المقالات

تنظيم (داعش) .. ماهيته وخطره على العملية السياسية في العراق.

386 13:11:00 2014-01-21

قيس المهندس

تقوم قوى الإستكبار العالمي بصناعة الجماعات الراديكالية، ودعمها بالأموال والسلاح والتدريب، ورفدها بالجهد الإستخباري؛ لإستخدامها كأدوات في إدارة الأزمات والضغط على خصومها لأجل تحقيق مصالحها وفرض قواها. فمنذ أحداث حروب الإتحاد السوفيتي في أفغانستان، دعمت المخابرات الأمريكية تنظيمي القاعدة وطالبان، وهكذا أصبحت صناعة تلك التنظيمات إستراتيجية أساسية تعتمدها الولايات المتحدة، وتتخذها ذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان. تنظيم (داعش)، احدى تلك القوى الراديكالية التي صنعتها ايدي مخابرات الولايات المتحدة، من اجل تقوية جانب تدخلها في الشؤون الداخلية السورية. ولم تكن سوريا الدولة الوحيدة المهددة من قبل ذلك التنظيم، بل اصبح تهديد تلك الجماعة في كل مكان في العالم، فهي تُجند الآلاف من المتطرفين من سائر البلدان، حتى من أوربا وأمريكا والشيشان للقتال في سوريا، مما يخشى من عودة أولئك المسلحين الى بلدانهم والقيام بأعمال إرهابية هناك.كما تعمل الولايات المتحدة ضمن إتفاقات سرية مع بعض الحكومات التي تضم في سجونها قيادات وأفراد من المتطرفين، على إطلاق سراحهم، ونقلهم طوعاً أو كرهاً الى سوريا. وبملاحظة حدوث أفعال مماثلة في العراق؛ حيث فرار مئات السجناء من الإسلاميين المتطرفين من السجون العراقية، وفي فترة قصيرة من الزمن، تخللها ذهاب رئيس الوزراء الى واشنطن، وعودته بتباشير دعم الولايات المتحدة للحكومة العراقية في حربها ضد الإرهاب، بالرغم من أن الطائرات المستخدمة روسية الصنع والجيش الضارب عراقي!. كما قد سُجلت ظاهرة غريبة أخرى بهروب سجناء التنظيمات الإرهابية فقط، دون بقية السجناء المحكومين بجنح وجنايات، وكأن السكينة نزلت على أولئك السجناء، وارتفعت لديهم روح الوطنية والإلتزام بالقانون وصحوة الضمير، مما جعلهم لا يفرون!.

كذلك شاهدنا في (مقاطع الفيديو) التي نشرتها قناة العراقية الفضائية، وبقية وسائل الاعلام، حيث تُظهر الضربات الجوية بعدة صواريخ من طائرة الهليكوبتر على معاقلهم، بعد فرار أفراد التنظيم منها، ولم تقم الطائرات بملاحقة وضرب الأفراد الفارين، بالرغم من تمكنها من ذلك. كما وأظهرت وسائل الاعلام انتشار وحدات الجيش العراقي في صحراء الانبار، وقرب المناطق التي أُستهدفت بالقصف، ولم تظهر أي مشاهد لمعارك مباشرة بين الجيش العراقي وتنظيم (داعش) الإرهابي!.

وذلك كله يعطينا دلالة على دخول الحكومة العراقية في مسار تنفيذ الأجندات الأمريكية في المنطقة، سواء كان ذلك عن قصد ام بغيره، فالحرب التي شنتها الحكومة على (داعش)؛ لا تعدو كونها طرداً لأفراد تلك الجماعة نحو الأراضي السورية، وخلق بؤرة توتر في المنطقة الغربية للعراق, وذلك ما تسعى اليه الولايات المتحدة لتطبيق سياسات مستقبلية. وبالفعل صرحت وسائل الإعلام العالمية، بعبور أعداد كبيرة من ذلك التنظيم الى سوريا عقب العمليات العسكرية. ولم يتبقى سوى بعض المجاميع التي انتشرت في مناطق الأنبار، والحكومة دائبة على قتالهم، بمعونة عشائر تلك المناطق.

لذا فعلى الحكومة الحذر في تعاملها مع الولايات المتحدة، فالأخيرة لا صديق لها سوى مصالحها، فقد يرتد فعل تلك العمليات بأثر سلبي على العملية السياسية، والأجدر بالحكومة وضع استراتيجيات محكمة للقضاء على الإرهاب، وعدم خلط الأوراق الأمنية والسياسية؛ فقضية ضرب داعش في الصحراء؛ غير عملية انهاء الاعتصامات، وغير عملية تسقيط الفرقاء السياسيين إعلاميا، ومن ثم استغلال تلك العمليات مجتمعة لأغراض انتخابية. وعلى الحكومة الكف عن استخدام الأساليب الميكافيلية، والتعامل بديماغوجية مع الشعب، والا فعلى العملية السياسية السلام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
م.ن
2014-01-24
اكثر افراد دعش هم من فدائي صدام ومن السنه امثال العلواني وبقية قاذورات صدام.
كريم البغدادي
2014-01-21
الاخ الكاتب تحذيرك للحكومه بانها لاتسير في الركب الامريكي وانها مصنوعه من الذهب فالاهمال الامني والخدمي لمدة ثمان سنوات وتعطيل صفقات السلاح وافساد عقوها من قبل حاشية المالكي فهي تسعى لتطبيق المشروع الامريكي في المنطقه والعراق خاصه والخاسر الوحيد من موضوع الارهاب المواطن الفقير الذي تتطاير اشلائه كل يوم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك