الحق المهتضم
لا أدري اعاتب من ؟ و اخاطب من ؟ اعاتب من أسموهم رجال الدولة و السياسة في العراق الجريح الذي أبتلي بهم ؟ أم بالهمج الرعاع الذين إنتخبوا هؤلاء الشواذ ؟
هل هي أزمة أخلاق ؟ أم أزمة وعي و ثقافة ؟ أم كليهما دعت الى أن يمثل هؤلاء شعب بلد المقدسات ؟
أم أن الأكل مع معاوية أدسـم ؟
قد يبرّر البعض أنه لا يعرف ماضي هذا المرشح أو ذاك ! لذلك وقع الإختيار على كل من يرفع شعار خدمة البلد أو العشيرة التي إنحدر منها . و هذا هو المنطق السائد في العالم اليوم ! فمصلحة الفرد فوق مصلحة الشعب و الوطن ! و من يقدّم أموال السحت على فتات الموائد هو الأفضل كائناً من يكون .
لذلك لا تجد بل لن تجد حّـلاً جذرياً لمعاناة الشعب و المعدمين و لن تقوم قائمة للشرفاء و سيكون مصير الوطن من سئ الى أسوأ . و ستعلوا أصوات النشاز من المنبوذين و ستلتهب ظهور المحرومين و عوائل الشهداء بسياط الجلادين و سيعود ( بل عاد ) البعث بثياب النسّـاك و كثرة المحابس و اللحى الصناعية .
و هنا لا يصح أن يشتكي الفرد و يشكو لخالقه ظلم من أرادهم هو بمحض إختياره .
و هناك شواهد تأريخية و تجارب مرّت بها كل الشعوب و لكنها لم تع الدرس جيداً . و أود أن اشير الى حادثة ترُوى في زمن الطاغية الحجاج بن يوسف الثقفي فقد ( جاءه الشعبي ( و كان فقيها ً ) ليمنعه من الظلم و التعدي فطلب الحجاج دينارا ولاحظ وزنه ومعياره وقال للشعبي خذه معك الى السوق واسأل الصيارفة عنه فذهب الشعبي الى الصيارفة فقال بعضهم انه خفيف الوزن وقال آخرون: إنه ناقص العيار ، وقال ثالث : إنه مغشوش .
وكان كلام كل واحد منهم يخالف الآخر. فعاد الشعبي بالدينار ، و حّـدث الحجاج بما قاله الصيارفة .
فقال الحجاج : إذهب الى الصراف الفلاني و أره إياه فذهب الشعبي إليه وأراه الدينار فقال الصراف هذا الدينار كامل الوزن والعيار وهو صحيح ، وإذا رغبت اعّـوضك به دراهم وفضة ، فتعّجب الشعبي من ذلك وشرح القضية للحجاج . فقال الحجاج :
أردت أنت تعرف أن أهل هذا الزمان يظلم أحدهم الآخر فسّـلط الله عليهم من يظلمهم ولا يرحمهم ) .
و لنسلّط الضوء على نموذج ــ و ليس هو الأول و الأخير ــ من نماذج إختارهم الشعب ليمثلهم في دولة ساد فيها الظلم و تفشى فيها الفساد حتى النخاع . و هذا النموذج هو :
( منصور مّدور البعيجي ) المرشح عن محافظة بابل .
ولنعد قليلاً الى الوراء لوضع النقاط على الحروف في التأريخ الجهادي لهذا الجهبذ الذي عرف عنه جرأته وتفانيه في عمله ألا و هو :
( تهريب الخمور ، و تجارة النساء لدول الخليج في زمن سيده طاغية العراق ) . و ليسأل أبناء الطليعة و القاسم و من جاورها كبار السّـن ــ و لو أنني على يقين أنهم لن يتحروا عن حقيقة هذا الرجل . و إن تحّروا فإنهم لن يجدوا الجواب الشافي لتساؤلاتهم لأسباب كثيرة .
منها المجاملات العشائرية ، و منها المقولة السائدة : أنا شــّعليه ، و منها السمة خايسه من الراس و تريد الذيل يسلم !!!
و هذا هو المرض المستشري و ياللأسف في عراقنا الجريح .
و للتوضح و إزالة اللثام عن الحقيقة ليرجع القارئ الكريم الى تأريخ من كان يتعاطى هذا المهنة الرخيصة مع ــ منصور ــ و هو ( عبد الساده حمد ــ أبو فراس ) من قضاء القاسم ع ـ طرف الجدّيدة و هو المقاول الذي أثرى من أموال السحت و يقوم الآن بتبليط الطريق الحولي لربط منطقة ( خديجة بالحي العسكري في قضاء القاسم ع ) ، و كذلك صديقه الحميم ( عامر إبن العميه ) المعتقل حالياً بتهمة تهريب العملة .
أهكذا يكون مصير شعب تصّور أنه تنفس الصعداء بخلاصه من من أعتى طاغية عرفه تأريخ العصر الحاضر ليقع في براثن ذئاب لم تعرف الرحمة .
https://telegram.me/buratha