نجحت المرجعية الدينية في دعوتها للتغيير، بعدما لبت الكتل السياسية تلك الدعوة، ليس للمصالح الحزبية والفئوية، وأنما تشعر أن حكومة العبادي أنجبتها المصلحة الوطنية وهيبة سيادة العراق، ربما ينتقد البعض أن تصدي فلان للوزارة الفلانية أو أسناد الوزارة المعنية لشخصية بغير أختصاصها، "هذا حق ولكن أريد به باطل" فحكومة العبادي تشكلت تحت ظروف وتحديات كبيرة ليس بين الكتل السياسية كما كان سابقا، أنما تحدي العصابات الأرهابية كان أكبر، وقد أنجبت تلك الولادة في عاصمة العراق وليس في مكان أخر قد تطعن أن شكلت به، فالحكومة التي شارك الجميع في ولادتها بدون أستثناء أو أقصاء، ولم ترحل أو تسند بالوكالة أي من مفاصلها لأي سبب كان، ولم يمضي مخاضها بيسر دون التدخل الخارجي رغم أن هذا التدخل كان إيجابي لمصلحة ورغبة العراقيين هذه المرة ولم يكن لمصالح الدول الأقليمية، فأنها حكومة تحديات بلا شك.
وأن من المستحسن أن تضم هذه الوزارة أقطاب السياسة العراقية وهذا موطن قوة لها لا ضعف، حيث أن الشخصيات الوطنية ورؤساء الكتل السياسية جمعتهم كابينة تنفيذية واحدة، ولم يستبعد أي طرف مهما كان ولأي سبب كان فكانت فعلا "حكومة الفريق القوي المنسجم" ليس من باب تقسيم الكعكة أنما من باب تقاسم الأدوار، لذا فأنها وزارة قوية متكاملة، ليس وزارة أحزاب دون الأئتلافات، وليس وزارة مناطق ومحافظات دون أسم العراق الواحد الموحد، كما أن العبادي لم يقود حكومته قبل معرفة مسارات عملها لأربع سنوات قادمة، لذا أتفق الجميع بأن البرنامج الحكومي الواضح يمثل خطة عمل الوزارة على أن يعالج ملفات(الأمن والأقتصاد والخدمات والفساد)، لذلك أصبح من أول أولوياتها الأتفاق عليه قبل المضي الى غيره.
فكان واضح هناك فرسا رهان يتسابقان على نجاح أو فشل ولادة هذه الحكومة، تتمثل في عنصر الزمن ورهان الفاشلين وتسابق المفاوضين معها على الخروج بحكومة الأقوياء، التي تمثل تحديا، أما نجاح التغيير أو الفشل والعودة الى ما قبل (30 / 4) ، الا أن الأرادة والأصرار والعزيمة لدى المفاوض العراقي، وتقديم مصلحة العراق، وتحقيق رغبة المرجعية الدينية، أوجدت قناعة كامل لدى الجميع، هي أن بوحدة الكلمة والموقف ينتصر العراق، وبالأعتماد على النهج الأحادي في الحكم يجعل العراق كما هو بعد (10 / 6)...
https://telegram.me/buratha