من الخطأ أن يُختزل أي حزب، بشخصية سياسية أو حكومية، سيما إذا كانت تلك الشخصية ،تفتقد الإجماع، وتطوف حولها الشبهات، وهذا ما حصل في الأنظمة الدكتاتورية، كنظام البعث، الذي إختزل الحزب بالطاغية صدام، فسقط الحزب بسقوط رمزه وقائده، وصار تنظيما إرهابيا يعمل في الظلام.
إرتبط منصب الأمين العام لحزب الدعوة، بمنصب رئاسة الوزراء، وليس بآلية ديمقراطية، فأختطف المالكي المنصب لثمان سنوات، وما يزال متشبثا به، كما تشبث برئاسة الوزراء، التي زحزح عنها بصعوبة بالغة.
بعد أن تزعم المالكي، رئاسة الوزراء ورئاسة الحزب معا، إستغل السلطة والنفوذ، فقرب ألنسباء والمقربون، وأبعد الدعاة الحقيقيون، وإنغمس بالسلطة وبريقها، فتحول الحزب إلى تنظيم مشلول لا يقوى على الحركة، لم يزدد فردا عقائديا واحدا، نعم إزداد الإنتهازيون، وعلا نجمهم، وصاروا متحدثين بإسمه، ونصبوا أنفسهم كمدافعين عن الطائفة المظلومة، والطائفة براء منهم وهي ليست بحاجة الى المشمولين بالإجتثاث والفساد، وفي الحقيقة أنهم ناطقين بإسم الظالم، وليس بإسم المظلوم، وأكتفي هنا بالإشارة، عن ذكر الأسماء المعروفة لدى الجميع.
إن البطانة السيئة، هي أكثر ما يفسد الحكام؛ لأنهم يزينون الخطايا، ويلبسون الباطل ثوب الحق ،ويدلسون الحقائق، إنهم شياطين الإنس، فأحاط صاحب"الفخامة" نفسه بهم، فزاغ بصره عن رؤية الحق، وأصم أًذنيه عن سماع النصح، فصار كالذي "يتخبطه الشيطان من المس".
يبدو أن رياح التغيير، تسير بسرعة هادئة، فتغير رئيس الوزراء، الى فخامة النائب الأول للرئيس، وبتوجيه علني وسري شفهي وخطي من المرجعية العليا، وبتنفيذ مباشر من التحالف الوطني، وقواه الفاعلة، التي رفعت ذلك الشعار، ورفضت كل إغراءات الزعيم وإمتيازاته، وأصروا على عدم كسر إرادة المرجعية، فتحقق التغيير، بعد أن كنا على "شفا جرف هار".
لم يقف هبوب هذه الرياح، عند هذا الحد، بل سمعنا حديثا مؤكدا وجدي، بإعادة قيادة الحزب المختطفة، الى الدعاة الحقيقيين.
على فريق حزب الدعوة الإصلاحي، التعلم من تجارب الآخرين، حتى وإن كانوا أصغر سنا منهم، حيث أستطاع أحد الزعماء الشباب، أن يقود تنظيما عريقا، ومن أشهر التنظيمات، على مستوى العراق، الذي مر بمنعطفات خطيرة، خسر أبرزقائدين ورمزين من رموزه، كان أشبه بزلزال، لكنه بعد أن هبط التنظيم،عاد به إلى الصعود، بعد إصلاحات وعمل دؤوب، فصار قبلة للسياسيين، على إختلاف مذاهبهم ومشاربهم، إنه رجل شاب، لكنه مثل أمة بوسطيته، فكان مصداق قوله تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً).
إن إستئصال الورم الخبيث، من جسم المريض من البداية، يعطي أملا بالشفاء، وإلا سينتصر الداء على المريض، وعلى الدواء، حينئذٍ لن تنفع ندامة النادمين.
https://telegram.me/buratha