المقالات

جحود المالكي وتسقيط منافسيه الى متى !!!


بقلم : قاسم محمد الخفاجي

الحقيقة التي تصدمنا وتدعونا لفتح باب المراجعة على اوسع مصراعيه هي بعد عقد من الزمن على التغيير في العراق نجد أنفسنا كشعب عراقي الاقل جنياً وحصاداً ، رغم أننا الاكثر غرساً وزرعاً ، لقد قدم الشعب العراقي تضحيات هائلة ، لمقارعة حكم الطاغية المقبور صدام ، فيما لا تلوح في الافق اي علائم قطف ثمار تناسب مع ما قدمه هذا الشعب من الايثار والتضحية ،بل قوبل الشعب العراقي بالجحود ، واليوم أننا ننام على وسادة محشوة بحقائق تكفي الواحدة منها لآن يتشظى المرء غيظاً وكمداً ، في حين لازال هناك من يرددون : لا تتكلموا ... لا تنتقدوا ... لا تكشفوا عورتنا للأعداء !!!.اليس من المحزن والمقرف ان يتوعد ويتعهد حزب الدعوة ايام المعارضة بالعدل والعدالة والحقوق وانه سوف يخلصنا من العوز والفقر ومن جميع انواع الظلم والدكتاتورية ...، حتى حُصدت الاف الارواح في سبيل ذلك ، وعندما يأتي الى سدة الحكم ، ينسى كل ذلك ويصبح دكتاتورياً ، ويرجع البعثيين الى السلطة والدولة ، وكأن صدام المقبور كان وحده يقوم بجرائم البعث امراً وتنفيذاً ! فحزب البعث محضور اعلامياً ، ولكنه عملياً يدير الحكومة والدولة ، والدليل موجود بالأرقام والسلوك ، فلم يعد يفرق المواطن المظلوم بين هذا النظام او ذاك مادام يرى نفس الوجوه متسلطة عليه وتدير اموره بالسلوك البعثي ، ما معنى 8000 قانون وقرار بعثي مازال جاثم على صدور العراقيين ، اليس دولة القانون الكتلة الاكبر في البرلمان ...! ان الكلام عن فشل المالكي وحزبه لمدة ثماني سنوات من تسلمهم السلطة يحتاج الى مجلدات . تريدون ان لا نتكلم والف ضحية عراقية شهريا حسب تقارير الامم المتحدة ، وتاسع افشل دولة عالميا ، وستة مليون عراقي على الاقل تحت خط الفقر ، ومن افسد الدول عالميا حسب تقارير الشفافية الدولية ، اضافة لفشل قطاع الخدمات والصحة والتعليم، وتراجع الوضع الاجتماعي للمرأة وتدني حقوق الانسان .تريدون لا ننتقد جحود المالكي وحزبه على شركائه ، فالذي اوصله للمنصب هو التحالف الوطني ، ولكن بماذا قابلهم المالكي ازاء ذلك ، بتفرده بالحكم والقرارات الاستراتيجية المصيرية ، ليكون القائد الاوحد ، وعمل ويعمل على تسقيطهم سياسياً ، فحزب المالكي لديه مئات المواقع الالكترونية الممولة من المال العام ، لتشويه صورة منافسيه ، لأنه لا يوجد لديه برنامج انتخابي واقعي ، يستطيع ان يقنع به الناخب العراقي ، اضافة الى اساته استخدام السلطة من خلال صنعه للازمات ،ونقضه للوعود ونكثه للعهود ....، وعلى ذكر المثل (علمتك السباحة وتريد اغراقي ) او (عندما يتوقف المطر ننسى المظلة ) يا مالكي ، من يطمع في ربح غير معقول ، سوف يجني خسارة غير متوقعة .التأشير على السلبيات وطرح الحلول والمعالجات الصريحة والواضحة امر مشروع ، والاعلام من واجبه أن يمارس عملية النقد البناء ، ويبقى التنافس بين الاحزاب السياسية للوصول للحكم ، حقاً مشروعاً وانصهاراً مطلوباً ،ولكن ما نراه في وسائل الاعلام التابعة للمالكي وحزبه ، حيث انها تجافي الحقيقة فتقوم بالتسقيط المتعسف الذي يخرج عن دائرة الخُلق والدين وعن القيم والفروسية والمروءة والذوق السليم . مع تصاعد حالة الوعي لدى الجماهير ، فان الساسة يدركون جيدا ان الرأي العام العراقي اصبح رقما صعبا امامهم ، وانهم لن يستطيعوا اقناع الرأي العام بإعادة انتخابهم مرة اخرى على اساس التظليل والاغفال و الاستغفال ، والتسقيط السياسي ، نعم ، ان شعبنا خبر لغة التسقيط والشعارات واليافطات و لا يقبل ولا يقنع الا بالبرنامج الانتخابي الواقعي الذي يلبي حاجاته وطموحاته ولا يقبل بتأجيل الانتخابات يوم واحد ، فهو يحسب الدقائق والساعات والايام من اجل لعب دوره الوحيد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سمير
2014-01-21
الوضع الامني والقتال مع داعش يتطلب تاجيل الخلاف السياسي وسياسة القوى الخارجية ان تسقط اي قوة تظهر لخلق حالة من الياس وعدم الاستقرار والفوضى
المغترب النجفي \ كندا
2014-01-20
لم يكن المالكي جاحدا فقط بل حاقد ومسموم بخبث شديدين واعتقد انه مريض بعقدة النقص لانه وضيع مهما كسب من اموال ومناصب وجاه .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك