المقالات

نزعُ سلاح العشائر ضرورة يفرضها التطور والتقدم والوعي


سامي عواد

إن الشعب العراقي اليوم لم يعد يعيش في القرون الوسطى؛ إنه يعيش اليوم في ظل دولة تطمح إلى التطور وتطمع في التقدم وترنو إلى التحضر!!؛ وإذا كنا نفتخر بتاريخنا الحضاري الماضي الذي شرع القوانين التي كانت موضع احترام وتقدير؛ وعلم الناس الكتابة؛ فما أجدرنا اليوم بأن نعيد تلك الأمجاد من عهد الأجداد ونحترم قوانيننا والتي منها أن السلاح يجب أن يكون بيد الدولة وقواتها المسلحة والأمنية فقط ويسمح في حالات خاصة بحمل السلاح بعد موافقة الجهات المسؤولة للأشخاص الذين يحتاجون لهذا السلاح الذي يجب أن يكون ذو صفة دفاعية فقط؛ ويرغب المواطن أن يكون تحت حماية ورعاية الدولة والحكومة دون الحاجة إلى قطعة سلاح تحميه وتعرضه إلى الخطر والمساءلة!؟.

من هنا فإننا ندعو إلى تحريم حمل السلاح أو تواجده لدى العشائر العراقية في كل العراق! وليتوجه أفراد العشيرة إلى حمل "المحراث" بدل البندقية! وحمل "القلم" بدل القنبلة!!؛ حيث أن الحاجة إليه قد انتفت بوجود الدولة وقواتها المسلحة المسؤولة عن حياة المواطنين وحماية حدود الوطن؛ وإذا كانت هناك ثمة حاجة إلى مَنْ يحمل السلاح فإن نظام التجنيد أو الخدمة الإلزامية تجند الآلاف من أبناء العشائر نفسها أو عموم الشعب العراقي والاستفادة منهم أو تسريحهم بعد انتفاء الحاجة إليهم.

إن تواجد السلاح الدفاعي يجب أن يكون بحوزة رئيس العشيرة أو العشائر! وأهل بيته وعناصر حمايته التي لا يجب أن تتجاوز العشرين عنصر مسلح بأسلحة دفاعية خفيفة احتراما وحماية وهيبة لشيخ العشيرة ويكون شيخ العشيرة هو المسؤول الأول أو من يعينه عن كمية وأعداد السلاح ونوعيته واستخدامه والمحافظة عليه في سجلات خاصة لهذا الغرض وحتى عدد العتاد ونوعيته, ويكون شيخ العشيرة مسؤولا هو أولا عن من يحوز سلاحا من أفراد عشيرته ومن ثم محاسبة المالك له ومن أين حصل عليه ولماذا يحتفظ به! بعد أن تكفلت الدولة حماية مواطنيها من أي إعتداء داخلي كان أم خارجي.

تخضع العشيرة أو العشائر في العراق لسلطة الدولة وقانونها العام أولاً؛ ثم لنظام العشيرة تبعا للأعراف والتقاليد السائدة في حالات يسمح بها القانون أو يساعد على حل مشاكلها في محاكم الدولة ووفقا للقوانين المرعية مع الأخذ بالاعتبار لبعض تلك التقاليد والأعراف في تلك البيئة أو المنطقة والمساعدة على تخفيف وتعديل الالتزام بها حيث ليس من المعقول أن يبقى مجتمعنا موصوف بأنه مجتمع عشائري في مسيرة التقدم والحرية والديمقراطية؛ وتبقى العشائر وعناصرها المسلحة المجبرة على التصدي والتحدي وفقا لطلبات "شيخ العشيرة"!! في ظل دولة وقانون وحكومة!! وبهذا نكون قد تخلصنا من متاعب العشيرة أو العشائر واستغلالها من بعض السياسيين والقياديين لتحقيق مصالح بعيدة عن مصلحة الشعب والوطن؛ وغريبة عن سياقات الحرية والديمقراطية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمدعلي
2014-01-28
اكتب بالعاميه حتي يفهمون: بيا عصر عايشين احنه بالعصر الحجري؟ - قبايل وعشاير وسلاح وتفك وجيلات وفصل عشايري والمراه تعامل كسلعه - مسخره - يعني همه مايستحون من هلخزعبلات شايفين العالم واصلين للقمر من خمسين سنه قبل
زيد مغير
2014-01-28
في كل العالم لا يجوز حيازة سلاح اوتوماتيكي ، والسلاح التقليدي له ضوابط وترخيص وقيود وليس كل من هب ودب يستطيع ان يحصل على ترخيص ، الا في العراق ، الهاون سلاح شخصي والثنائية سلاح شخصي والكلاشنكوف ( كزوة) ، وكم نفس بريءة قتلت بسبب ركاكة القانون ، لو جمعت الأسلحة من المدنيين أرياف وحضر فأنا متأكد ان الأسلحة تكفي لتسليح الجيش الصيني . لعنة الله على صدام المجرم الذي كان السبب ، فقد استبدل القلم بالبندقية ، وزرع الجهل في كل مكان
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك