قرأت خبرا مثيرا وقد استفزني اكثر لما علمت ان انه يتعلق بقوم دون قوم وسكوت اهل الحق عن الدفاع عن حقوقهم واظهار مظلوميتهم في خضم التهويل الاعلامي وتهافت المنظمات الدولية والبرلمانات العربية والاسلامية للتضامن فقط مع "غزة" التي رفع بعض من اهلها اعلام داعش وشتموا الشرفاء في المقاومة وقادتها باسم "اهل السنة في غزة" واطلقوا على سيد المقاومة تلك الوصفة الاموية الناصبية البغيضة "نصر الشيطان" والشيطان مزروع في كل شعرة في رؤوس الدواعش وحلفاءهم والمتعاطفين معهم ..هذا التضامن شمل اهل غزة ومسيحيو الموصل من اهلنا في محافظة نينوى وهم حقا مظلومين واصيبوا بنكبة الدواعش وبحاجة الى وقفة تضامن ولكن ليس هذا حديثنا وليس هذا ايضا بيت القصيد في المقال ..
الخبر يقول وقد نقله لنا احد مشايخنا الكرام والافاضل وهو من شيعة لبنان المؤمنين الاعزاء على وسائل التواصل الاجتماعي بان " البرلمان اللبناني سيعقد جلسة غدا للتضامن مع غزة ومسيحي الموصل ".. مع جملة اردفها خاصة لنا يقول فيها "فيما لم يذكر احدا مهجروا الشيعة في العراق وفي المجلس - اي البرلمان اللبناني - شيعة "الامام الخميني قدس الله سره" وشيعة الامام الصدر فك الله اسره" !!
والخبر الاخر قرأته بالصوت والصورة حول انعقاد جلسة البرلمانات الاسلامية في احد عواصم البلدان االمحسوبة على محور المقاومة وقد رفع المجتمعون صوتهم منددين بالعدوان الصهيوني على "غزة" ولم يذكروا شيئا عن مصيبة الشيعة التركمان في الموصل ومسيحيوها الذين هجروا من ديارهم بعد ان رفضوا شرطا للبقاء فيها وهو اعلان اسلامهم او دفع الجزية او تقديم رقابهم للسيف في حال رفض الخروج وعدم القبول بذلك الشرط وهم محظوظين في انهم لم يقتلوا بل خيروا بين الخروج او قبول الشرط.. اما الشيعة التركمان فلا شروط للبقاء او الخروج بل في كلتا الحالتين الذبح بانتظارهم لذللك تعرض المئات الالاف منهم - وليس المئات - للتشريد والذبح وحرق مساكنهم ومصادرة اموالهم وتفجير مساجدهم وحسينياتهم وتدمير مقدساتهم يهيمون مع اطفالهم ونسائهم في العراء ..
اقرأوا هذا الخبر - ليس من عندي - من هيومن رايتس وهو شذر يسير من جليد جبل حول مآسي والنكب باهلنا الشيعة التركمان ..يقول الخبر او التقرير :
((نسف مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش أربعة مساجد شيعية ونهبوا بلدتين قرب مدينة الموصل، بمحافظة نينوى شمال العراق، وفق منظمة حقوقية. ونقل تقرير صادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش، نشر السبت، عن السكان النازحين، إن عمليات السلب، التي بدأت يوم 24 يونيو/حزيران الجاري استمرت ثلاثة أيام، طالت بلدتي غوبا وشيركان، وتبعدا نحو 5 كيلومترات من ضواحي مدينة الموصل وتعرضت منازل التركمان الشيعة، في البلدتين إلى عمليات نهب وسرقة استمرت طيلة ثلاثة أيام، طبقا للمنظمة الحقوقية.
كما أمرت داعش 950 عائلة مغادرة البلدتين، حيث تعرض قرابة 40 من التركمان الشيعة للاختطاف على يد المليشيات المتشددة.، وفق ما نقلت هيومن رايتس ووتش عن سكان المنطقة. وزعم قرويون أن داعش سمحت ببقاء السكان السنة فقط في البلدتين. ويعم الاضطراب مناطق شمال وغربي العراق بعد سيطرة مقاتلي داعش، وبدعم من السنة، على حد مزاعم مصادر عراقية، على أجزاء واسعة من محافظة نينوى بالكامل في العاشر من يونيو/حزيران الجاري، بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها دون مقاومة.))
والغريب ان المجرم ليس فقط الداعش القادم من خلف الحدود بل من اهالي الموصل كما وصفت تلك المرأة المسيحية المهجرة وهي شهادة من غير الشيعة لما فعله أهل الموصل بحق ساكنيها من غير السنة حيث نهبوا وسرقو بيوت ومحلات الشيعة والمسيحيين وهجروهم وذبحوا نساءهم ورجالهم واعتدوا على اعراضهم ولم يسلم منهم حتى ذلك الشيخ الكبير الذي بلغ من العمر 80 عاما وذنبه فقط أنه لا ينتمي الى طائفة الدواعش((المنصورة))!
دماء الشيعة استرخصوها لدرجة لا يصدق في ان يكون الشيعي ذليلا حتى وان تعرض للهتك والذبح والتشريد فما عليه في وقت الحاجة الا ان يتحول الى مطايا للاخرين فيجبر ان ينسى مآسيه ويستذكر مآسي غيره وفي لبنان الفسيفسائي ولبنان المقاومة الشيعي التركماني لا قيمة له في ان يتضامن معه اهله ويدرج اسمه ضمن لائحة المنكوبين واي نكبة اكثر من ان تتعرض مدن وبلدان بكاملها للتشريد والاحتلال والقتل والاختطاف والذبح ..
ما تم قتلهم في غزة لم يتجاوز عدد شهداء تفجيران في حي من احياء الشيعة في الكاظمية او مدينة الصدر او تلعفر او طوزخورماتو.. فلماذا لم يحظى الشيعة بحظوة في بياناتكم ياشعب المقاومة في كل مكان!!
ولماذا يا اعضاء البرلمانات الاسلامية لم تدرجوا نكبة الشيعة التركمان وهم من الاقليات التاريخية المعروفة في العراق ؟؟
https://telegram.me/buratha