المقالات

جريمة الغدر بالمفرزة الطبية...هل نالت الإهتمام العام كما تستحق..؟


صالح المحنّه

عندما أستشهد قائد الفرقة السابعة محمد الكروي ثارت ثائرة العراقيين جميعا ولم تهدأ ولانريدها أن تهدأ خصوصا في محافظات الوسط والجنوب وتفاعلوا مع الحدث بكل جوارحهم دون أن يسألوا عن هويته المذهبية، وحُشّدت القوات العراقية وأستجمعت كل معداتها ، إستعدادا لعملية كبرى باسم الثأر لدم إبن العراق الشهيد الكروي ، وبدأت فعلا ، ولازالت قائمة وقلوب كُلِ العراقيين معهم وإمكاناتهم الإعلامية والمادية تحت تصرّفهم ، وهذا أمرٌ نفتخرُ به جميعاً ، علماً أنّ عملية إستشهاد اللواء الكروي والضباط الذين معه هي متوقعة ، وغير مستبعدة من عدو أتسمت كل جرائمه بالغدر والخديعة ، و بإعتبارهم قادة ميدانيين يقودون معركة ضد أوسخ عتاة البشرية ، فليس في الأمر مفاجئة ، ولم تكن جريمة إستهدافهم خارجة عن المألوف ، إلا إنهم يستحقون كل هذا الأحترام الكبير من قبل الشعب العراقي ، ويستحقون كل هذه الدماء التي تُراق يوميا من أجل تطهير المنطقة من أعدائهم وأعداء العراق بعنوان الثأر لدماءهم ، وقطعا هم بمستوى التقدير والأحترام وبمستوى التضحية وهم اهلاً للوفاء ، بعدما سالت دماءهم على أرض الوطن ، ولكن جريمة قتل أفراد الطبابة ...جريمة غير عادية ، وهي جريمة مخلّة بالشرف في كل المقاييس ، لما رافقها من إنحطاط خلقي لمنفذها ومرتكبها شيخ آل بو فراج الخسيس الذي جلب العار الى كل مشايخ الأنبار بفعلته الدنيئة ، ودَوَّنَ إسمه في سجلّ الحقارة التاريخية التي لم يسبقه إليها إلا قوم لوط الذين كانوا يعتدون على ضيوفهم ! فهو لم يحفظ حرمة الضيافة ، ولاحرمة الإستجارة ! والله تعالى يقول ( وإن أحد من المشركين إستجارك فأجره ) وأمّا إذا أعتبرهم أسرى فكل القوانين الألهية والوضعية تدعوه للمحافظة عليهم ! فهم في حكم المدنيين ويحملون شارة الهلال الأحمر ، شأنهم شأن رجال الصحافة والإغاثة ...ولكن لم يشفع لهم كل ذلك لأنهم في مضيف مَنْ يدعي العروبة والمشيخة الذي باع شرفه وشرف عشيرته وسمعة شيوخ الأنبار مقابل دراهم معدودة ؟ لذلك نتمنى على سلطة الجيش والحكومة أن لا تدع هذه الجريمة تمر مرور الكرام ، وأن تمنحها قدراً من الأهمية الخاصّة ، نعم يوميا يسقط لنا شهداء في معارك الشرف ضد الإرهابيين والخونة ، ولكن جريمة الغدر التي نُفّذت بعناصر الطبابة ليست عادية لما رافقها من خسّة ووحشية وإخلالٍ بكل موازين القيم الإنسانية ! ونُفذت بواسطة مَنْ يمثّل عشيرة عربية ! وأُستهدفوا بإستهتارٍ طائفي ، ومع ما سبقتها من جرائم كثيرة وفي نفس المحافظة ، لكنّها تبقى الأكثر إنحطاطا ! وقد نكأت جراحنا في الصميم ، ولهذا لانريد لها الإهمال والنسيان ، ولا أن يتجاهلها الإعلام العراقي ، ومثلما تفاعلنا وإنتفضنا لمقتل محمد الكروي ، لابد أن يكون الثأر الى هؤلاء الشهداء المغدورين أبناء الجنوب أبناء ميسان لايقل حماساً وتفاعلا عن عملية إستشهاد اللواء الكروي ورفاقه ، فلون الدم العراقي واحد وقيمته واحدة ولاأثمن منه إلا الوطن .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك