المقالات

وحدة العراق .. قبل فوات الاوان


جواد العطار

جاءت مبادرة السيد الحكيم التي اعلنها قبل ايام في ملتقى الاربعاء الاسبوعي؛ بما لاقت من تأييد واسع؛ محاولة جدية لازالة الاحتقان المتزايد في ازمة محافظة الانبار التي اتجهت بشكل سريع نحو التصعيد المسلح والشامل في الحرب على داعش والارهاب والذي شمل كل أرجاء المحافظة .ورغم اننا لم نلحظ في أسبوعين من عمر الأزمة أية مبادرة للتسوية السياسية او لعزل العناصر الإرهابية عن ابناء المحافظة وعشائرها الاصلاء ، فانه بمجرد اعلان السيد الحكيم لمبادرته؛ حول الازمة؛ واجهت وابلا من الانتقادات غير الموضوعية والجارحة في بعضها من قبل بعض اعضاء دولة القانون وفي لغة غابت عنها الدبلوماسية وارتفعت فيها لهجة التصعيد والاستفزاز في امر يثير الاستغراب ، فاذا لم تكن على قدر من المسؤولية والنضج السياسي لتطلق مبادرة او رؤية لحل الازمات فلماذا تحكم على رؤى ومبادرات الآخرين بالفشل وتوجه اليها اصابع الاتهام وانتقادات .. ما انزل الله بها من سلطان . واذا كان الغرض من هذه الانتقادات لجم المبادرات المقبلة والحيلولة دون اطلاق المزيد منها والسير بالازمة الى الحسم العسكري لا الحل المتعدد او المدني ، فاننا اليوم ندعو اكثر من اي وقت مضى الى عكس ذلك التيار بتعزيز روح المبادرة وطرح رؤى جديدة وشاملة للازمة ومن كل الاطراف السياسية لانها تتحمل الجزء الاكبر منها ومن تداعياتها بسبب خلافاتها المزمنة .. فالتكاتف والتشاور والتوافق بين الكتل السياسية لغة العصر واحدى الوسائل الموضوعية للخروج من عنق اشد الازمات الى انفراجها ، وهو ما يجب ان تفكر فيه بجدية الكتل السياسية والبرلمانية والحكومة في تعاطيها مع الازمة الحالية . ان التهدئة والتأني والسكينة في قراءة الأزمة الملتهبة في الانبار عامة والفلوجة خاصة ، يجب ان يقترن بالحل المتعدد الذي يشمل كافة مناحي الأزمة ولا يقتصر على الحلول الأمنية والعسكرية فحسب؛ بل بالعمل على عزل عناصر داعش الإرهابية عن ابناء المحافظة الابرياء وتعزيز الثقة بين هؤلاء واخوانهم من ابناء القوات المسلحة .. لان النصر يكمن هنا؛ بتحصين الجبهة الداخلية من الغرباء والدخلاء اولا؛ وتعزيزها بعزل المتطرفين وإبعاد خطرهم عن المدنيين ثانيا؛ وتفويت الفرصة على مشروع عزل المناطق الغربية عن باقي مدن العراق ثالثا . واذا كان كل ما جرى ويجري في محافظة الانبار هو تمهيد لمشروع مشبوه يهدف الى تمزيق وحدة العراق وتفتيته الى دويلات صغيرة ومتناحرة ، فان الجميع مدعوين الى تفويت الفرصة على ذلك المشروع اما بتأييد المبادرات المطروحة او مناقشتها بموضوعية او طرح مبادرات جديدة تمهيدا للجلوس الى طاولة الحوار .. قبل فوات الاوان .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك