عمار العامري الباحث في الفكر الأسلامي السياسي المعاصر
أن مفردة أحزاب ورد ذكرها في القرأن الكريم، كمصداق بوجود عمل سياسي يمثل القيادة الدينية والشرعية في هذا المضمار، فكان هناك حزب الله الذي وصفهم القرأن الكريم بأنهم الغالبون، لأنهم يمثلون أهل الحق، وفي المقابل عبر عن الخط المنافس لهم بحزب الشيطان الذي يمثل أهل الباطل.
ليصبح الإمام علي"ع"وشيعته هم المدافعون والمحامون عن الحق وأهله، وقد أشار الرسول الأكرم"ص"بأنهم هم حزب الله، أما أعداءهم فأصبحوا يمثلون الباطل أو حزب الشيطان، وتستمر الأحداث في صراع المعسكرين ليصل الخلاف أوجه في أحداث كربلاء، ليكونوا جماعة أو "شيعة علي"هم الواجه السياسية لخط الإمامة حتى غيبة الإمام المهدي"عج" لتبدأ مرحلة جديدة في حياة الشيعة،
حيث أصبح"رواة حديث أهل البيت ع" أو ما أصطلح عليهم لاحقا بالمرجعية الدينية هم القيادة الشرعية والدينية والسياسية للشيعة الأثنى عشرية، وبعد تطور الحياة في كل مجالاتها، تبنى بعض مراجع التقليد وعلماء الدين بعض الأحزاب والشخصيات لتمثيلهم في الحياة السياسية، حيث يصبح ذلك التيار السياسي ورجاله هم الواجه السياسية للمرجعية الدينية، مادام ذلك الحزب يتبنى في أهدافه وتطلعاته روئ المرجعية العليا في تقديم الخدمة للمجتمع، ومتى ما نحرف الحزب عن مساره وبات لا يهتم بتوجيهات المرجعية ولا يتبنى لرؤياها، بات يمثل أما عدو لها أو منافس لتطلعاتها، حيث يصدق أن نطلق عليه بالفرقة البترية، لذا فأن الأعم الأغلب من الأحزاب الأسلامية الآن، أما مخالف للمرجعية العليا لعدم تنفيذ توجيهاتها أو بترية أي أبتعدت عن المرجعية الأم وأصبحت تبحث عن مرجعيات أخرى، ويبقى أن نؤكد أنه لابد من وجود فرقة ناجية تمتثل لرأي المرجنعية الدينية، وتكون واجهتها السياسية في التمهيد الحقيقي للظهور المقدس، ومن المؤكد بأن أغلب الفتن ستحدث بسبب الأحزاب والجماعات والتيارات الأسلامية التي تخالف رأي المرجعية العليا وسوف يكون أولئك أعداء للإمام القائم"عج" فمنهم من يساند السفياني حتى ينقلب عليهم ويقتلهم، أو ينحرف بأدعاءه المهدوية أو اليمانية، أو سيظهر بوجه الإمام المهدي"عج" في ظهر الكوفة وهم من يقولون له:(أرجع يا أبن بنت فاطمة لا حاجة لنا بك).
وعليه ليس كل التيارات السياسية مرفوضة، ولا يمكن العمل معها، خاصة أذا كان هناك جهات تعمل ضمن التكليف الشرعي، ولديها أطروحات سياسية ووطنية تخدم من خلالها المجتمع والأمة، ولكن يبقى التشخيص والتمحيص هو سيد الموقف والمنقذ من الفتن، كون أن العمل بالمجال السياسي سيكون له دور في التمهيد للظهور المقدس، وبناء دولة العدل تحت رأية الإمام المنتظر"عج" وبذلك فأن حزب الله هم الغالبون، كون أطروحتهم ورؤيتهم هي الدفاع عن الأسلام وأقامة دولة الحق المرتقبة، وهم الذين ذكرهم القرأن الكريم.
https://telegram.me/buratha