بقلم : الدكتور علي نجيب - نيويورك
سامراء التي أ سّـسَـت كثكنة للعسكر المستوردين من مناطق ما وراء النهر، أسكن فيها الأمامين الهادي والعسكري(عليهما السلام) بالاقامة الجبرية من قبل خليفة المسلمين ؟؟؟ وأي خليفة معروف بكل أنواع المجون والخلاعة والفساد والاستبداد ، للسيطرة على نشاطاتهما وإبعاد الامامين عن جماهيرهم ، وبالنتيجة تضعيف الروح الاسلامية الأصيلة والفكر الاسلامي القويم المتبقي عن رسول الله(ص) بواسطة الأئمة الأطهار عليهم السلام الذين هم آل البيت وهم أدرى بما في البيت الاسلامي من فكر وروح وحياة دينية وشرعية لفرد المسلم وللأمة المسلمة، فمنذ اليوم الأول من تأسيس سامراء والتي أسست على ايدي الظالمين والمتأسلمين من الخلفاء المتسلطين على رقاب المسلمين وهم أبعد الناس عن الاسلام ومن اراد الزيادة فاليراجع كتب التأريخ عن حالهم، كانت سامراء قبلة الأستبداد والقتل والأقامة الجبرية لأولياء اللـه الصالحين.سامراء كما لم تحفظ الأمانة بالوجود المقدس لأولاد رسول اللـه (ص) في حياتهم وهم يتعرضون فيها بشتى أنواع الظلم والسجن والتعذيب , كذلك لم تحفظ أمانة جثثهم حتى بعد أكثر من 14 قرنا من السنين فكانت مسرحا عام 2006 لحادث التفجيرالآثم للحضرة العسكرية وتدمير القبة الذهبية التأريخية، وشهدت يوم أمس جريمة تفجير المنارتين الباقتين من حطام التفجير الأول ، وأن هذا الإعتداء التكفيري هو بالتأكيد سعي إجرامي جديد للإساءة إلى رموز دينية تحضى بقدسية كبيرة لدى الأكثرية المطلقة لأبناء الشعب العراقي ـ والذين حسب البيانات الأحصائية المنشورة في وثائق الأمم المتحدة أخيراً فهم يقدرون 70% سبعون بالمائة من الشعب العراق على البيان التالي: العرب الشيعة 60% والتركمان الشيعة 5% والكرد الشيعة 5% فالمجموع 70% ويبقى الكرد السنة 13% والعرب السنة 12% والتركمان السنة 4% وباقي الأقليات فهم 1% لا غير ـ لغاية خبيثة، لإشعال الخلافات ولدفع البعض ربما من أبناء الطائفة الشيعية الأكثرية للرد على ذلك بالمثل ويشتعل العراق من الشمال الى الجنوب في حرب أهلية لا يخسر فيها غير الشعب العراقي نفسه ، في حال أن الوضع في شمال العراق ليس أحسن حالا من بقية المناطق إن لم يكن اسوأ من بعض النواحي، حيث رؤوس الجبال ملتهبة بالقصف التركي على الأرهابيين من حزب العمال الكردستاني المدعومين من قبل أطراف معلومة.
خسئتْ أفعالهم الشنيعه وتبَت أياديهم القذرة الملطخة بدماء العراقيين منذ سنين طوال والذين تمادوا في حقدهم وغلهم الأسود الدفين في تنفيذ ما قد قررته سابقاً بالسعي لإيقاع الحرب الطائفية الأهلية في عراقنا الحبيب بعد أن عجزت وعلى مدى أربع سنوات لإيقاعها، لأنها إصطدمت بوعي أبناء شعبنا العراقي لهذه الخطة الخبيثة في إشعال الحرب الأهلية.
إن شبح الإرهاب الإجرامي البغيض يترك ف نفوس ضحاياه الأبرياء من العراقيين ومقدساتهم ومعتقداهم تأثيرات بعيدة وشروخاً عميقة على العلاقات بين مختلف مكونات الشعب العراقي .
ففي متابعة ما تلا تفجيرات سامراء بوادر ظاهرة خطيرة قد تقود العراق إلى صراع مرير لا تحمد عقباه ، إذا لم يتمّ تداركها بحكمة من قبل الجميع. وهذه الظاهرة لا تحتمل أنصاف الحلول ولا يمكن لطرف واحد التكفلّ لوحده بالقضاء عليها.
إن تجسيد ظروف الفوضى والأرهاب الخلاَق في العراق توُفر فرصة ذهبية للصداميين والسلفيين لضرب وتفجير الجسور وقصف المنشآت والمناطق المدنية وضرب المنشآت الخدمية وقصف المراكز العلمية والدينية والصحية وبتخطيط ودعم سافر من المخابرات الدولية والأقليمية مما أدت الى عنف طائفي كريه، حقد ودم، قتل على الهوية وتهجير وتشريد حصيلته أكبر موجة نزوح شهدتها المنطقة في تأريخها الحديث من ناحية ،ومن ناحية وفرًت ظروفا آمنة للأكراد لأحتلال كركوك بحجة المادة 140 المشؤومة والتي تعتبر بمثابة وعد بلفور الأكراد، حيث لايستبعد بعض المحللين السياسيين العارفين بخفايا الأمور بأن الأكراد كما كان لهم بالتعاون مع الأمريكان في تفجير القبة الذهبية وقتل السيد محمد باقر الحكيم والأستاذ عزالدين السليم لا يستبعد أن تكون لهم يد خبيثة في تفجير المنارتين لتفجير الوضع السياسي والشعبي للسيطرة على كركوك ولتمرير غاياتهم السياسية ، ومن ناحية ثالثة لربما جواب لأعضاء مجلس النواب الذين صوتوا بالأكثرية المريحة لاقالة رئيسه الغير الطبيعي والغير المتوازن دوما.
لا بدّ من تطويق هذه الموجة بمعادلة واحدة لا بديل عنها وهي المساواة في الكرامة الإنسانية العراقية والإيمان بأن الأديان والطوائف جميعاً تعلّم المحبة والأخوة والتفاني، وأن ممارسات المجرمين المعروفين في الساحة العراقية هي التي تولدّ الشعور بالغضب والحقد والنقمة وبالتالي البيئة المناسبة لنشرالقتل والرعب والترهيب واليأس من قبل بعض الدول الأقليمية، والقوى الظلامية الأرهابية التي تريد العودة بالعراق الى الحقبة المظلمة والى نقطة الصفر وتحاول تمزيق أواصر العلاقة المتينة بين أبناء الشعب والوطن الواحد، إضافة القوى السياسية الكردية بالذات الاي تريد السيطرة على مقدرات العراق ومستقبل ابناءه، وأنّ الحديث والوقوف ضدّ الأعمال الأرهابية الإجرامية واجب شرعي ووطني وسياسي واجتماعي وأخلاقي يقع على عاتق كل عراقي شريف يحس بالانتماء الحقيقي للعراق ولشعبه بكل تلاوينه، وضرورة إنهاء الظلم والقتل والأرهاب العفن القميء الذي يشكل البذرة الأساسية للوصول بالعراق الى شاطىء الأمان .
ومجريات الأحداث يعكس الى حد الكبير من الوضع المأساوي الذي يعيشه البلاد مع أستمرار دوامة العنف اليومية
كما أنه يشكل جرس إنذار لجميع العراقيين بأن الصداميين والقوى الأرهابية والجماعات الأجنبية مثل القاعدة ومدللي ساسة الغرب والولايات المتحده وأتباع الرجعيه العربيه وواجهة من واجهات حقد بعض دول الجوار الذين ممن تمولهم شركات العلاقات العامه الامريكيه بملايين الدولارات عبر ارصده تموَلها دوائر البنتاغون والسي آي أي وكالة الأستخبارات الأمريكية التي استطاعت بسرعة فائقة وبدهاء منقطع النظير أختراق البنية الاجتماعية للعراق وتفكيك ما تبقى من تضامنات وطنية، مستفيدين من وضع سيكولوجي عام يحكمه مركب قابلية الأنقسام والتقوقع الطائفي والتي تسعى الى تحقيق مصالحها الشريرة من خلال إشاعة العنف والفوضى وتغذية الكراهية بين أبناء الشعب العراقي والذين فجَروا ضريحيي ومنارتي الأمامين العسكريين هؤلاء الذين افسدوا في الارض وذاقوا اهلها اشد العذاب والظلم ستصلهم قصاص الله وعقاب الشعب وتهلكهم وتكون عاقلة أمرهم السوء والخسران
https://telegram.me/buratha