المقالات

لا تلوموا المالكي في هجومه على المجلس الأعلى


حيدر عباس النداوي

فتحت صولة ثار محمد الكروي نافذة من الامل لرئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة الفريق الركن نوري كامل المالكي لان يجدد ولايته مرة ثالثة بعد ان ايقن في الايام والاشهر السابقة ان ايامه معدودة وان طريقه الى مجلس الوزراء مسدود وقد تاكد له هذا المفهوم بعد نتائج انتخابات مجالس المحافظات التي جعلت المجلس الاعلى في الصدارة والاحرار بمركز الوصيف بينما تراجع المالكي وفريقه بسبب سوء الخدمات وانعدام الامن واستشراء الفساد المالي والاداري وتفشي البطالة وغياب هيبة الدولة وهويتها الى مراكز متاخرة بقرينة ان المالكي لم يحصل الا على (32) مقعد في جميع المحافظات.

وواضح ان صولة ثار محمد الكروي لتطهير الانبار والمنطقة الغربية كانت واحدة من الخيارات المهمة التي درسها المالكي وفريقه ودرسوا توقيتها ونتائجها وما يمكن ان يثمر عنها خاصة وان ثمار الطائفية تنضج بسرعة في مجتمع ذاق الامرين من هذه المفردة اللعينة فحقق المالكي ما اراد وركب موجة صيحات اعلان الحرب الا ان وهج هذه الصولة سرعان ما تلاشى بسبب الخسائر في الارواح والمعدات وما تبعه من مبادرة ناضجة من قبل زعيم المجلس الاعلى السيد عمار الحكيم والتي مثلت انعطافة كبيرة في تغيير توجهات الراي العام الشعبي والنخبوي سحب على اثرها وهج ونشوة الفوز والانتصار التي لمع نجم المالكي فيها.

ان ظهور المجلس الاعلى في هذه الفاصلة الزمنية المهمة كان غير وارد في حسابات المالكي وفريقه لانه اراد ان يتم إخلاء الساحة السياسية من كل منافسيه وتركها فارغة له بل ان تواجد المجلس الاعلى دون غيره يمثل خطا احمر في حسابات المالكي وفريقه لان المجلس الاعلى هو المنافس الحقيقي والوحيد الذي لا يمكن إقناعه او إخضاعه وهذا المعنى تاكده تجربة الحكومة الحالية التي رفض المجلس الاعلى المشاركة فيها واعتبرها حكومة فاشلة منذ لحظة تشكيلها مع ان لديه (17) نائبا كيف اذا والحال مع المجلس الاعلى وكل الآراء والتقديرات واستطلاعات الرأي العام تقول انه سيحقق اكثر من ضعف المقاعد التي حصل عليها في الانتخابات السابقة وهذه الأخبار تمثل مصدر إزعاج وقلق يجب التوقف عن الاستماع اليها.

ان المالكي وفريقه لن يتعامل مع المجلس الأعلى بإرسال باقات الورد او التهاني اليومية فهو لم يتعلم على هذا المنهج بعد انما تعود على منهج الإقصاء والتهميش فمن لم يكن معنا فهو ضدنا ومن هو ضدنا فلا بد من القضاء عليه وبكل الطرق والوسائل وبما ان المجلس الاعلى يقف الى الضد من أطروحات وإدارة الدعاة فلابد اذا من التخلص منه وتسقيطه والتخلص منه.

ان ما تقوم به مواقع المالكي والصفحات التابعة له من أساليب تسقيط وتشويه للحقائق ضد المجلس الأعلى ورموزه يترفع عنها كل إنسان له شرف وغيرة وحمية انما يتناسب مع حجم الخوف الذي تسرب الى نفوس المالكيين لان المالكي يعلم ان ذهاب ملك الري من يديه يعني فتح بوابات جهنم عليه وعلى أصحابه ورفاقه بسبب كثرة ملفات الفساد وإهدار المال العام والتهاون بحماية العراقيين واستباحة دمائهم واستغلال السلطة ونهب المال العام.

ان المالكي وجماعته يلعبون بفرصة واحدة وأمامهم عشرات الملفات التي تدينهم وتوصلهم الى مصير اسود وبينهم وبين هذه الفرصة للخلاص من الملفات يقف المجلس الأعلى لهذا فانهم سوف لن يتوقفوا عن استخدام كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة للمحافظة على الفرصة الوحيدة والتي تبدوا شبه المستحيلة حتى لو سخروا كل حثالات المجتمع للنيل من المجلس الأعلى وسبه وشتمه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كريم البغدادي
2014-01-18
طريقه لايعرفها الا جنود الشيطان في ساحة السياسه العراقيه كثير من جاء الى العمليه السياسيه في الموقع الخطأ وتلطخت يداه بالدماء والمال الحرام فكان موقفه مهزوزاً امام جوكر الحكومه والمطلع على ملفات هؤلاء وهو السلاح القوي الذي يخوف به شركائه اما الذي لم يدخل عالم الفساد المالي والاداري يشكل خطر على رئيس الوزراء ليس له ملفات يهددها به كما المجلس الاعلى وهو الخطر الداهم الذي يقض مضجعه فيلجأ الى اسلوب التسقيط والاعلام المظلل
ابن العراق
2014-01-17
الدعاة لانهم ساقطين ما يذكرون فضل المجلس عليهم وهو الذي اوصلهم الى حكم العراق والا كلهم نكرات وغير معروفين حتى عند اسقط الناس
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك