إن من يملك العدة والعدد والمال والمدد،لايعني أن النصرحليفه دوما،وإن من يفتقدهذه المستلزمات،فالهزيمة والخسران،هوالمصيرالمحتوم،إن الواقع والوقائع سواء من الماضي أو الحاضر،تبين خلاف هذه القاعدة في مواقف عديدة، وحتى القرآن الكريم في بعض الآيات أشار لهذا المعنى،منها قوله تعالى (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله) .
هنالك سلاح فتاك،من يتسلح به،لن تتمكن أي قوة التغلب عليه،ألا وهو سلاح الإيمان والصبر والتوكل على الخالق،ففي عهد الرسول (عليه وعلى آله الصلاة والسلام) تغلب المسلمون في معركة "بدر" ،وكان عددهم ( 313) رجلا،في حين كان عدد قريش وأتباعهم ثلاثة أضعاف عدد المسلمين .
إذا انكسرالجيش،وإنهار في الفترة السابقة، إبان سقوط الموصل،فعندنا الحسين (عليه السلام)الذي يزحف نحوه قرابة (الخمسة عشرمليون ) زائرا،فهي جيوش زاحفة،كانت الطغاة تخشاهم على مر العصور،ولكنهم جميعا فشلوا،في منعهم من التوجه الى سيد الشهداء (عليه السلام )،فذهبوا وزالوا،وبقي الحسين وذكره خالدا،وسيبقى الى يوم يبعثون .
لقد حقق أبناء الحشد الشعبي،والقوات الأمنية،إنتصارات كبيرة،من سامراء الى تكريت والعظيم وآمرلي المحاصرة،وأخيرا وليس آخرا،جرف الصخر،الذي صارجرفا "للنصر"، تلك المنطقة التي كانت عصية لثمان سنوات،لم تستطع الحكومة السابقة يوم كانت بأفضل حالاتها،من إحكام السيطرة عليها،وبقيت مكانا آمنا لتخطيط وتنفيذ العمليات الإرهابية،وكانت تمثل تهديدا حقيقيا لبابل وكربلاء،إلى أن دخلها الأبطال والغيارى،وبدعم من المرجعية الدينية،التي كان رجالها في الميدان فزاد الزخم المعنوي،وتحقق الإنتصار.
إن النصر المعنوي،أهم بكثيرمن النصر العسكري،الذي يفتقد الروح المعنوية،لأنه يعني هزيمة نفسية للعدو،الذي طالما أستعمل هذا السلاح،وحقق بعض النصرفيه،وصرنا من حيث لانشعر، ماكنة إعلامية للعدو،ونردد الحديث عن قربهم من بغداد،وتهديدهم للمطار، بل أخذ البعض يفكر في مناطق آمنة، في جنوب العراق كي يلجأ إليها عند الشدائد .
إن الدواعش اليوم في تقهقر وتراجع مستمر،نتيجة الضربات الموجعة،التي تلقوها من أبطال الحشد الشعبي وقواتنا المسلحة،إنهم اليوم يحتضرون،وربما سيطول إحتضارهم بعض الوقت ولكن أرض العراق،ستكون أكبر مقبرة جماعية لهم،وإلى جهنم وبئس المصير .
لاينبغي العجب بالنفس؛لأنه آفة خطيرة،وإن حققنا بعض الإنتصارات؛لأن المعركة مستمرة والحرب لم تضع أوزارها بعد،وهذا ما وقع فيه المسلمون الأوائل،حيث ورد في الآية الكريمة (ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم توليتم مدبرين ) .
https://telegram.me/buratha