المقالات

حيث لا يكفي الإعتذار!

569 21:54:00 2014-02-11

في عدد التاسع من شباط من هذا العام في جريدة البينة البغدادية، أي قبل يومين كتبت في خارج النص، عمودا كان عنوانه الفرعي: اللقطة التي يتعين أن نوقف عندها شريط الفيلم!. تناولت فيه موضوعا بدا لبعض الزملاء الكتاب أنه دعوة للرجوع عن الديمقراطية!

تحدثت فيه عن الديمقراطية الزائدة عن اللزوم، التي ستتحول الى فوضى، وكنت أحذر من تفاعلات  الديمقراطية الزائدة عن اللزوم، علي صعيد مؤسسات الدولة، والجسم السياسي والدستوري لها، لما لذلك من أثر تخريبي، يحول البلد الى (ولاية بطيخ)، حيث ينتج فئة لا تحسن غير ممارسة الفوضى، إذ تفعل ما يحلو لها من التخريب، وصولا إلى ما يصطلح عليه في الأدبيات السياسية؛ بالديمقراطية المنفلتة.

وفي كل هذا كنت أتناول الدولة ومؤسساتها، والعمل السياسي ومؤسساته ومخرجاته..

بيد أني وجدت أن موضوع الديمقراطية المنفلتة، لا ينصرف أثره السلبي على الدولة والمؤسسات السياسية فحسب، بل أن الأثر الأكثر سلبية وتأثيرا مباشرا، ربما سيكون نتاج لما يحدثه الإنفلات الإعلامي، المصاحب للديمقراطية الزائدة عن اللزوم!

فإذا كان (الإنتقال بالديمقراطية الفائضة الى وضع الإنفلات، ونتيجة لغياب ما يكبح الفوضى، يحول الدولار إلى سجادة صلاة! والفوضى إلى نمط حياة دائمة، وتقاليد ثابتة بالعمل السياسي) كما قلت في مقال أول من أمس، فإن المصداق في العمل الإعلامي، أكثر مضاءا وتأثيرا وتدميرا أيضا!

إعلامنا اليوم يعج بالمتطفلين عليه، ويزدحم بأشباه الكتاب، أولئك الذين يكتبون متحررين من كل الضوابط، حتى اللغوية والإملائية والمفرداتية منها، بل والأخلاقية أيضا! ويغص بمن أحترفوا جُبن الإختباء خلف الأسماء المستعارة، والنشر في مواقع ألكترونية لا يعلم لها رأس يمكن أن يعاتب!

لكن صحافتنا، وهي القطاع الذي يفترض أن يكون الأكثر مهنية وأحترافا في الإعلام ؛أنزلقت الى منزلق النشر لمن لا ينظرون أبعد من أرنبة أنوفهم، متدرعين بمقولات الحرية والديمقراطية الفضفاضة، متخلين عن مسؤولية الكلمة، وهذا هو الجانب الأخطر في موضوع فائض الحرية!

إن السخرية والتهكم والإتهام بالفساد والتخوين والعمالة، ووصم الساسة والقوى السياسية بالطائفية والإرتباط بقوى خارجية، باتت ملح الصحافة الورقية، لكنه ملح زائد عن اللزوم، يجعل الطبخة مجة غير مستساغة، لا يتمكن القاريء من تناولها!

كلام قبل السلام: ما هو أكثر خطرا، يتمثل بالتعرض والمساس بما لا يجوز التعرض له والمساس به: الثوابت الوطنية، العقائد والمقامات والرموز الديني. ومنها المقام الرفيع للسيد علي الخامنائي، هذا الرمز الإسلامي الكبير، الذي يقود صحوة إسلامية جبارة، أوقفت النفاق واهله عند حدودهم وعرتهم وكشفت زيفهم..

وهذا ما ارتكبته عن قصد أو بدونه، جريدة الصباح الجديد، فأضطرت للإعتذار عنه، حيث لا يكفي الإعتذار!

سلام...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كلمة
2014-02-12
ليس همهم ان لا يتناول القارىء طبختهم السمجة كما ذكرتم ام لا , لان لهم هدف اخر غيره وهو عبور الخطوط الحمراء والتجرأ على المقامات العليا ومرة على مرة يستسهل القارىء هذا النوع من التهكم وهذا مبتغاهم ولكنهم عن قصد ام لا يدفعون الى الفوضى والتخريب فهناك الكثير من الاساليب التي ممكن ان يعبر بها الكاتب عن نفسه بلا تجريح بانتقاء الالفاظ التي تنم عن احترام
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك