي او صابئي دون ان تنتظر من اي طرف من هذا الجميع جزاءا او شكورا.

في أحاديث الكثير من السياسيين وقادة الكتل والفضائيات والصحف يتحدثون عن انجازات الجهة التي ينتمون اليها اما الأطراف الاخرى التي تدفع باعز فلذات أكبادها فلا مجال لذكرهم الا المرجعية الدينية فهي الجهة الوحيدة التي تذكر الجميع بذكر الخير والامتنان.
المرجعية لم تقف عند حدود الطائفة بل تجاوزت حدود الوطن فهي تشيد بانجازات البيشمركة وانجازات الحشد الشعبي وانجازات قواتنا الامنية في كل مناسبة ولن تتردد من الإشادة بالصحوات اذا ما منحوا ولائهم للعراق وتركوا لعبة المراوغة هنا وهناك.
لا شيء يربط المرجعية بالبيشمركة الا حقيقة الأبوة والانتماء ومتى ما انتمى الآخرين الى العراق فان ابوة المرجعية ستكون غطاءا وخيمة والتزاما.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك