"لودامت لغيرك ما وصلت إليك"،هذا المثل ينطبق على كثير من المسؤلين،الذين يضنون دوام حالهم،في المناصب التي تولوها،فبنوا أحلامهم على تلك الضنون . إن أحد المسؤلين الكبار في الدولة،لم يرضخ لإرادة المرجعية الدينية،وبقى متشبثا بالسلطة،ولم يتنازل، حتى عزل وصار الأمر واقعا حتميا،وأنكسرت تلك المعادلة البائسة .
بعد زوال صاحب الوكالات من السلطة،أصبح الطريق ممهداً،لإختيار أشخاص أُصلاء بدل الوكلاء،وبالفعل تم إختيار وزيرين أمنيين "للداخلية والدفاع " حضيا بقبول وطني واسع،ولم تعترض أي جهة عليهما،وهذا مايحسب للتحالف الوطني ،ورئيس الوزراء،الذي إستطاع في شهرين،مالم يستطع تحقيقه سلفه في أربع سنوات.
منذ اليوم الأول لإستلامه وزارة الدفاع ،أعلن الوزيرعن مطالبته إقليم كردستان،تسليم المطلوبين بتهم الإرهاب للحكومة العراقية،وهذا ما يدل على أن الوزيرجاد في مكافحة الإرهاب والتطرف،أياً كان مصدره،إضافة الى ما يملكه من" سيفي" يؤهله في ذلك .يبدو أن وزير الداخلية،أمام تركة ثقيلة،فالوزارة خاوية،لايكاد يخلوأي مفصل منها من الفساد،ولكن الوزير إن طبق ماأعلنه،بالعمل بمبدأ الثواب والعقاب،ومحاسبة المقصرين والمفسدين،فالنجاح حليفه،سيما وهو ينتمي لمنظمة لها تاريخ في الجهاد،ومقارعة التكفير والإرهاب حتى يومنا هذا .
بعد الإعلان عن إكتمال التشكيلة الوزارية،تشكلت لجنة من الكتل السياسية،لجرد المناصب والهيئات المستقلة التي تدار بالوكالة،والتي ينتمي أغلبها لجهة سياسية واحدة،أوبالتحديد لشخص واحد ،وإعادة توزيعها بين الكتل السياسية طبقا للإتفاق السياسيي الذي سبق تشكيل الحكومة .
لحد الآن يبدو أن رئيس الوزراء يسير في الطريق الصحيح ،ومنسجما مع التحالف الوطني،وغير متجاوز له وإن الخطوات الإصلاحية،التي قام بها خلال المدة القصيرة،تستحق الإشادة والثناء، ولكن أمامه طريق طويل مليئ بالأشواك ، إذا أستمر على ذات النهج،سنصل الى بر الأمان بإذن الباري عز وجل .
https://telegram.me/buratha