المقالات

الاعلام الوطني بمواجهة الاعلام الداعشي

699 16:53:21 2014-08-05

يقول: الدكتور - علي الوردي ( 1995-1913) عالم الاجتماع العراقي المعروف في كتابه - دراسة في طبيعة المجتمع العراقي - (( إن من أهم العوامل الفعالة التي ساعدت على استفحال ازدواجية الشخصية العراقية هو ما اتصف فيه أهل العراق من ميل للجدل وولع به.. الواقع إن النزعة الجدلية كانت ولا تزال قوية في العراق ولعلها أقوى فيه منها في إي بلد عربي أو إسلامي أخر)).

هذا القول ينطبق اليوم على الخطاب الإعلامي لدى الكثير من الفضائيات العراقية التي انتهجت خطاب التضليل السياسي وإثارة الفتنة بين الطوائف والقوميات العراقية لتغريرهم وتجهيلهم بعيدا عن لغة العقل باعتبارها لغة مفضلة في خطاب الوعي ومقبولة عند الجميع.

إن مشكلة الخطاب الإعلامي لدى أصحاب التوجهات الطائفية هي الحالة العاطفية الطاغية على هذا الخطاب والحالة الشعارية وحالة الانغلاق على الرأي الأخر بعد رفضه رفضا مطلقا إلى حدود التكفير واستباحة الدماء التي حرمها الله تعالى , وكما هو معروف إن العاطفة جزء ضروري من خطاب الجمهور ولكن من الخطاء الاقتصار على لغة العاطفة في خطاب الجمهور ولا بد من استخدام لغة العقل واحترام ثقافة الأخر وتقبلها بصدر رحب , كذلك احترام شهدائه الذين يقدمهم يومياً فداً للوطن والدين وإطلاق عبارة شهيد عليهم بدل من قتلى و ضحايا.

إن ثمة إخطار وضلالات تنشى عن الخطاب الإعلامي , مثلا خطر التفكير بالكلمات الببغائية وخطر الكلام الفارغ الذي تطلقه بعض الفضائيات العراقية أمثال قنوات ( بغداد, الغربية , الشرقية , العراق ألان , الفلوجة , سامراء , الموصل , الرافدين , التغيير ) وأخيرا التحقت بهم قناة البابلية التي كانت توصف بالمعتدلة أو ما تسمى العلمانية .أغلبها تبث من خارج العراق , لكن جميعها معروفة بنزعتها الطائفية السياسية المقيتة. .

كما إن هناك مجموعات سياسية وإعلامية تتظاهر بالحرص على الديمقراطية وحقها في النقد عندما يكون من مصلحتها شَهر هذا السلاح خصوصاً عندما تكون في موقع ادني , تعاني فيه تسلطا وضغوطا من الموقع الأعلى لكنها سرعان ما تتنكر لهذا الحرص عندما تنتقل إلى الموقع الأعلى ويرفع عنها كابوس الضغط لتمارس تسلطا يفوق التسلط الذي تعرضت له وتكمم الأفواه التي تحاول النقد وتستهدف ذكر الأخطاء لان الكثير منهم لم يتعود ألا على رؤية السلبيات والشك في كل تصرف والتعامل مع المواقف من خلال نظرة مدانة تفترض النوايا السيئة بالآخرين . 

إن للمثقفين اليوم أدباء كانوا ومفكرين دورا أساسيا في بعث نهضة ثقافية وطنية شاملة تتناول تعديلا جوهريا للمفاهيم العامة وطرائق التفكير والتصرف وهذا الدور هو الذي يجب إن يرسموه بأيديهم وان يشرعوا بتنفيذه على غير تمهل أو تأجيل لان عليه تبنى محاولة التحرر الصادق لشعبنا الأصيل المستعد للتحرر من الأفكار البالية التي غزت العراق من دول الجوار وتريد بناء - أمارة داعشية -على غرار أمارة طالبان في أفغانستان .. لنشر الفوضى والعمليات الانتحارية والقتل على الهوية تحت راية علمهم الأسود المتمثل بسواد بصيرتهم, وما هو ألا صراعا بين القوة والضعف وبين العلم والجهل في ادني منطق صحيح. 

فعلى إدارات الفضائيات العراقية تلك إن يتقوا الله في الخطاب ولا يبتغوا مرضاة طوائفهم وأحزابهم فقط فقد يكون فيهم من يستجيب للشعار والعاطفة وقد يكون الخطاب الطائفي والشعاري أسرع قبولا في وسط الجمهور ولكنه خيانة للوطن وللدين نفسه

وأخيرا أقول : لن يستطيع البغدادي وأعوانه ومروجي الفضائيات المشبوهة تحقيق أهدافهم في ظل نظام حكم قوامه ملايين الرجال من قواتنا المسلحة وغيارا العراق ومتطوعي الحشد الشعبي وعشائرنا العربية الأصيلة في تكريت والموصل والانبار وديالى.. وسيرى الداعشيون وأعوانهم أي منقلب ينقلبون ؟.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك