حسن الراشد
هناك من الكتاب من لا يتجاوز دورهم اللعب بالمفردات ومقاربات غير منطقية تعتمد لغة مذهبية مبطنة لا فائدة مرجوة منها سوى تأجيج نار الفتنة الطائفية وادخال الامة في متاهات الجدال البيزنطي بمزيج من الدماء والحروب النازفة لها .
واليوم يكثر من اشكال وامثال أولئك الكتاب بفعل اموال السحت والبترودولار الخليجي الذي يستطيع ان يحول الحق باطلا والباطل حقا والمظلوم ظالما والظالم مظلوما . فقد خرجت علينا صحيفة لعبت بها اموال البترودولار حتى اهلك الله ولي نعمتها المفضل وهو صدام فلم يجد صاحبها ممولا على درجة من السخاء الحاتمي كي تستمر على ذات النهج وبقليل من الغزل لهذا او ذاك حتى اشتراها القطرون ليضيفوا عليها
نكهة ليست اقل من نكهتها القديمة ولكن هذه المرة بلغة اكثر خبثا وتطرفا لا تحمل في جوفها الا السم الزعاف لا هدف لها سوى نشر خطاب الكراهية المذهبية والعنصرية وبلغة خشبية يصعب عليها التمييز بين الظالم والمظلوم وهي تضيع في مفردات الاغلبية والاكثرية بحيث لا تستطيع حتى وضع النقاط على حروفها !
الجديد في تلك المفردات رغم الاشمئزاز الفطري لمنطقها المخاتل هو مفردة ( المظلومية السنية) التي يطرحها أولئك الكتاب وجهلهم حتى بحقائق الجغرافيا والديمغرافية السياسية للبلدان بل وبمنطق الواقع والحقيقة حيث لاول مرة يسعى عبثا كتاب البترودولار ايهام العوام وحتى النخب (الاقلوية) بوجود مظلومية سنية وادخال ثقافة (المظلومية) في ادبيات الاغلبية السنية التي تحكم في العالمين العربي والاسلامي من طنجة الى جاكرتا. يقول هؤلاء الكتاب ان "عاملين اساسيين كانا سببا في تغيير وضعية السنة ودافعا لبروز (مظلومية سنية) الاول هو تكون نخب اقلوية - يقصد بها السنية - وهي تحتقر (التدين) الشعبي والسياسي "! - خطاب مبطن وموجه والهدف هو طأفنة تلك¨ (الاقليوية) التي ترفض هذا المنطق الداعشي النصرتي - والعامل الثاني هو "اندلاع الثورة الايرانية - الاسلامية - وتحالفها مع نظام بشار الاسد" !
والاغرب في هذا الكلام انهم يوعزون (ثورات الربيع العربي) الى الاحساس العميق بالمظلومية لدي الاغلبية السنية في محاولة خبيثة لربطها بالعامل الثاني وخانهم الذكاء ان تلك الاغلبية ايضا ثارت في 30 يونيو ضد حكم مرسي واخوان المسلمين السنة الذين ادعوا الاغلبية و حكموا لفترة قصيرة وفاشلة وقاتمة مصر ذات الاكثرية السنية الكاسحة! ليس سهلا هضم مفردة المظلومية السنية خاصة مع سيل من الدماء التي يريقها من يدعون الانتماء الى السنة وتلك الدماء هي سنية قبل ان ينتقل السفاكون الى العراق ولبنان وسورية وباكستان ووصولا الى البحرين!
ففي مصر الاغلبية السنية هي من تريق دماء ابناءها وتنشر الرعب وتزرع الموت في المدن السنية , وفي ليبيا هي الاغلبية ذاتها (المظلومة) التي ثارت على الحكم السني واليوم تمارس القتل والتفجير بحق الاغلبية السنية.
وفي سورية الاغلبية هي التي تتقاتل فيما بينها حيث داعش تقتل النصرة والنصرة تقتل داعش السنية وهذه الاخيرة تقتل وتذبح الحر والاغلبية السنية !
اما في الضفة الاخرى من المظلومية والتي عانت تاريخيا من الظلم وخاصة من ظلم ذوي القربى فالتاريخ قد كتب تلك المظلومية بدماء قانية ومازالت تلك الدماء تراق لتكشف زيف تلك المفردة المفترية ففي العراق وحسب تقارير محايدة وغربية ان اكثر الضحايا والشهداء الذين تساقطوا جراء العمليات الارهابية والتفجيرات الطائفية هم الشيعة حيث بلغت النسبة 93% رغم ان الاغلبية السكانية في العراق هم الشيعة .
وفي البحرين حيث الاغلبية الشيعية فان عدد الذين استشهدوا وقتلوا خلال 3 سنوات من ثورتهم المظلومة على ايدي جلاديهم الطغاة الحاكمين بلغ 160 شخصا فيما لم يسقط ولا سنيا واحدا والذين قتلوا هم مرتزقة استقدموا من باكستان والامارات والاردن والمملكة الوهابية السعودية ولم يتجاوز عدد قتلاهم 7 اشخاص .
فعن اي مظلومية يحدثوننا هنا ؟ هل مظلومية الاغلبية السنية في اندونيسيا التي يحكمها السنة ام مظلومية باكستان التي يقودها رجل المملكة الوهابية السعودية نواز شريف ام دولة ال سعود ذات الغالبية الساحقة السنية التي يحمكها المتطرفون مذهبيا بالاصالة وفي ظلها تأن الاقليات من نار سياطها منذ ان وطأ ال سعود باقدامهم ارض الحجاز واذاقوا الويل مناطق عسير ونجران وسكانها في الشرق النفطي!
الا اذا كان المقصود هنا بالمظلومية السنية هي جبهة النصرة وتوابعها في تلك البقعة الصغيرة في الشام ولبنان التي تعيث فيها
فساىا بقطع الرؤوس واكل الاكباد اقتداءا بسنة الاجداد و جدات الماجدات! من امثال هند!00
https://telegram.me/buratha