المقالات

المبادرة وأهمية توقيتها في الحرب على الإرهاب..


 

في تجربتنا السياسية، وربما في تجارب غيرنا، أن الساسة الذين أتخذوا السياسة وسيلة وليس غاية، يلجأون الى حل المشكلات بإثارة أزمات أقوى منها وأشد تأثيرا!

ووفقا لهذا المعطى التجريبي، يمكننا تلمس طريقنا، ونحن نرقب ما يحدث من تطورات دراماتيكية في المحافظات التي أستقوى فيها تنظيم القاعدة الإرهابي، الى حد أعلن نفسه دولة!..ووفقا للمعطى التجريبي ذاته، فإن لهذا التنظيم الشرير إمتداد جغرافي غير منقطع في الشام، وأن خطوط إمداده مؤمنة بنسبة عالية، وأن خطره أكبر من أن يردعه "ترف" الأدانات وبيانات الأستنكار التي لا تنفع الأموات شيئا، ولا تدرأ عن الأحياء خطرا..

مجلس الأمن الدولي أعلن وقوفه الى جانب العراق في مواجهة الإرهاب، وقيل أن جامعة الدول العربية قد فعلت على إستحياء الشيء ذاته..وأن دولا عديدة أعلنت بشكل منفرد الموقف ذاته، فما هي الخطوة القادمة إذاً؟

الحقيقة أن العراق اليوم يقف في مواجهة صعبة مع الإرهاب، وفيها لا يمكن تحقيق الأنتصار بالتصريحات النارية التي لا يدعمها سلطان القوة على الأرض، ويتعين أن يترجم من أعلن وقوفه مع العراق موقفه الى مفردات ملموسة، أما بدعم عسكري على شكل أسلحة ومعدات، أو بجهد إستخباري، أو بالعمل على تجفيف منابع الأرهاب ومحاربتها علنا، ويتعين علينا أن نقبل كل أشكال الدعم ولكن على قاعدة أن لا يكون مشروطا!

منابع الإرهاب باتت مكشوفة الظهر، السعودية وقطر والأردن الى حد ما، والتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وأموال الخليج، هي تلك المنابع، وعلى العالم أن يلحق نفسه قبل أن تغرقه أموال داعمي الإرهاب في حرب عالمية ثالثة..

داخليا يجب أن نعزل الإرهاب عن أبناء المناطق التي أستقوى بها، ولن يتم ذلك قبل تفهم إنشغالاتهم وهموهم وإستيعاب رغباتهم المشروعة وطمأنة مخاوفهم، وعند ذاك لن يكون للإرهاب مكان بينهم، على أن لا يكون ذلك وسيلة للإبتزاز السياسي، والأسترزاق الشخصي من قبل تجار الأزمات..

 

هذه المفردات تشكل بعضا مما ورد في مبادرة "أنبارنا الصامدة" التي أطلقها السيد عمار الحكيم، مع ملاحظة أنه أطلقها بعد أن نفرت قواتنا المسلحة البطلة، رغم نواقص التجهيز والتسليح، وحققت مكاسب مهمة على الأرض، أفقدت فيها الإرهاب زمام المبادرة الذي كان يتمتع به..ومعنى هذا أن توقيت إطلاق المبادرة، يأتي في السياق الصحيح من حيث التوقيت.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
يا عميل صدام
2014-01-16
ليس غريبا على بعض مدعي التشيع ثورتهم فبالأمس خاطبوا جد الحكيم الامام الحسن ع السلام عليك يامذل المؤمنين وطعنوه في فخذه وخذلوا جده الامام الحسين ع وتركوه وحيدا فالقوم أبناء القوم والدين لعق على ألسنتهم ...وهذا التافه أين هي ثورته حينما اعتقل وأعدم صدام مئات الآلاف من شيعة العراق فيما كان هو وأمثاله من الحمير المدعين للتشيع يلعقون أحذية أزلام صدام ويشاركونهم في الفرهود لبيوت علماء الحوزة والمفكرين والثوار الأصلاء الذين كتبوا بجهدهم ودمائهم بقيادة السيد الشهيد محمد باقر الحكيم أروع مثل في التضحية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك