المقالات

الجمل الأعور.. والجانب الواحد


مديحة الربيعي

يحكى إن أعرابياً قد أضاع جملاً؛ في الطريق, فبحث عنه في كل مكان وصادف في الطريق ثلاثة رجال وسألهم عن هل وجدتم جملاً ضائعاً في الصحراء؟ فأجابوه هل هو أعرج, فقال نعم, هل هو اعور بعين واحدة فقال نعم, فقالوا لم نراه, قال كيف عرفتم وصفه أذن فأجابوه لأنه ترك, أثاراً في العشب تدل على صفاته.قد ترك الجمل الأعور آثاراً خلفه, إذ أنه كان يأكل العشب من جهة واحدة,لأنه لايرى ألا من جهة واحدة فقط, يذكرنا سلوكه هذا بتصرف بعض الساسة ممن يرى الأمور من زاوية واحدة ضيقة, ولا يرغب أن يرى غيرها لأنه لاينظر إلى الحقيقة بعينين بل بعين واحدة, فأغلبهم يضع الأمور في غير نصابها, ويرى الجانب الذي يرى فيه مصلحته فقط, ويفسر الأمور على هواه, في حالة الجمل فهو معذور لأنه أعور أما من يتعمد أن يغمض عين وينظر بواحدة فقط فلا عذر له.يسعى الكثير من صناع الدكتاتورية, إلى تشويه الحقائق وتضليل الرأي العام, لأن الحفاظ على الكرسي يتطلب ذلك, فمن ينادى بوحدة الصف العراقي ومن يطالب بحفظ دماء الناس, ويبحث عن الحلول التي تحقن الدماء, من وجهة نظر البعض يسعى لتحقيق دعايات انتخابية, ويحاول الحصول على مزيد من الأصوات! هل يستحق الأنتقاد من يسعى للحفاظ على حياة الناس وحفظ دمائهم وأرواحهم , أم من يسعى لكسب الأصوات عن طريق صناعة الموت والخوض في بحر من الدماء؟ حملات إعلامية ودعائية مسخرة لأنتقاد المبادرات السلمية التي تسعى لحلحلة الأزمة القائمة في محافظة الأنبار,ودعم الجيش العراقي وأبناء العشائر في تلك المحافظة لمواجهة التنظيمات الإرهابية, ولم نسمع عن حملة دعائية مماثلة لمواجهة الفساد الإداري, أو وجبات الموت المجاني التي تقدم للأطفال في المدارس, أوعن تعيينات أقارب المسؤولين التي تتم في الخفاء, أو عن تزوير الشهادات العليا للبعض الآخر.كنا نتمنى أن نسمع عن حملة دعائية لتسليط الضوء, على معاناة الأرامل والأيتام, أو حملة للكشف عن معاناة أطفال التقاطعات, أو معاناة المتقاعدين, أو جيوش الخريجين العاطلين عن العمل ممن أفترشوا الأرصفة, أويعمل القسم الآخر منهم في حملات تنظيف الشوارع ,لأجل تأمين لقمة العيش.نتمنى أن يسخر الأعلام ,لخدمة أبناء العراق, وليس لخدمة المسؤول, الذي بات يستخدم القنوات, لتوجيه الأتهامات للخصوم والمنافسين في الأنتخابات, ليست مبادرة أنبارنا الصامدة, هي السبب في معاناة الارامل, وليست هي السبب في الفساد الإداري, وليست هي السبب في تفشي البطالة , والموت بالجملة, وليس رئيس المجلس الأعلى عمار الحكيم ,هو خصمكم ,ولكن الطمع بالكرسي والسعي وراء المناصب هي عدوكم الأول والأخير, وجنون السلطة هو من سيقضي عليكم في نهاية المطاف.كنا نأمل أن يرى الجميع بكلتا عينيه, لا أن يرى بعين ٍ واحدة فقط, لكن من أراد أن ينظر إلى الجانب الذي يلائم رغباته فقط, سيترك أثاراُ تحسب عليه ولاتحسب له, فالتاريخ يسجل ولن ينسى شيئاً, قد ترك الجمل الأعور خلفه أثراً في العشب فكيف ستكون أثار اللاهثين وراء المناصب؟ والى متى سيتمر البعض في رؤية الأمور من جانب واحدٍ فقط؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك