المقالات

العراق من قادسية صدام الى قادسية عزة الدوري

3723 00:39:59 2014-08-05

واحده من اكبر ويلات القرن العشرين التي مرت بها منطقتنا العربية والإسلامية هي الحرب العراقية - الايرانيه , التي شنها نظام البعث على إيران تحت مسمى ( قادسية صدام ) تلبية لرغبات دولية وخليجية بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران والإطاحة بنظام شاه إيران ( محمد رضا بهلوي) في 12 شباط عام 1979, كانت حربا بالنيابة شنها صدام وحزبه الفاشي وجند لها الملايين من أبناء العراق المقهورين كما سخر لها كل إمكانيات العراق الاقتصادية طيلة ثمان سنوات ( 1980 1988م ) , لم يجن منها العراق سوى الخراب والدمار, بعد أن خلفت ورائها بلدا خربا اقتصاديا واجتماعيا وعسكريا, وأكثر من مليوني ضحية بين قتيل ومعوق ومفقود .. استمرت ويلاتها إلى يومنا هذا الذي نرى فيه بلدنا محتلا من نفس القوى التي أمدت صدام بالعون من اجل إشباع نزعاته المتطرفة, ونفس الدول العربية التي مولت صدام بالمال والعتاد اليوم تمول المنظمات الإرهابية بالسلاح والمال لقتل الشعب العراقي مرة أخرى.
في حينها وتحديداً في 16/10/ 1980 التحقت في خدمة الاحتياط بالفوج الأول لواء المشاة الآلي 27 التابع للفرقة الإلية الأولى - الفيلق الرابع الذي مقره محافظة ميسان / جنوب شرق العراق ..حملت بندقيتي لمدة ثمان سنوات متتالية على خط النار بل وأحيانا بالأرض الحرام في مناطق الشوش دزفول ومندلي وشرق البصرة , نعم لم يكن خياري المشاركة بهذا الاقتتال وإنا موظف في وزارة النفط , ولكني كنت أشارك مئات الآلاف من الجنود الاحتياط مواليد الخمسينيات شباب العراق المتواجدين في جبهات القتال الممتدة على الحدود الإيرانية العراقية لأكثر من 1200 كم طول , جميعنا لم يكن يريد للحرب بالاستمرار ولكن الإعدامات الجماعية للهاربين من الخدمة العسكرية واعتقال ذويهم وزجهم بالسجون وقطع رواتبهم , احد أهم أسباب استمرارنا بالخدمة العسكرية إضافة إلى غطرسة القائد الضرورة وعقوباته الجماعية أدت إلى إن ندفع بأعز أيام شبابنا بين القصف والقصف المتبادل ونحن نرى قوافل القتلى ملفوفة بالعلم العراقي تتجه صوب المدن ولا نعرف متى يكون دورنا نحن لكي نلتف بقماش العلم العراقي لندفن في مقبرة وادي السلام في مدينة النجف الاشرف. ولا أنسى أبدا يوم أعلن وقف إطلاق النار في 8/8/1988 كيف خرج العراقيون إلى الشوارع يحتفلون ويرقصون ويتبادلون التهاني لانتهاء الحرب التي لا يريدون لها الاستمرار.

وما تنتهي حرب حتى تبدأ حرب جديدة ولكنها حرب من نوع خاص ليست ضد إيران هذه المرة وإنما حرب احتلال - دولة الكويت وضمها إلى العراق كمحافظة عراقية ( المحافظة التاسعة عشر ).. عندما أطًلق القائد المهزوم على معركته الجديدة تسمية ( أم المعارك ) التي جاءت نتيجة اختلاف صدام مع دولة الكويت حول تسديد ديون تمويل الحرب مع إيران , واستمرت منذ عام 1990 م وانتهت بدخول قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا وبريطانيا العراق عام 2003م .. وكالعادة حملنا السلاح ضمن تنظيمات الحزب القائد المفروض علينا أيدلوجيا بالقوة, ونحن نقاتل العروبة دفاعاً عن الإسلام بعد أن قاتلنا الإسلام ثمان سنوات دفاعاً عن العروبة.
بعد احتلال العراق في نيسان عام 2003 م من قبل قوات التحالف الدولي اختفى أبرز رموز النظام السابق - عزة إبراهيم الدوري نائب صدام وأبرز معاونيه بعد إلقاء القبض على صدام وإعدامه من قبل الحكومة العراقية يوم 30/12/2006 أول أيام عيد الفطر المبارك... قامت القوات المسلحة الأمريكية في حينه برصد مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار أمريكي لمن يتقدم بأي معلومات تقود إلى اعتقاله أو قتله. بعد وضع صورته على كرت ضمن مجموعة أوراق لعب لأهم المطلوبين من قبلها، حيث كان المطلوب السادس للقوات الأمريكية. نسب له الإشراف على الكثير من العمليات المسلحة. وقد نسبت له مجموعة من التصريحات التي تدعو قطاعات مختلفة من الشعب العراقي لمقاومة الأمريكيين. أعلن حزب البعث العراقي نبأ وفاته في 11 نوفمبر 2005 ولكن الحزب نفى ذلك لاحقا. كما زعم أنه تقلد منصب الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي - القطر العراقي بعد صدام حسين. وفي أواخر سنة 2009 زعم أنه قام بتشكيل - جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني - المكونة من تحالف القيادة العليا للجهاد والتحرير وجبهة الجهاد والخلاص الوطني, ليقود قادسية جديدة ليست ضد إيران هذه المرة وإنما ضد الشعب العراقي عموما والشيعة خصوصا الذين يتهمهم بأنهم صفويين وفرس مجوس حسب معتقداته الشوفينية المتهرئة التي ورثها من فكر المقبور صدام والصليبي ميشيل عفلق مؤسس حزبه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك