المقالات

بغداد لمن ؟!

604 20:28:00 2014-01-21

محمد حسن الساعدي

أمسى البغداديون يوم السبت الماضي على صوت انفجار 15 سيارة مفخخة وخلال توقيت ومني لم يتجاوز دقائق معدودة ، إذ كانت الأعنف خلال هذه السنة .هذا الانهيار الأمني يضاف إلى سلسلة الانهيارات الأمنية التي ضربت بغداد ، والتي تعكس الواقع الأمني الخطير ، خصوصاً ونحن أجواء الحرب على القاعدة وحليفتها داعش في الانبار ، ويعكس قدرة القاعدة على تخطي الحواجز والقوى الأمنية بصورة طبيعية ويعد مؤشر خطير في اختراق المؤسسة الأمنية من قبل قوى الظلام والإرهاب الأسود .ما ميز هذه الخروقات الأخيرة ، أنها جاءت بالتزامن مع اقتحام سجن الأحداث في الطوبجي ، والتي نفت فيه القوى الأمنية اقتحامه ، والسيطرة على الموقف فيه ، واقتحام المنصور مول من خلال عدد من الانتحاريين لمحاولة السيطرة على المول .(داعش) الذي يعود تشكيله وهو مختصر الدولة "الإسلامية في العراق والشام" إلى نيسان من عام 2013، حين أنشئت نتيجة اندماج بين تنظيم "دولة العراق الإسلامية"، ذراع القاعدة الذي تشكّل في تشرين الأول 2006 والمجموعة الإسلامية في سوريا المعروفة بـ"جبهة النصرة"، إلا أن هذا الاندماج لم يلبث أن رفضته "النصرة"،لكن قائد التنظيم أبو بكر البغدادي مضى في المشروع ليكون أحد الفصائل المقاتلة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، ولتمتد ساحة عملياته الى العراق. قدرات هذا التنظيم في المناورة وخديعة الحرب كبيرة ، وذلك لتخفيف الضغط على مقاتليه، من خلال استثمار بعض الحواضن الرخوة امنياً لتنفيذ عمليات إرهابية كما حدث في بغداد وأطرافها مؤخرا، بالتزامن مع المواجهات العنيفة في الانبار.أن غالبية مقاتلي "داعش" هم من العرب والوافدين، لكن من البديهي أنهم وجدوا سندا وحاضناً من مقاتلين وأتباع وخلايا نائمة داخل العراق، مهدت لهم السبيل، ورسخت تواجدهم في مناطق مختلفة وبالذات في صحراء الانبار ، فانطلقوا منها لتنفيذ عمليات نوعية وكبيرة في بغداد ... إن هذه التفجيرات تعني أن المستهدف الثاني بعد سوريا هو العراق .. وعلى العراقيين أن يفكروا منذ اللحظة كيف سيصدون هذا التآمر الخبيث على بلدهم وماذا سيعملون لمواجهة هذا الخطر ، لان الوضع القائم يوحي بان الأرض غير ممسوكة من قبل القوات الأمنية ،بل هي ملك للإرهاب يتصيد فيها وقت شاء ومتى ما شاء وأي مكان أراد ؟!كل هذه المؤشرات تجعلنا نعتقد أن المنطقة تمر بظروف حساسة وخطيرة جداً، هذا فضلا عن الاختراق الكبير للمؤسسات الأمنية من قبل البعثيين الصداميين والسيطرة على أماكن ومراكز حساسة في تلك المؤسسات، فضلاً عن الفساد الإداري والمالي المستشري في مؤسسات الدولة .في ظل هذا أصبح العراق بين المطرقة والسندان، وأصبح الشعب العراقي الطرف الضعيف في هذه المعادلة، وأصبح بين كفي الصراع بين القوى الإقليمية المتنازعة، فها ياترى سيكون له موقف من هذا الصراع للخروج من هذه الأزمة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك