الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي يمثل الدوبلماسية الدولية، يعلن من عاصمة الشيعة (النجف الأشرف) بأنه يتشرف ولأول مرة بلقاء المرجع الأعلى السيد السيستاني، الذي يحترم العالم بأسره توجيهاته وأرشاداته وينتظر الجميع البيانات الصادرة من مكتبه في كل جمعة، لما يوصف به الإمام السيستاني من صفات قل وجودها في هكذا رجالات، وهي الحكمة التي تعتبر رأس العقل لانها تدل على مخافة الله في كل الأمور، والتسامح في التعامل مع الأحداث لاسيما في تقبل جميع الشركاء بالوطن والدين والمذهب والقومية، والإلهام لأتباعه من الشيعة والعالم لما يتمتع به المرجع الأعلى من عطاء كبير لاسيما في دعاءه لحفظ دماء الأبرياء، وحماية الممتلكات العامة والخاصة، ومعرفة كيف التعامل مع الأحداث وفق الرؤية الصائبة والنظرة الثاقبة.
بان كي مون يؤكد بأن السيد السيستاني يدعو لمحاربة الأرهاب ضمن إطار الدولة وبالتعاون مع الجيش، حيث لم تكن فتوى الجهاد حالة لنفير عام بدون ضوابط، وأهم ما تدل عليه الفتوى هي محاربة الفكر التكفيري الأجرامي، وعدم التعرض للأبرياء والأموال العامة بحجة أنها غنائم، فيما لم يغب ماتعرض له العراقيون من نزوح جماعي من المناطق التي سيطرت عليها الجماعات الأرهابية، والكوارث التي تحدث يوميا من قبيل القتل والتهجير وأستباحه للاموال والحرمات والمقدسات، وتوثيقها رسميا بأعتبارها جرائم حرب ضد الأنسانية وأطلاع الرأي العالمي عليها، حيث لم يفرق الأرهاب بين مسلم ومسيحي أو عربي وكردي، وأهمها تعرض النازحين من الأقليات التركمانية والشبكية الشيعية لمآسي يومية بأعتبارهم من أتباع أهل البيت ع.
وبان كي مون الذي يمثل هرم السياسة الدولية يتحدث عن رفض المرجع الأعلى للخطابات الطائفية، والتي لم يجني منها العراق والمنطقة الأ التفرقة والأحتقان الطائفي والمذهبي، وهذا ما يكرره تباعا ممثل المرجعية الدينية في خطب الجمعة، وما دعى له الأمين العام من أيقاف الخطابات الطائفية للسياسيين، كانت وجهة نظر السيد السيستاني في ذلك، ولكن لا حيا لمن تنادي.
لذا فأن بان كي مون أستطاع أن يفهم ماذا تريد المرجعية العليا ؟ وكيف تفكر ؟ وماهي هموم ؟ المرجعية الدينية تريد حفظ دماء العراقيين من حرب أبادة، بدون أنفلات للوضع السياسي والأمني، وتبقى الأمور تحت طائلة الدستور والقانون، وأن يطلع الرأي العام على المعاناة الأنسانية للشعب العراقي، كما أن المرجعية ترفض المنهج الطائفي وتنتقد السياسيين الذين يتعاملون به ولم يهتموا بتوجيهات المرجع الأعلى.
https://telegram.me/buratha