المقالات

البصرة .... ساحة اللعب على جراحات الفقراء


محمد حسن الساعدي

 الحديث عن البصرة ومواردها هو حديث ذو شجون ، فهي متنوعة الموارد من الجوانب الاقتصادية ويأتي في مقدمة مواردها الاقتصادية "النفط" ذلك المورد الذي هو شريان حياة العالم اليوم وبسببه تتغير خرائط وتوضع خرائط جديدة ، فالبصرة من المدن النفطية المتميزة وهي ذات احتياطي كبير بالإضافة لذلك هناك مواردها الزراعية وفي مقدمتها ـ النخيل ـ إلا أن الحديث عن النخيل هو حديث في الماضي وليس الحاضر ، اذ بلغ عدد نخل البصرة أواخر السبعينات ما يقارب (22) مليون نخلة ، ولكن هذا العدد اخذ بالتضاؤل حتى ان اليوم لا نكاد نحصى مليون نخلة ، والسبب هي الحروب المستمرة والحصار الاقتصادي والسياسة القمعية التي مارسها النظام السابق ، ان هذا التدمير الذي تعرضت له البصرة ترك آثاراً سلبية على الاقتصاد العراقي عامة والبصري خاصة اما الثروة البحرية ، فهي الثروة التي تتميز بها البصرة حيث انها تطل على (60) كم على ساحل الخليج العربي بالإضافة لشط العرب ولالتقاء نهري دجلة والفرات ، والمئات من الأنهار الصغيرة المنتشرة في مدينة البصرة .أن أهميتها البحرية تتضح من خلال أنها الثغر الوحيد للعراق على الخليج العربي والعالم ، فتساهم في مسالة النقل البحري بالإضافة إلى الموارد المائية والأسماك والمعادن واللؤلؤ في عمق البحر وغيرها ، وايضاً شكلت اهوار البصرة موارد اقتصادية على مستوى الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية والطيور خاصة .وأمام كل هذا يعيش أهلها حياة الفقر والعوز ، وانتشار السكن العشوائي ( الحواسم) ، فهي مدينة تسبح على بحيرة من النفط ، وأهلها يغرقون في وحل الفقر والعوز والمرض . حتى جاءت المبادرة في تخصيص مبلغ 5 دولار لكل برميل نفط ، والتي رفضت من قبل دلوة القانون ، والتي أكد عليها في خطابه الانتخابي ( انتخابات مجالس المحافظات ) حيث يؤكد السيد المالكي ان البصرة تستحق أكثر من 5 دولار وسنعمل جاهدين من اجل تحقيق هذا المطلب بصفتي وأنا ودولة القانون ؟! ونحن هنا نتساءل ، لماذا طرحت في الانتخابات الماضية ، وألغيت اليوم ؟لانحتاج كثيراً إلى التأمل ، فهو التسقيط والإلغاء السياسي للآخرين ، والذي يبدو أن دولة القانون اعتمدته كمنهج للاستعداد للانتخابات البرلمانية نيسان القادم .هذا القانون الذي يحقق الأمل لأبنائها في العيش حياه كريمه ، تكون مدينتهم هي سله غذاءهم اليومية ، وعاصمة تطوير بلدهم الجريح ، بعد الويلات وسحق الكرامات ، والموت البطيء .ذهبت الأحلام "بجره قلم" ويمكن العاطفة هي من سحقت آمال أبناء البصرة ، فربما نجد أن الحكومة برئيسها الملهم ، ضاق ذرعاً بالمبادرات الغير مشروعه في العيش المحترم لشعب هدته الحروب ،ليكمل الإرهاب الدرب معهم ؟!!.هذا القانون كان سيحول آمال أهل البصرة إلى حقيقة ، ويعمل على أن تكون مدينتهم قبلهً للمدن الأخرى ، من التطور والازدهار ، وتصبح مدينتهم سله غذائية يعتاش منها العراق جميعه .أن رفض قانون 5 بترو دولار غير مبرر ولا نعرف الدوافع ورائه أو أسباب رفض إقراره ، خصوصاً مع الظروف الاقتصادية والسياسية السيئة التي يمر بها العراق عموماً وفقدان الامن ، والتهديدات الإرهابية وغيرها من معرقلات تضاف الى قائمه العوائق في بناء دوله المؤسسات ، وتحقيق العدالة المنشودة في عراق حر تعددي ديمقراطي يكون فيه الفرد العراقي هو الحاكم وليس المحكوم . النظرة الانتقائية للسيد المالكي في التعامل والتعاطي مع أي مبادرة تخدم المواطن، تجعل المشاهد يجد أن هناك تناقضاً كبيراً في مواقفه المتذبذبة ، والتي لا تتسق وكونه رئيس حكومة يسعى إلى تقديم ما هو أفضل لشعبه ومواطنيه ، وهذه الوظيفة ليست رمزاً أو كرسياً متوارثا من الأجداد ، بقدر ما هو مدى حبك وولائك لهذا الشعب المرتهن . البصرة التي تمتلك حقول نفطية ضخمة، مصانع كبيرة، موانئ وثروات زراعية متنوعة، ومجاورة لثلاث دول هي الكويت والسعودية وإيران، فضلاً عن إطلالة على الخليج العربي، هذه هي البصرة ذات الحضور المتميز ... لكن مع وقف التنفيذ.المحافظة التي يعول عليها المواطنون الذين يتطلعون إلى جعل محافظتهم العاصمة الاقتصادية للعراق ، لما تتمتع به من مقومات جاذبة للمستثمرين الأمر الذي يتطلب توفير الأموال اللازمة لتنفيذ المشاريع التنموية والخدماتية، خصوصاً حصة المحافظة من البترودولار، وإمكانية زيادة النسب المقتطعة على نحو ينسجم مع روحية قرار جعل محافظة البصرة عاصمة اقتصادية كبرى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2014-01-23
الذنب على اهل البصرة الذين لم يساندوا تشكيل الاقليم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك