عمارطلال
الاقتصاد الاحادي مغامرة، ترتكبها حكومات الدول الجاهلة، بحق شعوبٍ مغلوبة على أمرها؛ لأن مثل هكذا سياقات مالية، عبارة عن "لامنهج" يعتمد القوت اليومي الهمجي، القائم على نظام "من اليد الى الفم" دأبا على ما كان يتبعه الإنسان الهمجي، في الغابة.. قبل تدجين الحضارة للبوهيمية الهوجاء.
يجمع قوته، بقطف ثمار الاشجار.. يأكلها، وعندما تنضب يموت؛ لأنه لا يعرف كيف يديمها، قبل النضوب، ولا يمتلك وعيا بكيفية غرسها، مكتفيا من الحياة بوجودها، وعند نفاد كمية اناتجها يفنى.
وتلك هي علاقة دول كثيرة بنفطها، الذي لا تعرف كيف ساح تحت سطح أرضها... ولو تعافت الدول النفطية المضطربة.. نحن في العراق، وايران وليبيا وفنزولا، وسواها، تضافرا مع تسارع عمل المختبرات العلمية، في الوصول الى الطاقة البديلة، سينخفض سعر برميل النفط، من مائة وعشرين دولارا، الى بضعة سنتات، وقد تبسط الدول النفطية ببضاعتها متوسلة بـ "المشترية".
مع نضج التجارب العلمية المتلاحقة.. تتابعا، على قدم وساق، لتنحية النفط من سباق الطاقة.. إقصاءه عن الصدارة، ليتخلف كالفحم وأشد تراجعا؛ إزاء الطاقة النظيفة المستحدثة.
في المستقبل سينحني ملك صلف، يتخضع ذليلا للدول المستهلكة: "ورائي شعب جائع" بما لا يمت بصلة لسلوكه اللا إنساني، وهو ينفق على عصابات سلفية مجرمة، أقلقت شعوبا تنشد الامان؛ فيتعمد الاسهام بحجبه عنها.
وقد يصل الرخص، حد التوصيل.. فهي حينها تفترش الارصفة، مدللة بإستجداء، على بضاعتها، في براميل، تعرض مناقصة: "البرميل بخمس سنتات.. ثلاثة.. البرميلين بسنت واحد.. وكل برميلين فوكاهن ثلاثة براميل هدية واصلة".
بعض حمقى البترول الحاليين، سيبيعونه بلقمة شعوبهم، وراقصة حسناء، لمدة ساعة، تبهج جلالة الملك، ما يعني كي تظل هذه الممالك تأكل بشراهة وتتلذذ بالحسناوات، ان "تجوز" من اقلاق محيطها الدولي، وتتجه لبناء بلدانها، بدل انفاق الاموال الطائلة، على قتلة، يُعمِلون السلاح، في شعوب لاذنب لها، سوى تفاوت أداء الصلوات.
تنويع الاقتصاد، من ريعي أحادي، الى متفاعل، ذي مصادر متعددة، غير مترابطة، كي لا يؤثر هبوط الصناعة على الزراعة، ولا تتأثر السياحة بالمعادن، كفيل بضمان المستقبل، وسواه جهود جاهلة فاشلة.
اما نحن.. العراقيون، فشعب يقف على ارض تحتها طبقة مياه جوفية تليها طبقة آثار ثم بترول قريب من السطح.. يكاد يتدفق من دون حفر، وثروات لا حصر لها، من باطن وسطح الثرى.. بتروكيمياويات وسياحة وزراعة ومياه وزجاج وغاز وفوسفات وزئبق وكبريت، والقناة الجافة التي ستقبض على تجارة الكرة الارضية من عنقها.
كل واحدة من ثرواتنا تلك، ابلغ من النفط.. تكفي لتحقيق رفاه خمسة شعوب اضافة لنا، إذ حدثني صديق من الانبار، ان رمال الصحراء الغربية.. كلها، صالحة لأن تتحول زجاجا، ايده صديق مهندس بالقول ان العراق لو اشتغل على رمل الزجاج السافي في صحرائه، لغطى الحاجة العالمية بوفرته وجودة نوعيته؛ فهو لا يحتاج المرحلة التي تستنفد الكلفة، موضحا: "دول العالم ستتوقف عن الانتاج في داخلها وتستورد زجاجا من عندنا؛ لأنه ارخص من حيث الكلفة وافضل من جانب الجودة".
وسرب لي صديق من الرمادي ايضا العثور على كميات من اليورانيوم، في محافظته، تكفي لتشغيل مفاعلات العالم كله.. أتدري اية نعمة نرفل بها غير شاعرين، و... "أتدري اي حزن يبعث المطر" إذ نعيش كالجمل "يحمل ذهبا ويأكل عاقولا" و"كالجمل يحمل أسفاراً" في حين من حولنا عمرو بن العاص يتناسخ في دول تكشف سوءآتها لنا كالكلب إن حملت عليه يلهث وإن...تركته يلهث
https://telegram.me/buratha