حسن الراشد
لعل من التناقضات التي تعيشها الساحة الفلسطينية رغم كل الدعم الذي يأتيها من محور المقاوم والمحارب للارهاب بكل انواعه اسرائيليا كان ام داعشيا هو عدم قدرة قادتها من استيعاب حجم التحولات التي تعيشها المنطقة وخطورة المرحلة التي تمر بها وتماهي اؤلئك القادة مع الشعارات التي ترفعها دولة الخلافة الداعشية الاسرائيلية التي حرمت على نفسها مقاتلة اسرائيل واوجبت في المقابل "الجهاد" ضد المسلمين شيعة وسنة ولم تستحي المجاهرة في ذلك .
وفي هذا الصدد لم يستحي قادة هذا التنظيم الاسرائيلي بامتياز اي "دولة داعش اليهودية" من البوح عن سر لطالما كان خافيا الا ان الحمقى منهم ولشدة حمقهم كشفوا عنه وقالوا جهارا للاعلام وعلى مواقعهم الرسمية عندما سألوا عن السبب في تقاعسهم نصرة الفلسطينيين ورفضهم مقاتلة اسرائيل رغم الاصوات الفلسطينية المنادية لذلك ، اجابوا بكل وقاحة وحماقة وخباثة :
(( "والجواب عند صلاح الدين الأيوبي ونورالدين زنكي حين قاتلا الشيعة في مصر والشام قبل القدس، وقد خاضا أكثر من 50 معركة قبل أن يصل صلاح الدين إلى القدس، وقد قيل لصلاح الدين الأيوبي: تقاتل الشيعة الرافضة، الدولة العبيدية في مصر، وتترك الروم الصليبيين يحتلون القدس؟..
فأجاب: لا أقاتل الصليبيين وظهري مكشوف للشيعة"!!
هذا الاعلان والموقف يكشف خطورة هذه العصابة ودورها الاسرائيلي في توجيه بوصلة الصراع نحو قتال الشيعة والفتنة الطائفية ونشر الحروب في بلاد المسلمين والاخطر من ذلك هو تماهي الشارع الفلسطيني المسكين مع شعارات هذا التنظيم الاسرائيلي الذي غرس فكره الاستئصالي العفلق اليهودي في عقل البعثيين الصداميين لينتقل الى الجسم الوهابي فيخرج من رحمه "الخليفة" القينقاعي الذي يدعوا اليوم الى قتال المسلمين بدلا عن الاسرائيليين وقد انطلت هذه الخديعة على الفلسطينيين وهم في اوج معركتهم مع اسرائيل فاذا بهم يرفعون رايات الدواعش في مسيرات تشييع جثث قتلى القصف الداعشي الاسرائيلي !.. أليس هذا ما يثير الاستغراب وعلامات اكثر من سؤال في ان الساحة الفلسطينية مازالت فكريا وسياسيا مأزومة في اغلبها بالفكر الداعشي ومتورطة في التماهي او التقاطع مع شعاراتها الطائفية العنصرية وفوبيا الشيعة التي تحيط بمجمل التنظيمات الفلسطينية الرئيسية "المقاومة" .
داعش في غزة ليست مزحة ولا عنوان فكاهة او ترويج دعاية بل هي حقيقة يشرف بدقة على تكريسها الاسرائيليون في كل بقعة من بقاع البلاد التي يشكل السنة غالبية سكانها وذلك لحرف بوصلة الصراع وتوجيها نحو اهل "الملة الواحدة" ان لم يكن ضد الشيعة فهو بالتأكيد سيكون ضد السنة انفسهم لان الخنجر الداعشي هو في الاساس خنجر يهودي يطعن في الظهر ولا يقبل المواجهة لا في السر ولا في العلن مع اسرائيل وقد اعلن هذا التنظيم الاسرائيلي الداعشي على صفحته عبر تويتر في رسالة واضحة بلا غموض نقلتها وسائل الاعلام العربية والاجنبية المختلفة ان " الرسل والصحابة اشرف الناس امرونا بقتل المرتد "!
وعندما يسألون عن أسباب القعود عن قتال إسرائيل، يقولون"الجواب الأكبر في القرآن الكريم، حين يتكلم الله تعالى عن العدو القريب، وهم المنافقون في معظم آيات القران الكريم، لأنهم أشد خطرًا من الكافرين الأصليين.. والجواب عند أبي بكر الصديق، حين قدم قتال المرتدين على فتح القدس التي فتحها بعده عمر بن الخطاب"!!
اذا هدفهم واضح وهو حماية اسرائيل وليس قتالها تحت هذه العناوين المخادعة والكاذبة والفاحشة والتي يؤسف لها ان ينجر اليها الشارع الفلسطيني برفع رايات داعش اليهودية يوم امس وهم يشيعون جثث قتلى القصف الاسرائيلي ..
داعش لم يستنكر على ربيبته القصف اليهودي على غزة وتدمير المنازل على ساكنيها والدول العربية الداعشية صامتة صمت القبور والدولة الوحيدة التي ترفع صوتها مستنكرة هي ايران الاسلامية عبر لسان رئيس جمهوريتها ووزير خارجيتها الذي يرفع رسالة الى بان كيمون يذكره فيها بخطورة ذلك على امن المنطقة دفاعا عن الفلسطينيين ولوقف المجازر ضدهم وهذا الامر لم يحصل من ايران حتى لشيعة تلعفر عندما احتل الداعشيون الموصل وذبحوا شيعة المحافظة وفجرو ودمرو مساجدهم ومساكنهم ومقدساتهم .
ان هذا التماهي مع داعش يثير الكمد والحزن وفي نفس الوقت يبعث على التساؤل عن السر في مثل هذا الاصرار في التماهي مع شعارات هذا التنظيم اليهودي الغاشم والفاجر وفي ذات الوقت عدم الاتعاظ من تجارب الماضي المرة والانجرار خلف شعارات هذه العصابات الاجرامية التي تدعمها ذات الانظمة التي تدعي "دولة الخلافة الداعشية" انها تقاتلها وتعتبرها مرتدة !
انها عملية تشويش واختراق يهودي داعشي لهذا الشارع المخدوع وتقديم مبرر لدولة "الخلافة الاسرائيلية" في تل ابيب للانغماس اكثر في قتل السنة في غزة بحجة وجود الارهاب الداعشي .
https://telegram.me/buratha